بيان من جماعة أنصار السنة عن الأحداث
بسم الله الرحمن الرحيم
*جماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان*
*بيان*
قال الله تعالى : {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ * الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } [آل عمران: 172، 173].
الحمد لله على كل حال، وصلى الله وسلم على النبي محمد وصحبه والآل، وبعد فقد ظلت جماعة أنصار السنة المحمدية طيلة أيام الحرب في بلادنا حاضرة مع الشعب السوداني تعاني ما يعاني وتكابد ما يكابد وتتجرع غصص الغبن معه كما يفعل وأصاب أفرادها ما أصاب الشعب، وهي تقف معه بما في وسعها، تدعوا إلى الله وتذكر الناس وتعمل على تثبيتهم ومواساتهم، وتبين لهم أحكام الشرع في النوازل والفتاوى التي أفرزتها الحرب، وترد على المبطلين ومروجي الشائعات المفسدة، وتواسي بالمال والدواء، وها هي بعد مرور تسعة أشهر تجدد العهد والثبات على المباديء والعمل على ما فيه مصلحة الأمة والبلد ودرء الشر أو تخفيفه، وفي هذا الصدد وإلحاقا لبياننا السابق ومواقفنا الثابتة نشير إلى الأمور التالية:
*أولا*: نؤكد وقوفنا مع شعبنا الأبي الصابر بكل ما نملك داعين الله أن يتجاوز محنته ويخرج منها منتصرا عزيزا.
*ثانيا*: نؤكد وقوفنا مع القوات المسلحة المؤسسة الرسمية والوطنية في البلاد والتي تمثل كل أهل السودان وهي المسؤولة عن حماية الأرض والعرض والنفس والمال والهوية، ونرفض أي محاولات للنيل منها، مع رفضنا القاطع لتعدد الجيوش في البلاد وضرورة تخليص البلاد من تعدد الواجهات العسكرية مع رجائنا للقوات المسلحة التوفيق والخطط الرشيدة والنصر والتأييد.
*ثالثاً*: إدانة الانتهاكات الفظيعة التي ترتكبها قوات الدعم السريع المتمردة والمليشيات والعصابات المتحالفة معها من نهب وسلب وقتل واغتصاب وتهجير وتخريب مما لا يعرف له نظير في العصر الحديث، وندعوا لإدانته ورفضه ومقاومته باستمرار.
*رابعاً*: دعم النفير العام والهبة الشعبية والدفاع عن البلاد والانخراط في صفوف الجهاد ، والمقاومة الشعبية تحت إمرة القوات المسلحة وقيادتها. ودعوة الشعب السوداني للاصطفاف صفا واحدا في مواجهة التمرد وعصابات النهب والفوضى وهو عدو لا يستثني أحدا فالواجب الاجتماع والوحدة في وجه هذا العدوان البربري الهمجي والعزيمة على كسره وهزيمته.
*خامساً*: الثبات على توحيد الله والتوكل عليه ونبذ الشرك بكل صوره وضرورة التوبة واللجوء إلى الله، وهجر البدع والمعاصي، والكف عن الظلم والغفلة والملاهي والمنكرات، ولنعلم أن نصر الله يستجلب بنصرة شرعه كما قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7].
*سادساً*: حث ذوي المال على الإنفاق على المحتاجين ومواساة المتضررين ورحمة الناس في البيع والشراء والإيجارات. وحثهم على دعم القوات المسلحة بسخاء فإن المتمردين يجدون الدعم السخي من أعداء البلاد ومما ينهبونه من أموال الدولة والشعب. بينما أعوان الجيش هم الشعب ورجاله الأوفياء.
*سابعاً*: نبذ الجهوية والقبلية رغم أن حرب التمرد لها منطلقات قبلية لكن علينا ألا ننجر وراء نداءات القبلية الجاهلية ولا نحمل أحداً وزر غيره ولو كان من قبيلته، بل ندعوا للاجتماع تحت مظلة الإسلام الدين الواحد في البلد الواحد.
*ثامناً* : دعوة الذين لا يزالون يساندون التمرد رغم الانتهاكات الفظيعة والجرائم البشعة ندعوهم للتأمل من جديد والكف عن مناصرة الباطل، بل ندعوا منسوبي قوات الدعم السريع المتمردة للكف عن انتهاك الأعراض وسلب الأموال وقتل الأنفس والإفساد في الأرض ونؤكد لهم أن جرائمهم أصبحت مكشوفة وواضحة للعيان يعايشها الشعب ويكابدها ويكتوي بنيرانها فما عادت مكابرة الإعلاميين في الفضائيات تجدي شيئا مع ظهور الحقائق لكل ذي عينين.
*تاسعاً*: تذكير المتآمرين الذين باعوا بلادهم وخانوا عهدهم وقدموا مصالحهم الشخصية على مصلحة البلاد بأن الباغي تدور عليه الدوائر وغداً يذهب المال وتحل الآجال وتبقى الخيبة وسوء المنقلب.
*عاشراً*: ضرورة أن تكف الجهات الخارجية ذات الأجندة والمصالح الخاصة عن التدخل في شؤون بلادنا ودعم التمرد مما يساهم في تفاقم الأزمة وتطاول أمد الحرب وإعاقة التحول المستقل للشعب السوداني إلى الحكم الرشيد مع مناشدة اصدقاء السودان الصادقين أن يدعموا أي جهود تصب في مصلحة البلاد واستقرارها، كما نطالب المؤسسات الدولية أن تعامل بلادنا بعدالة وأن تدين انتهاكات وجرائم قوات الدعم السريع المتمردة والعصابات الإجرامية وأن تحاسب الدول الداعمة للتمرد.
*3 رجب 1445ه*
*14 يناير 2024م*