اخبار العرب

*حث على شرب الماء المستمر..د.فواز الحوزاني أخصائي الباطنية بمستشفيات الحمادي:* *الإرهاق المستمر يتطلب إجراء تحليل لسكر الدم ومراقبته بشكل منتظم*

الاحساء
زهير بن جمعه الغزال
يعتبر التعب والإرهاق من الأمراض المزمنة والخفية التي تصيب الإنسان وتستمر معه لفترات طويلة دون اكتشاف سببها بشكل واضح, فكثيرا ما يراجع المرضى العيادات الخارجية وأقسام الطوارىء حيث يشكون من الإرهاق والخمول حتى دون بذل أي مجهود يذكر وهم يتساءلون عن سبب هذه الأعراض،وما إذا كان هناك لا قدر الله أي مرض خطير
وخفي وراءها.
إن جسد الإنسان لهُ طاقةُ محدوّدة لايستطيع تجاوزها, فعندما نعمل أو نسهر لفترة طويلة يتجاوز جسمنا القدرة والطاقة القصوى التي نستطيع تحملها وهذا يسبب دخول الجسم في مرحلة التعب والإرهاق وهذا ماينبه الإنسان أنه بحاجة للراحة
والنوم حتّى يستطيع القيام بوظائفهِ الحيويّة والطبيعية فيما بعد.
هناك أسباب كثيرة تسبب الإرهاق والتعب عند الإنسان, منها اسباب بسيطة تتعلق بطبيعة العمل خاصة الأعمال اليدوية المرهقة وفترات العمل الطويلة،وهنا ننوه انه يجب تجنّب العمل بشكل متواصل دون أخذ قسط من الراحة بين الفينة والأخرى.
كما أن السهر لساعات متأخرة يوميا”يضعف الجسم ويؤّدي به إلى حالة من اليقظة والانتباه المُستمرّ التي تأخذ من طاقة الجسم وحيويته.
وكلنا نعلم عن الساعة البيولوجية عند الإنسان ولذلك فإن عدم انتظام الأوقات الطبيعيّة في حياة الإنسان،كتغيير ساعات النوم والاستيقاظ بشكل متكرر يسبب الإرهاق والتعب.
كثير من الناس تتطلّب طبيعة أعمالهم أن يعملوا بدوام متواصل في الليل ويقضون ساعات النهار في النوم،وفي هذا مُخالفة لطبيعة الإنسان، ولطبيعة خلق الله عزّ وجلّ حيث جعل الليل سباتاً والنهار معاشاً ليسعى الإنسان في طلب رزقه،ولذلك يجب تنظيم هذهِ الأوقات ما استطاع الإنسان إلى ذلك سبيلا حتّى يذهب التعب عن الجسم الذي لم ينعم بطعم الراحة في النوم ليلاً.
إن عدم وجود برنامج غذائي متوازن يزيد من الشعور بالإرهاق والتعب،فالغذاء الصحيح والسليم هو أساس القوّة الجسمانيّة،والإنسان الذي لايحافظ على غذائه بشكل متوازن ولا يتناول الكميّات التي تُناسب جسمه وطبيعة عملهِ هو أكثر عُرضة للتعب والإرهاق.
من المعلوم أن التدخين من العادات السيئة والضارّة بالجسم،والأشخاص المدخنين من أكثر الناس عرضةً للتعب والإرهاق المتواصل.
ويجب المحافظة على تناول المشروبات والسوائل بشكل عام وخصوصاُ الماء فنقص الماء في الجسم يؤدّي إلى الشعور بالتعب والإرهاق.
كما أن الشعور بالتعب
والإعياء المزمن قد يكون العرض الرئيسي للعديد من الأمراض المزمنة،وهناك أمراض قد تضعف الجهاز المناعي في الجسم،وبالتالي تسبب فقدان الطاقة
والحيوية.
ومن هذه الأمراض وأهمها نقص نشاط الغدة الدرقية التي تفرز هرموناتها مباشرة إلى الدم وتدير عملية الاستقلاب وتحرير الطاقة في خلايا الجسم،وبالتالي فإن هذا النقص يسبب الشعور بالتعب والإعياء الدائم لدى المريض ويجب إجراء تحليل هرمونات الغدة عند استمرار حالة التعب والإعياء.
وهناك أيضاً نقض نشاط الغدة الكظرية أوالغدة فوق الكلية
وهي المسؤولة عن إفراز هرمونات الشدة التي تساعد المريض في حالات الهلع والخوف والقلق وهذه الهرمونات هي الادرينالين
والكورتيزون.
وعند إصابة هذه الغدة تقل نسبة الهرمونات المفرزة
وبالتالي يشعر المريض بالإعياء والتعب ويصيبه الخمول ونقص الطاقة
والحيوية.
