الأعمدة

الدولار الجمركي لحكومة جبريل في بورتسودان!

اذكر حينما كنا صغارا نذهب فرحين مع الآباء خاصة في مناسبات الاعياد وذلك لشراء الأحذية الشعبية من معرض شركة باتا بسوق الحصاحيصا .
فكان يتملكنا الاستغراب بأن السعر المكتوب على بعض الأحذية هو (99) قرشا وليس جنيها اي مائة قرش !
تذكرت تلك الأيام وانا اقرأ بالامس القرار الصادر من عبقري الاقتصاد في العصر الحديث الدكتور جبريل ابراهيم وزير مالية حكومة بورتسودان العائمة في امواج التضخم وذلك برفع سعر الدولار الجمركي من (650) إلى (950) فتملكتني ذات تلك الحيرة الطفولية أن سيادته لماذا لم يجعل السعر (1000) وفعل مثلما كانت تفعل باتا التي فسر لنا المختصون لاحقا أنها تقصد من تلك التسعيرة الوقوف عند فئة ضريبية تختلف عن فئة أخرى إذا ما أصبح سعر البرطوش مائة قرش
واكتفينا بذلك التفسير دون جدل لعدم فهمنا في الشأن الاقتصادي عملا بمقولة وفوق كل ذي علم رب عليم !
الان وعلى خلفية ذلك القرار الوزاري الذي وصفه علماء الاقتصاد بأنه سيكون كارثيا في ظل سعي دولة البحر الاحمر إلى زيادة القيمة الجمركية للواردات على ندرتها وقلة الصادرات وتوقف عجلة الإنتاج وارتفاع تكلفة اقتصاد الحرب ..وسيكون الناتج الطبيعي للقرار غير المدروس هو ارتفاع أسعار السلع الضرورية لحياة المواطن المسكين وإضعاف القوى الشرائية وبوار المعروض على بؤسه وتحكم جشع ضعاف النفوس من نهازي فرص الكوارث!
وكما يقول المثل أن حكايتنا أصبح ينطبق عليها المثل القائل ( هي في البئر ووقع عليها فيل ) وهو فيل كبير اسمه جبريل والذي يصر على أن يأخذ معه لهلاكنا في تلك الحفرة العميقة غولا اكبر من الفيل ابو زلومة يسمى التضخم وهو اسم الدلع للفقر المدقع ..ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى