مقاطعة الإيغاد يعنى مواصلة الاقتتال في السودان
MEO – دعا قادة بلدان الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، محمد دقلو “حميدتي”، إلى الاجتماع بشكل مباشر خلال 14 يوما، لإنهاء الحرب الدائرة في البلاد، ووقف الأعمال القتالية لإنهاء هذه الحرب التي وصفها البيان الختامي للقمة بالظالمة والتي تؤثر على السودانيين تمهيداً للمضي قدماً نحو الحوار السياسي، في الوقت الذي يواصل فيه حميدتي حصد النجاح إقليميا.
وكان مقررًا عقد لقاء بين البرهان وحميدتي في جيبوتي أواخر ديسمبر الماضي، لكن وزارة الخارجية السودانية قالت إن نظيرتها الجيبوتية أبلغتها بتأجيل اللقاء “لأسباب فنية”. كما احتجت الحكومة السودانية على دعوة حميدتي للمشاركة في جلسات القمة، وقررت تبعاً لذلك تجميد التعامل مع المنظمة الإقليمية فيما يخص ملف السلام في البلاد، وهو ما اعتبر ذرائع من قبل البرهان للتنصل من التزاماته السابقة بشأن الجلوس إلى طاولة المفاوضات والعمل على إنهاء الحرب.
وغاب البرهان عن قمة دول “إيغاد” التي انعقدت، الخميس، في عنتيبي بأوغندا، “احتجاجا” على “عدم تنفيذ مقررات القمة السابقة”.
ويرفض البرهان الدخول في أي مفاوضات مع حميدتي قبل انسحاب قوات الدعم السريع من الخرطوم والمدن الأخرى التي خسرها في معاركه فيما بدأ دقلو برؤية انتصار صريح ودعم إقليمي بسبب مواقفه الإيجابية من مسألة إنهاء الحرب.
وعبر قادة الإيغاد في بيان، صدر في ختام قمة طارئة للهيئة في أوغندا، عن قلقهم إزاء استمرار القتال في السودان، وقبل مشاركته في جلسة الجمعة، شدد حميدتي على ضرورة تكوين جيش موحد للبلاد، يشمل تمثيلا متساويا لجميع المواطنين دون أن تمييز.
كما أكد قائد قوات الدعم السريع لمبعوثين أمميين وأوروبيين، الخميس استعداده لـوقف الحرب، والدخول في مفاوضات تُنهي الأزمة في بلاده.
وجاءت تصريحات حميدتي خلال لقاءين أجراهما، مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للسودان رمطان لعمامرة، ومبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي أنيتا ويبر، على هامش انعقاد قمة إيغاد في العاصمة الأوغندية، كمبالا.
ودعا البيان الختامي للقمة، إلى التنسيق مع الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي لحشد الدعم لعملية السلام، بهدف حل النزاع في السودان. ورحب رؤساء دول “إيغاد” بقرار رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، بتعيين أعضاء الفريق الرفيع المستوى المعني بالسودان. ودعوا الفريق إلى العمل بشكل وثيق وتعاوني مع “إيغاد” وأصحاب المصلحة الآخرين في تسيير عملية السلام في السودان.
وأبدى البيان قلق قادة المنظمة الإقليمية إزاء استمرار القتال في السودان والحالة الأمنية والإنسانية المتردية الناجمة عن الحرب، وكرر دعوته لأطراف النزاع إلى الالتزام بالحوار والمفاوضات. وشدد القادة على أن “السودان ليس ملكاً لأطراف الصراع فحسب، بل للشعب أيضا”.
ومنذ أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، يجري حميدتي جولات في جميع أنحاء إفريقيا، بدأت من أوغندا وإثيوبيا وجيبوتي وكينيا وجنوب إفريقيا قبل زيارته إلى رواندا حيث يحظى بترحيب رسمي “يليق برئيس دولة”.
وقالت انتصار عبدالصادق، من منظمة “البحث عن أرضية مشتركة” ومقرها واشنطن وبروكسل في تصريج لمجلة إكونومست إن الاعتراف الدبلوماسي الذي منحه زعماء أفارقة لحميدتي قد يعكس أن “حميدتي ينتصر”.
وقال متابعون أن “الأمر لا يقتصر على لقاء الزعماء بحميدتي فحسب، بل طريقة لقائهم به”. ويرى الخبير في الشأن السوداني، أليكس دي فال، أن حميدتي “في حالة صعود”، بينما اعتبر كليمان ديهي، المتخصص في الشؤون السودانية في جامعة السوربون بباريس إن حميدتي تم استقباله “بمراسم تخصص لرئيس دولة”.
ولا يزال بعض الزعماء يحملون على الجيش السوداني دعمه لقوات مقاومة داخل دولهم، أو قد ينظر لقوات الدعم السريع على أنها تحمل “حمولة أقل” من القوات المسلحة السودانية، وهو ما عزلة البرهان في المنطقة.
ووقع حميدتي مطلع العام، في العاصمة الإثيوبية إعلان سياسي مع عبد الله حمدوك الذي سبق له تولي رئاسة الوزراء في السودان، وكانت الهيئة التنسيقية للقوى الديمقراطية المدنية برئاسة حمدوك دعت مؤخرا لعقد “لقاءات عاجلة مع الجيش وقوات الدعم السريع تبحث قضايا حماية المدنيين وتوصيل المساعدات الإنسانية وسبل وقف الحرب عبر المسار السلمي التفاوضي”.
ونتيجة لاستجابة الدعم السريع فقط لهذه الدعوة الى الآن، وقع حميدتي وحمدوك “إعلان أديس أبابا” الذي تبدي من خلاله قوات الدعم “استعدادها التام لوقف عدائيات فوري وغير مشروط عبر تفاوض مباشر مع القوات المسلحة”.
كما تتعهد “فتح ممرات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية”، و”تهيئة الأجواء لعودة المواطنين لمنازلهم في المناطق التي تأثرت بالحرب”.