زينب المهدي: توقف المسارات التفاوضية يقود لتوسع العمليات العسكرية
وصفت زينب الصادق المهدي، القيادية بحزب الأمة القومي، تمدد العمليات العسكرية الذي يحدث الآن وبدون أي أسباب بالأمر المؤسف جدا، وقالت في حديث لراديو دبنقا إن ما حدث في بابنوسة وما يحدث حاليا في الفاشر ليس له أسباب. وأضافت إن السودانيين والمكونات المحلية يحاولون وبشتى الطرق ألا تتوسع العمليات العسكرية إلى هذه الأماكن حيث استطاع الناس التعايش لأن توسعها أمر خاطئ ولا مبرر له.
والتفسير الوحيد لاستمرار تمدد العمليات العسكرية هو أن كل عمليات التفاوض تتعطل بمجرد أن تبدأ. حيث تعطل منبر جدة وتعطلت مبادرة الإيقاد كنتيجة لعمل تخريبي منظم وممنهج يحول دون استكمال أي عملية تفاوضية وهذا أمر مقصود. كما أن التخريب الممنهج لم يبدأ الآن مع الحرب، بل بدأ مع فض الاعتصام الذي كان بدوره واحد من حلقات السلسلة المنظمة لتخريب ثورة ديسمبر ومطالباتها وما كانت تدعو إليه. بعد ذلك جاء انقلاب 25 أكتوبر ومن ثم تصاعدت الأمور.
تصاعد الخطاب الحربي من طرفي الحرب
واعتبرت القيادية بحزب الأمة أن الفرق الوحيد في عمليات التخريب الممنهج بعد الحرب هو الانفصال بين الجيش والدعم السريع بعد أن كانا يعملان سويا منذ فض الاعتصام وحتى انقلاب 25 أكتوبر. ثم جاءت الحرب التي ظلت جهات بعينها تعمل من أجل عدم حدوث الصدام بين القوات المسلحة والدعم السريع لأن نتيجته هي ما نراه الآن من دمار كامل للبلد.
بالمقابل كان هناك آخرون يعملون على إشعال النيران ودفع الأمور للتصعيد وصولا لهذه الحرب المدمرة. ومع اندلاع الحرب تصاعد الخطاب الحربي وعملت مجموعات كبيرة على تأجيجه وانضم لهذا التيار مفكرين وأدباء وفنانين، أو الفكرة التي صارت تعرف باسم “بل بس” والتي تمثل ثقافة سيئة. وهناك آخرين أيضا من جانب الدعم السريع تبنوا فكرة “جغم بس” والقتل وكل ذلك مرفوض تماما.
خطاب عدائي لقائد الجيش
ومضت زينب الصادق المهدي إلى القول إن المواطنين استبشروا خيرا بخروج قائد الجيش من البدروم حيث كان موجودا في بداية الحرب، باعتبار أنه خرج ليقود عملية السلام عبر الدخول في مفاوضات. لكن ما حدث أن كل خطاباته التي تتبعناها كانت عدائية جدا خاصة ضد الدعم السريع فقط. واعتبرت زينب الصادق المهدي أن الوضع الميداني سيظل في تصعيد ما لم تسكت الأصوات التي تحرض على امتداد وتصعيد الحرب. هذه الحرب لن تتوقف ما لم يكن صوت القوى المدنية هو الأعلى من خلال دعوتها لوقف الحرب واحلال السلام وأن يخفت الصوت المنادي بامتداد وتصعيد العمليات الحربية لأن استمرار الحرب يعني استمرار معاناة أهلنا وتدمير البلد بشكل كبير.
خطاب مبني على الجهل والتجهيل
وحول حديث القائد العام للقوات المسلحة عن السلام من داخل السودان ورفض المبادرات الخارجية في إشارة لطلب تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) للقاء قائد الجيش، اعتبرت زينب الصادق المهدي حديث البرهان عدائيا في المقام الأول، لأن الدعوة للسلام يمكن أن تتم بطريقة عادية جدا وحديث البرهان جاء في إطار الإساءة ولم يأت في إطار الدعوة للعودة للسودان واللقاء ومن ثم البحث عن الحل داخليا.
فالحديث عن التجول بين العواصم هو نوع من الجهل الذي يلجأ له الخطاب الشمولي، على حد قولها، وقد اعتدنا عليه منذ حقبة عمر البشير حيث يرمى الآخرون بأنهم يتسولون الحلول من العواصم والحديث عن العمالة وهذا فيلم سبق أن شاهدناه من قبل. هذا الخطاب مبني على الجهل والتجهيل وهو مبني على أن الناس يعيشون في عزلة وهذا أمر بعيد عن الواقع فالعالم أصبح مربوطا ببعضه ولديه قوانين وهناك ثقافة دولية تربط الناس ببعضهم البعض وهناك قواعد للسلام الإقليمي والدولي، وإذا كان هناك رئيس دولة لا يدرك ذلك فتصبح مشكلته كبيرة. في النهاية خطاب القائد العام في محصلته خطاب عدائي سعى للإساءة للأخرين وهو أمر يفتقر للحكمة من السيد قائد الجيش.
لا مانع من اللقاء داخل السودان
وأشارت زينب الصادق المهدي إلى أنه ليس هناك مانع من تنظيم اللقاء داخل السودان والقضية في الأساس تتعلق بالإرادة السياسية للأطراف، هذا إذا كان قائد الجيش يريد أن يجتمع الكل ويتحاوروا في الشأن السوداني فهذا مقبول. لكن يبقى السؤال لماذا غادر الناس السودان؟ لأنه يشهد حرب وقتل ولم يكن هناك مجال لممارسة أي عمل سياسي، أو حزبي، أو حوار أو غيره، الصوت العالي كان للطائرات والصواريخ والدانات والمدافع.
الآن هناك استعداد للقاء سواء أن كان ذلك في بورتسودان أو في الخرطوم أو في نيالا أو أي مدينة سودانية، بل لماذا لا يعقد في الخرطوم التي تمثل رمز السيادة وعاصمة الدولة ولديها مكانة كبيرة ولا يوجد أي مانع من عقد اللقاء داخل السوان. وطالبت القيادية بحزب الأمة الفريق البرهان بتحديد المكان والزمان وأن من يتخلف عن هذا اللقاء سيحمل وزر تخلفه وسيسجل ذلك التاريخ.