مرض السكري المزمن أيضاً يسبب حالة من التعب
والإرهاق خاصة عند انخفاض نسبة السكر في الدم أو في حالة ارتفاع نسبته بشكل كبير مما يسبب أعراض التعب
وكثرة التبول والتجفاف.
هناك مرض خاص بحالة التعب يسمى متلازمة التعب المزمن حيث يعاني المريض من آلام معممة في عضلات الجسم قد تستمر لفترات طويلة ويصاحبها شعور متواصل بالتعب والإرهاق.
مما يجعل ممارسة الأنشطة اليومية أمراً صعباً للغاية.
إن فقر الدم أو الانيميا يترافق بالشعور بالتعب والإرهاق مع أعراض أخرى مثل: تسرع ضربات القلب،وضيق النفس والتعب السريع لأقل جهد مبذول.
حيث أن انخفاض تركيز الهيموغلوبين في كريات الدم الحمراء يجعل الجسم غير قادر على توفير الأوكسجين الكافي لجميع أجزاء الجسم، مايترتب عليه الشعور بالوهن وتسارع دقات القلب والصداع والدوخة.
والآن نذكر أهم النصائح للتغلب على ظاهرة التعب
والإرهاق:
من الضروري أن يحصل الإنسان على معدل ساعات نوم مناسبة حسب العمر
والجهد المبذول يوميا، فالبالغون عموما بحاجة إلى ٧ أو ٨ ساعات من النوم يومياً.
الوزن الزائد قد يسبب تكرار حالة انقطاع التنفس أثناء النوم مما قد يؤدي إلى استيقاظ المريض خلال الليل من دون علمه بالمشكلةً،وهنا من الضروري إنقاص الوزن حتى يشعر الإنسان بتحسن وينتهي هذا الشعور بالتعب والإعياء،ومن الضروري أيضاً التوقف عن التدخين حتى يتحسن النفس ويحصل الإنسان على ساعات نوم مريحة.
إن الشعور بالجوع يؤدي إلى الإرهاق،كما أن تناول الطعام بكميات كبيرة وبطريقة غير منتظمة يسبب التعب أيضاً،إذ لابدّ من تناول غذاء متوازناً لمنع انخفاض مستوى السكر في الدم،ومن الضروري المواظبة على تناول وجبة الإفطار والحرص على أن تحتوي كل الوجبات على البروتينات والسكريات المركبة،إلى جانب توزيع الوجبات على مدار اليوم في مواعيد منتظمة؛كما يجب معالجة الأنيميا بتناول الأطعمة الغنيّة بمركبات الحديد مثل:اللحوم والكبد والبقوليات،بالإضافة إلى الأدوية حسب شدة الحالة
ونصيحة الطبيب.
إن معالجة الحالة النفسية لدى المريض من اكتئاب وقلق دائم مهمة جدا للسيطرة على حالة الإرهاق والتعب حيث يجب على المريض التوجه إلى الطبيب إذا استمرت تلك الأعراض لفترة حيث أن المرض يستجيب جيداً للعلاج النفسي والأدوية المضادة للاكتئاب.
إن معالجة نقص نشاط الغدة الدرقية بعد إجراء الفحوصات وتأكيد التشخيص ضروري جداً حيث إن تناول الهرمونات التعويضية على صورة أقراص يساهم في تحسين الأعراض.
ويساعد الكافيين على تحسين التركيز ويمدّ الجسم بالنشاط عند تناوله بكميات معتدلة، غير أن الإفراط في تناول الكافيين يؤدي إلى زيادة خفقات القلب وارتفاع ضغط الدم،وقد أثبتت بعض الأبحاث أن تناول كميات كبيرة من الكافيين تسبب الإرهاق بالفعل لدى العديد من الناس.
إذا كنتم تعانون من إرهاق مستمر غير واضح من الضروري إجراء تحليل سكر الدم و مراقبته بشكل منتظم وفي حال ارتفاعه يجب استشارة الطبيب و أخذ العلاج المناسب.
إن الإرهاق والتعب قد يكون علامة على أن الجسد يعاني من الجفاف، فالجسم يحتاج إلى السوائل طيلة الوقت ومن الضروري شرب كمية كافية من المياه يوميا”حوالي 2 ليتر على الأقل.
وأخيراً نقول:من الضروري لتجنب الارهاق والتعب أخذ قسط مناسب من الراحة
والنوم خاصة بعد بذل الجهد الجسدي والفكري وتناول السوائل لتلبية الحاجة اليومية للجسم وعند استمرار الشعور بالتعب يجب إجراء التحاليل والفحوصات لاستبعاد أي مرض عضوي قد يسبب هذا التعب.وقانا الله وإياكم شر المرض.
د.فواز بن عبدالرحمن الحوزاني
أخصائي الأمراض الباطنية بمستشفيات الحمادي بالرياض.
د.فواز الحوزاني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى