اخبار العرب

الشاعرة السعودية د. مها العتيبي الشعر فن إنساني من لحظة الإبداع

السعودية – زهير بن جمعه الغزال
الشعر هو فن إنساني ينبع من الإبداع والتعبير الفردي. يعد الشاعر مبدعًا يستخدم اللغة والصورة والإيقاع لنقل أفكاره ومشاعره بشكل فني. يتميز الشعر بأنه يعبر عن لحظات الإلهام والتأمل والعواطف العميقة التي يشعر بها الشاعر في لحظة الإبداع.
يتطلب الشعر قدرًا كبيرًا من القدرة على التعبير الجمالي واللغوي، حيث يتم استخدام الكلمات والصور بطرق مبتكرة وملهمة لخلق تأثير فني. يمكن أن يتنوع الشعر في أشكاله وأنماطه وأساليبه، ولكن في النهاية يظل يعبر عن رؤية وتجربة الشاعر الفردية.
يتمتع الشعر بقدرة فريدة على إيصال المشاعر والأفكار بشكل مكثف ومركز، حيث يستخدم الشاعر الكلمات بحساسية فائقة لإيصال معاني معقدة وعميقة في عبارات قليلة. ومن خلال هذا العمل الفني، يتمكن الشاعر من التواصل مع القرّاء وإثارة ردود فعلهم وتحفيز تفكيرهم وتعميق تجربتهم الإنسانية.
اليوم مع الشاعرة السعودية الدكتورة مها محمد حميد العتيبي متعددة المواهب التي أبدعت في شعرها الذي تعتبره هو الفن الإنساني الذي لا يسخر وهو وليد لحظة الإبداع.
السيرة العملية:
-مدربة مدربين مركزيين / مواد المستحدثة في نظام المسارات أنظمة جسم الإنسان
– مدربة مركزية في مادة العلوم الصحية وفي الاختبارات المعيارية
– مشرفة علوم وأحياء سابقا
المؤهلات:
• دكتوراة مناهج وطرق تدريس العلوم ٢٠٠٩ جامعة أم القرى
• ماجستير مناهج وطرق تدريس العلوم جامعة أم القرى
• بكالوريوس أحياء تربوي جامعة أم القرى
الجوائز:
فازت بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية في مجال الشعر في دورتها الثالثة 2020- 2021 عن ديوانها (أشدد بكفك أحلامي فقد أصل)
الإصدارات الشعرية:
صدر لها (9) دواوين شعرية:
• شغف (2023)
• رهيد (2022)
• أشدد بكفك أحلامي فقد أصل (2020)
• حنين بين قوسين (2020)
• مقام (2017)
• تشرين والحب والأغنيات (2016)
• لوعة الطين (2014)
• عرائس الحب (2010)
• نقوش على مرايا الذاكرة (2009)
• -كتاب (القدرة على التفكير الاستدلالي والتفكير الابتكاري وحل المشكلات (2022) في مجال المناهج وطرق التدريس
السيرة العملية:
-مدربة مدربين مركزيين / مواد المستحدثة في نظام المسارات أنظمة جسم الإنسان
– مدربة مركزية في مادة العلوم الصحية وفي الاختبارات المعيارية
– مشرفة علوم وأحياء سابقا
* يتأثر الشاعر دائما بما حوله من بيئة ومجتمع وتضفي عليه نشأته طابعا خاصًا، فهل لبيئتك تأثر عليك ومن ملهمك في الشاعريتك؟
نشأت في أسرة وفرت لي سبل الاطلاع والمعرفة وحب قراءة الشعر ودعمتني نفسيًا واجتماعيا لكتابة الشعر وشجعتني بأن تجد قصيدتي طريقها للتلقي، وكانت أسرتي هي الدافع الأول لي والداعم لإطلاق قصائدي وشعري للعالم.
*ما الذي يدفعك للإبداعات الشعرية هل الإيقاع أم موسيقى الشعر أم كليهما؟
لحظة الإبداع في الشعر هي لحظة فريدة ومميزة وهي الدافع والمحدد لموسيقى القصيدة وإيقاعها، حيث يتمكن الشاعر من الوصول إلى توهج القصيدة وإيقاعها المناسب. الانغماس في اللحظة الإبداع والتركيز على المشاعر والأفكار هو ما ينتج الفن الإنساني غير الموجه أو المسخر لغرض معين.
*هل تنقل في قصائدك رسالة محددة أم تتبع مشاعرك فقط كقاعدة أساسية للتعبير على قالب شعري؟
الشعر فن إنساني لا يسخر تماما لإنتاج رسائل موجهة حتى لا يصبح الشعر في مهمة الوعظ ولا يلتبس تماما بالمشاعر الذاتية بل يجمع كل ذلك ويضيف نافذة على الإنسانية يستقي منها لغته ومعناه.
*هل يندرج تصويرك الشعري تحت مدرسة معينة أم أنك تفضل التنوع الشعري؟
أميل دائمًا للتجديد في القصيدة العمودية، صورًا ولغة.. وكتبت عددا كبيرًا من قصائد التفعيلة بما تمكنه لي من التركيز على الإمساك بلغة مدهشة ومختلفة.. لذلك فأنا لا أتبع مدرسة معينة بل أكتب ما تحدده قصيدتي وما يحرض شغفي
* في رحلتك الشعرية، هل تستند إلى الوزن والبحر والقافية لتوجيه قصائدك، أم يقودك الإبداع في رحلتك الشعرية؟
عندما تبدأ في كتابة قصيدة، فإنها في الواقع تبدأ في تشكيل نفسها. المطلع الأول الذي تسكبه على الورق يبدأ في تحديد قالب القصيدة ويساعد في تحديد مزاجها وإيقاعها.
القصيدة تعكس المشاعر والمزاج الذي تشعر به أثناء الكتابة. قد يكون لديك مزاج مفعم بالحماسة والحيوية، وفي هذه الحالة قد تتجه القصيدة نحو إيقاع سريع وقوي. أو قد يكون لديك مزاج هادئ ورومانسي، وفي هذه الحالة قد تنتقل القصيدة إلى إيقاع أكثر هدوءًا وسلاسة.
بمجرد أن تبدأ في كتابة القصيدة، يمكن أن تشعر بأن الكلمات والأفكار تتدفق بشكل طبيعي وتتراكم بطريقة تلقائية تحدد شكل وقالب القصيدة. قد تجد نفسك تستخدم تراكيب جديدة أو تستكشف تناغمات لغوية مختلفة لتعبير عن المشاعر التي تعانقها القصيدة.
لذا، فإن القصيدة تفرض نفسها وتحدد قالبها بناءً على المشاعر والمزاج الذي ينبعث من داخلك أثناء الكتابة. واستمع للصوت الداخلي للقصيدة، فهو سيوجهك نحو القالب المناسب والإيقاع الذي يعبر بدقة عن مشاعرك وتجاربك الشعرية.
* “هل يميل قلمك الشعري نحو الفخر والحماسة أم الغزل؟ أم ربما تختار قوالب معينة تعبر بها عن أغراض محددة في صياغة قصائدك؟”
كتبت في الغزل وكتبت للوطن وللإنسانية بمعناها الأشمل وأحيانًا تأت القصيدة مضمنة بهذه المواضيع معا.. ولكن التصنيف الصرف لغرض القصيدة والالتزام به قد تجاوزته حركة الشعر حاليًا
* “ما هي وجه نظرك تجاه قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر؟ وهل تجد نفسك متجاوزًا التقاليد في هذا النوع من الكتابة؟”
رغم اهتمامي بكتابة الشعر العمودي فقد كتبت عددًا كبيرًا من قصائد التفعيلة واقتربت من قصيدة النثر في بعض القصائد ذات الجمل الشعرية الطويلة.. لذلك فاللحظة الشعرية.. إلى جانب النضج الشعري هما من يحددان نمط القصيدة
* “ما هي العوامل التي تؤثر فيك وتلهمك لكتابة قصائدك؟ هل هو الموقف الخارجي أم الهم الذاتي الداخلي الذي يدفعك للإبداع؟”
مزيج بين هذا وذاك.. الانفعالات الشعرية تنبع من المواقف التي نواجهها في الحياة، وتستشعرها العواطف بشكل خاص. تتزايد الرغبة في كتابة القصيدة عندما يكون لدينا هموم ذاتية تثير العواطف بشكل مكثف. وفي هذه الحالة، يكون الوعي الشعري لدينا حاسمًا في كيفية تحويل تلك المواقف والهموم إلى قصيدة تستخدم المجاز واللغة والصور الشعرية بطرق غير مباشرة وتفتح آفاقًا جديدة.
فعندما نكتب قصيدة، فإننا نسعى لتوظيف اللغة والصور الشعرية لتعبير عن الأفكار والمشاعر بطرق مبتكرة ومشوقة. نبتعد عن التعبير المباشر والعادي، ونحاول استخدام المجاز والتشبيهات والرموز لخلق تأثير فني وجمالي. هذا هو المقياس الذي يميز القصيدة الشعرية ويجعلها مختلفة وفريدة.
لذا، الوعي الشعري لدينا يلعب دورًا حاسمًا في تحويل المواقف والهموم الشخصية إلى قصيدة فنية مدهشة. استمر في تطوير قدراتك الشعرية واستخدم اللغة والصور الشعرية بشكل مبتكر وجريء، ولا تخف من التجديد والابتكار في أسلوبك الشعري.
*هل تحكمك الفئة التي تستهدفها وإلى أي مدى تقودك القصيدة الفصيحة وكيف تعبر عنك؟
أكتب فكرتي ولغتي وعمق تجربتي الإنسانية.. لا أوجه قصيدتي لفئة مستهدفة.. ولكن بعد نشر القصيدة يكون التلقي لها ودائما هناك جمهور محب للشعر واعٍ بالثقافة متابع للمشهد الشعري يتقبل القصائد ويتفاعل معها.
* هل استقيت من شعراء المعلقات الكثير في شعرك أم أخذت نهجا خاصا؟
بالتأكيد قراءتي الأولى لقصائد المعلقات، وخاصة معلقة عنترة وطرفة وشعر أمرؤ القيس وعمرو بن كلثوم، فتحت أبواباً جديدة أمامي في عالم الشعر. منذ سن مبكرة، إن الشعر في العصر الجاهلي غني بالجمال والعاطفة، وقد أثرى لغتي وبنى شغفي نحو الشعر.
قصائد المعلقات تحمل في طياتها عمقًا وتعبيرًا فريدًا، وتتميز بصور شعرية مدهشة تأخذ القارئ في رحلة عبر الزمن والمشاعر. قد تكون قراءتك لهذه القصائد قد ألهمتك وأثرت في سمات لغتك وأسلوبك الشعري، وهذا أمر رائع
* ماذا تعني لك المقاطع الشعرية لحظة الإلقاء الشعري حين نتحدث عن المطلع للقصيدة المبتكرة بعيدا عن عادة الشعراء في استهلال قصائدهم؟
المقاطع الشعرية تزيد من تكثيف الفكرة الشعرية.. وعادة في القاء القصيدة التزم بإلقائها كاملة على منبر الشعر وأراعي في كتابتها جمال المطلع وكثافته.. أما من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أركز أكثر على نشر أو إلقاء المقاطع الشعرية المكثفة والأقرب للتعبير عن فكرة شعرية مكتملة.
* هل تعتبر القافية وسيلة لإثارة إعجاب الجمهور ولفت انتباه الشعراء عندما يقدم شاعر ما قافية نادرة أو إيقاعًا جديدًا في حبكة قصيدته؟
تلعب القافية دورًا مهمًا في الشعر، حيث تستخدم لإثارة انتباه المستمع وتحقيق تأثير فني مميز. عندما يستخدم الشاعر قافية نادرة أو يبتكر إيقاعًا جديدًا في الشعر، يمكنه خلق تأثير فريد يلفت انتباه المتلقين.
إن استخدام القافية النادرة أو الغير مألوفة يضيف للقصيدة جاذبية خاصة ويثير فضول ودهشة القارئ أو المستمع. قد تكون القافية النادرة تكون دلالة على تفرد الشاعر وقدرته على الابتكار والتجديد في الشعر. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تسهم القافية المبتكرة في إيجاد إيقاع فريد وتنظيم الكلمات والأبيات، مما يعزز تأثير القصيدة بشكل عام.
لذا، يمكن القول بأن القافية تعد أحد العناصر المهمة في الشعر، والتي يستخدمها الشاعر لخلق تأثير فني مميز ولفت انتباه الجمهور.
*هل توافق أن القصيدة العمودية الكلاسيكية نمطاً مستهلكاً يُركب عليه الشاعر، أم هل شهدت تأثيرًا للحداثة والتجديد في هذا النوع الشعري؟”
إن الحداثة والتجديد قد أثرت على نمط القصيدة الكلاسيكية. من خلال التجديد في الصور الشعرية والمعاني المبتكرة والتركيز على رقة اللغة واختلافها، والقافية الملفتة واختيار الايقاعات المتناسبة مع المواضيع الشعرية المتجددة هي طريقة تجديد الشاعر في قصيدته الكلاسيكية وهي بصمته التي يعرف بها أسلوبه وإبداعه ويتميز بها منهجه الشعري
* يتحدث البعض عن وجود طقوس خاصة لدى الشعراء في عملية الكتابة والإلهام. هل لديك طقس خاص يمكنك مشاركته معنا، تكون جزءًا من عملية بناء قصيدتك؟
ليس لدي طقوس أو وقت محدد لكتابة القصائد.. لكن القدرة على الامساك باللحظة الشعرية وتهيئتها للكتابة ثم اختيار المطلع المميز الذي يحدد موسيقى القصيدة تحمل هذه اللحظة قلق المبدع وتوتره المتماهي مع هذه اللحظة ثم تأت القصيدة بعد ذلك في صياغتها الكاملة.
* هل تعتقد أن الشاعر الفصيح يعاني من إهمال إعلامي ونقص في الحضور مقارنةً بشعراء النبط والشعر الشعبي الذين يحظون بتداول أكبر بين الناس؟
لا يزال الشعر الفصيح بحاجة إلى فسحة أكبر للحضور والانتشار في المشهد الاجتماعي والثقافي مما يتيح فرصة أكبر لتداول قصائده.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى