هذه الحرب الكارثية ولكنها المنسية !
العالم الخارجي على مختلف مسافاته يظل مثل الجار القريب عنك ولكنه بعيد بمقاييس المصلحة و عدم المعرفة اللصيقة بك ..فقد يستمع إلى صرخة اوجاعك مرة ومرتين ولكنه حتما سيصم اذانه عنك حينما يشعر انك لا تسعى لمعالجة اوعاجك بنفسك وتريد الآخرين أن يتوجعوا معك الى ما لا نهاية .
بل سينصرفون إلى جهات أخرى اوجاعها هي الأكثر إيلاما أو أن مصلحتهم في ان يكونوا الأقرب إلى تلك المأساة الاحدث جرحا فينشغلون عنك بتلك .
وهذا ما يحدث الآن في ازدياد تجاهل الإقليم و المجتمع الدولي لمأساة حربنا الكارثية هذه .
فيتجلى ذلك في توقف كل المساعي الإقليمية في منتصف طريق الحلول عند عقبات واهية يضعها طرفا هذا العبث الإحترابي وكأنهما كما يقول المثل الشعبي..
( يدسان المحافير عن الذي جاء يساعدهما في حفر قبر عزيز راحل )
فمن الغباء إنتظار أن يحك لنا ظفر الآخرين هرشة جلدنا ..ما لم يرانا جادين في تحريك اظافرنا .
فالعالم يتفاعل مع احداث البؤر والمناطق التي تتقاطع فيها مصالحه الاستراتيجية الآنية وليست المؤجلة كمنافع الموارد التي ستنتظره حتما سلما أو حربا .
الآن تزداد من حول حكومة بورتسودان وتضيق حلقات العزلة الخانقة التي جلبتها لنفسها برهن قرارها لمن يريدون تمدد حريق الحرب التي فشلوا على مدى عشرة شهور في حسمها ..بل و اصبح همهم بالدرجة الأولى هو فقط تصعيد الكيد و عرقلة مساعي السلام من طرف خصوهم السياسيين نكاية في الثورة أكثر من حقدهم على الدعم السريع وهو ابنهم العاق الذي سقط سفاحا من رحم نظامهم السابق وطفقوا يطلقون عليه مسميات التبشيع على خلاف فرحتهم به في ساعة ميلاده غير المشروع حينها .
فكلما طالت الحرب تباعدت عن ذاكرة الدنيا قاصيها مع دانيها ولعل اختفاء اخبار حرب روسيا اوكرانيا عن الإعلام المرئي خير دليل على ذلك .. فما بالك عن حرب زعيط الجيش ومعيط الدعم ..وعيون العالم كله باتت مسلطة على صراع عصابات نتنياهو اليهودي و جماعة السنوار الحمساوي ولو من قبيل الجديد شديد .
وحتى اتهام بعض منتسبي وكالة الأونروا لإغاثة اللاجئين الفلسطينين بالمشاركة مع حماس في غزوة السابع من أكتوبر استأثر باهتمام الدول المنحازة لاسرائيل فحجبت دعمها للوكالة حتى قبل اكتمال دورة التحقيق و سحبت بساط التغطية الإعلامية من تحت الكثير من الأحداث .
ولا عزاء لكل جرح قديم وان كان موجعا!