نحو تحالف مؤقت بين المجلس المركزي والكتلة الديمقراطية
أكدت الكاتبة والصحفية شمائل النور أن حكومة جنوب السودان سعت وتسعى الآن لكي تلتئم جروح التحالف الكبير قوى الحرية والتغيير بشقيه المجلس المركزي والكتلة الديمقراطية. وأشارت شمائل النور في حديث لبرنامج ملفات سودانية يذاع يوم السبت القادم أن هذه الأطراف قد التقت بشكل غير رسمي في جوبا وتناولت نقاشاتها بعض من القضايا الخلافية، ومن المعروف أن حكومة جنوب السودان ظلت تعبر على الدوام عن رغبتها في لقاء مجموعتي المجلس المركزي والكتلة الديمقراطية. واعتبرت شمائل النور أن هناك مشتركات بين هذه القوى باعتبارها جميعا من قوى الثورة قبل أن يحدث بينهم ما حدث.
إعادة توحيد قوى الثورة
ونوهت شمائل النور إلى أن مني أركو مناوي، رئيس حركة تحرير السودان، في لقائه الأخير على شاشة تلفزيون السودان قد أشار ضمنيا إلى هذه المسألة بقوله إن توجهه السياسي أقرب للحرية والتغيير المجلس المركزي لكنه يرفض الهيمنة. ومثل هذه التصريح على ما أعتقد مقدمة للقاءات التي حدثت في جوبا أو التي ستحدث لاحقا. وأشارت الكاتبة والصحفية شمائل النور إلى أن المشتركات بين الأطراف كثيرة جدا وهم الأقرب بالنظر إلى أنهم جميعا كانوا جزءا من معسكر الثورة، ولكن حدثت بينهم خلافات حول قسمة السلطة. في حال حدوث ضغط من جنوب السودان والدول التي تنشط في الملف السوداني، فإن حدوث تحالف بين المجلس المركزي والكتلة الديمقراطية بشكل ما سيكون متاحا. صحيح أن العلاقة بين الطرفين لن تعود إلى ما كانت عليه، لكن سيكون هناك تحالف مؤقت.
تحالف المكاسب السياسية
وذهبت شمائل النور للقول إلى أنها لا ترى في الكتلة الديمقراطية حليفا كاملا للجيش، صحيح أن هناك تنسيق بين الطرفين وقد أشار له القائد العام للجيش، عبد الفتاح البرهان، صراحة وهو تحالف موجود على الأرض الآن حول مدني أو في القضارف أو في الفاشر.
لكن الأمر بالنسبة للحركات المسلحة حاليا لا يعدو أن يكون البحث عن مكاسب سياسية وقد لا يعني ذلك أن العلاقة الحالية بين الحركات، وتحديدا حركتي جبريل ومناوي، وبين الجيش هي علاقة دائمة. وقد سعى مني أركو مناوي من خلال الكثير من أحاديثه إلى تصحيح أو التنبيه إلى طبيعة هذه العلاقة بينه والجيش وأنها ليست حلفاً وإن كان هناك حلف فهو ليس حلفاً طويل الأمد ولا يثق أي طرف ثقة تامة. وضع الجيش ميدانيا يدفعه للبحث عن تحالفات عسكرية على الأرض والأقرب له دون شك هي الحركات المسلحة مما سيمكن هذه الأخيرة من تحقيق بعض المكاسب العسكرية والسياسية. هذه المكاسب ستعزز وضع الحركات في حال العودة لمائدة التفاوض.
دور أساسي للأطراف الخارجية
وحول ما إذا كان التقارب مع المجلس المركزي سيفجر خلافات الكتلة الديمقراطية خصوصا من الأطراف المتحالفة مع الإسلاميين أو الجيش بدون أي تحفظات، نوهت شمائل النور إلى أن هذا الاحتمال وارد وأن هناك شيء من هذا القبيل يحدث حاليا في الكتلة الديمقراطية.
هذه الخارطة من التحالفات التي نتبعها اليوم في المشهد قابلة للتغيير بشكل غير مسبوق، بمعنى أننا يمكن أن نرى من هو الآن مع الجيش غدا مع الدعم السريع أو هو أقرب للحركات أو هو أقرب للمجلس المركزي والعكس صحيح. وذلك لأأن الخارطة الميدانية تشهد تقلبات كبيرة، كما أن الأمر يرتبط أيضا بالعلاقات الخارجية لكل هذه الأطراف إذ أن العامل الخارجي يلعب الدور الرئيسي في كل التحالفات الداخلية.
معركة الفاشر وخيارات الحركات المسلحة
ولم تستبعد شمائل النور دخول الحركات المسلحة للمعركة بجانب الجيش في المواجهات التي تشهدها الفاشر حاليا تحت مظلة ما تطلق عليه حماية المدنيين. وإذا حاول أي من الأطراف، ومن المستبعد أن يقدم الجيش على ذلك، إذا حاول الدعم السريع التحرش بالحركات المسلحة في الفاشر أو أصاب أحد مواقعها عن طريق الخطأ، فسيدفع ذلك قوات الحركات المسلحة للتدخل بالكامل وهي تعد العدة لمثل هذا الاحتمال.
أكدت هذه الحركات مرارا أنها لن تسمح للدعم السريع بالاستيلاء على الفاشر وأنها موجودة لحماية المدنيين فيها خصوصا وأنه بعد خطاب البرهان الأخير لم تتبق مساحة للحديث عن حماية المدنيين لأن حديث قائد الجيش كان واضحا عن وجود تنسيق وتوجيهات مباشرة من قائد الجيش للقوات المسلحة والحركات المسلحة. وهذا قد يدفع الدعم السريع للتعامل مع الحركات المسلحة في الفاشر باعتبارها مع القوات المسلحة، إلا إذا كانت هناك مجموعات داخل هذه الحركات تفضل أو لا تزال على موقف الحياد الحقيقي على الأرض وتخالف حديث قادتها السياسيين.