الأخبار

ارتفاع عدد الوفيات في معسكر زمزم بالفاشر

أكد نازحون من معسكر زمزم بالفاشر تزايد معدلات الوفيات وسط الأطفال والنساء الحوامل بسبب سوء التغذية.
وقال العمدة جمال عبد الكريم عبد الله أحد قيادات معسكر زمزم في شمال دارفور لراديو دبنقا إن المعسكرات تعاني من تردي الوضع الأمني والصحي والإنساني.

وكشفت منظمة أطباء بلا حدود، يوم الاثنين، عن وفاة طفل واحد كل ساعتين في معسكر زمزم بالفاشر بسبب سوء التغذية مؤكدة الحاجة لاستجابة إنسانية عاجلة. وأعربت المنظمة في تقرير نشر يوم الاثنين عن قلقها الشديد إزاء ارتفاع معدل الوفيات في المخيم التي تبلغ 2.5 لكل 10 آلاف شخص يومياً – أي أكثر من ضعف عتبة الطوارئ. وأشارت الى أن ٤٠ في المائة من النساء الحوامل والمرضعات يعانين من سوء التغذية، وهو مؤشر آخر على تردي الأوضاع.

ويأوي معسكر زمزم 482 ألف نازح، وتزايدت أعداد النازحين في المعسكر في الفترة الماضية بعد وصول نازحين من معسكري السلام وأبو شوك إلى معسكر زمزم بسبب الاشتباكات المتكررة بين الجيش والدعم السريع.

كارثة إنسانية

وحذر العمدة جمال من كارثة إنسانية في المعسكر في ظل فشل الموسم الزراعي السابق مع عدم صرف المساعدات الغذائية منذ حوالي عام.
ونبه إلى الارتفاع الكبير في أسعار السلع الأساسية حيث بلغ سعر رطل السكر 800 جنيه، وكيلو اللحم 5 آلاف ورطل الزيت 1100 جنيه. وقال العمدة جمال إن النازحين يتعرضون للاعتداء بواسطة الرعاة المسلحين والمتفلتين أثناء خروجهم للاحتطاب.

وأشار إلى مقتل عدد من النازحين أثناء خروجهم للاحتطاب في شنقل طوباي بولاية شمال دارفور قبل أسبوعين إثر اطلاق النار عليهم من قبل الرعاة.
وطالب العمدة جمال المجتمع الدولي بإنقاذ النازحين مبيناً إن ما يجري في دارفور يفوق فظاعة ما يجري في غزة واصفا ذلك بالموت البطئ بسبب عدم توفر الصحة والتعليم.

وفيات أطفال

من جانبه قال العمدة هارون عبد الله اسحق لراديو دبنقا إن طفلتين من ذويه توفيتا يوم الثلاثاء مشيراً إلى تفشي أمراض غامضة مع عدم توفر الأدوية والرعاية الصحية والغذاء والمياه الصالحة للشرب. وأكد إن الأطفال يعانون من ارتفاع معدلات سوء التغذية مع نقص شديد في أوزان.

وأوضحت منظمة أطباء بلا حدود في تقريرها أن نحو ربع الأطفال الذين تم فحصهم، خلال تقييم سريع للتغذية والوفيات أجرته المنظمة، يعانون من سوء التغذية الحاد، حيث يعاني سبعة في المائة منهم من سوء التغذية الحاد الوخيم. وكانت الأرقام أكثر وضوحا بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وسنتين، حيث يعاني ما يقرب من 40 في المائة من هذه الفئة العمرية من سوء التغذية، 15 في المائة يعانون من سوء التغذية الحاد مما يؤكد خطورة الأوضاع في المعسكر.

ونبه العمدة هارون إلى عدم صرف الحصص الغذائية للنازحين بمعسكر زمزم منذ عام مشيراً إلى صرف مساعدات محدودة قوامها كيلو دقيق لكل أسرة تتكون من 8 افراد.

وأكدت أطباء بلا حدود عدم توزيع أي مواد غذائية من برنامج الأغذية العالمي منذ مايو حيث كانت العائلات تتناول وجبتين في اليوم، وأصبحوا الآن يتناولون وجبة واحدة فقط. وأضاف التقرير(الناس يعانون من الجوع، والأطفال يموتون نتيجة لذلك).

وأكد لراديو دبنقا إن عدم توفر الرعاية الصحية المناسبة والأدوية يدفع النازحين للذهاب إلى الفاشر ولكن تكلفة المواصلات العالية والتي تبلغ أربعة آلاف جنيه جعلتهم يحجمون عن ذلك.

و تقول كلير نيكوليت، رئيسة الاستجابة لحالات الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في السودان: “تتم تحويلات المرضى من مخيم زمزم إلى مستشفى الأطفال في الفاشر بشكل يومي لمحاولة إنقاذ حياة الأطفال”. وتضيف “لكننا نعلم من تقييم الوفيات أن هناك مئات الأطفال الذين لا يصلون حتى إلى عيادتنا في المخيم.

أزمة مياه

ولفت إلى عدم توفر المياه الصالحة للشرب بمعسكر زمزم وإن مئات النازحين يصطفون يومياً أمام بئري ماء وذلك لملء جركانة واحدة ( 30 لتر) في اليوم .
وأكدت نيكوليت عدم توفر إمدادات مياه نظيفة بمعسكر زمزم ويضطر النازحون للشرب من المياه الراكدة مما قد يسبب إسهالاً حاداً يمكن أن يكون قاتلاً بالنسبة للأطفال الذين يعانون بالفعل من سوء التغذية، كما أنه يمكن أن يؤدي إلى سوء التغذية لدى الأطفال الأصحاء ويسبب تدهوراً سريعاً في صحتهم.

مطالبات

وأكد العمدة توقف عمل المنظمات والوكالات الأممية في المعسكر بسبب الوضع الأمني، وطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتدخل العاجل.

وأكدت منظمة أطباء بلا حدود أنه من الممكن منع الوضع من التدهور أكثر من خلال تعبئة واسعة النطاق للمجتمع الدولي. واردفت (لا يمكننا أن نجلس مكتوفي الأيدي ونترك الناس يستمرون في المعاناة في صمت. إن الحاجة إلى هذا التوسع أمر ملح – وبدونه، ستحدث وفيات يمكن الوقاية منها لعدد أكبر من الأطفال).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى