وجبات مجانية لضيوف الرحمن من فاعلي خير في رحاب الحرم المكي الشريف
عقب صلاة الظهر في الحرم المكي الشريف تخرج أفواجٌ ضخمة من المصلين من داخل الحرم متجهة الى خارجه.. الوقت وقت وجبة الغداء.. الآلاف تتجه نحو المطاعم المنتشرة في العمارات حول الحرم المكي.. تتحول الساحات بين هذه العمارات غرب الحرم المكي الشريف الى مائدة واسعة لتناول الطعام على الأرض.. حيث يفترش المعتمرون والمصلون بلاط وسيراميك ورخام تلك الساحات لتناول الطعام.
من بين تلك الساحات بين العمارات تتشكل سريعاً صفوفٌ تضم أعداداً كبيرة من المصلين، لكي تحظى بوجبة مجانية يوزعها عددٌ من العاملين في المطاعم المنتشرة في مواقعَ في هذه العمارات حول الحرم.
هذه الوجبات توزع مجاناً لمن يرغب ويحتاج.. وهي مُقدمةٌ من تبرعات عدد من فاعلي الخير الذين يساهمون في شراء وجبات من هذه المطاعم توزع مجانا للمحتاجين.
وهذه المطاعم نفسها.. يتبرع أصحابها بوجبات مجانية.. وهذه المكرمة والطعام الطعام تتواصل الى مابعد صلاة العشاء.
ما لاحظته ان اصحاب المطاعم وموظفي تلك المطاعم يقدمون هذه الوجبات في محبة وادب، وحرص على أن ينال كل شخص وجبته دون تدافع أو مشقة أو عدم احترام.
مظهر جميل كريم من مظاهر التكافل الإجتماعي في رحاب الحرمين الشريفين.. بين مانح وباذل ومستفيد.. أجرٌ عظيم يناله فاعلو الخير والقائمون عليها من هذه المطاعم ..اذكر منها مطعم الدهان ومطعم خير الزاد.
وقد تابعت بإهتمام مايقدمونه من خير.. وجبة طعام مع عصير..
وكل ذلك الخير يجري بجوار مشهد موازٍ..وهو مشهد حَمام الحرم الذي يتكاثر حول الساحات بين العمارات يلقط الحَبَّ الذي يلقي به الكثيرون و يشترونه من عدد من النسوة يجلسن بجوار هذه الحمائم.. حمامٌ ينتشر في سلام وهدوء لا يفزع من احد..يشعر بالأمان في رحاب الحرم المكي الشريف.. يجد رزقه في أمان كما يجد هؤلاء الأحباب وجباتهم في سلام.
