الأخبار

انقطاع الاتصالات في دارفور كردفان.. من المسئول؟

شهدت جميع أرجاء البلاد انقطاعاً شاملاً لخدمات الاتصالات والإنترنت منذ صباح الأربعاء، في حين تواصل انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت في أجزاء واسعة في دارفور وكردفان منذ عدة أشهر.
ويقول المهندس عمار حمودة، وهو متخصص في مجال الاتصالات في مقابلة مع راديو دبنقا، إن قوات الدعم السريع تسيطر على جميع مقرات مراكز شبكات الاتصالات التي تقع في الخرطوم، وإن وقف خدمة الاتصالات بصورة شاملة يتم إما بإطفاء الكهرباء وفصل البطاريات من داخل مركز الشبكة ( قلب الشبكة) أو بالتحكم عن بعد .
وخرجت شركتي سوداني وإم تي إن عن الخدمة في جميع أرجاء البلاد منذ ثلاثة أيام، بسبب ما وصفته بالظروف خارجة عن الإرادة، فيما اتهم جهاز تنظيم الاتصالات والبريد (جهاز حكومي) يوم الاثنين قوات الدعم السريع بإيقاف العمل في مراكز بيانات شركتي سوداني وإم تي إن، متهمة إياها بالتخريب والإمعان في زيادة معاناة المواطنين. وهو ما نفاه محمد المختار المستشار القانوني لقوات الدعم السريع في مقابلة مع راديو دبنقا مؤكداً تبعية جهاز تنظيم الاتصالات للجيش. وقال إن الدعم السريع تسيطر على مناطق مراكز الشبكات منذ اندلاع الحرب ولكنها لم تتخذ أي إجراء تجاه هذه الشركات.
وتعمل بالبلاد ثلاث شركات اتصالات وهي سوداني وزين وأم تي إن.
عودة الاتصالات إلى الجنينة.. الاحتمالات
وعادت خدمة اتصالات زين إلى الجنينة بولاية غرب دارفور صباح الاثنين بعد انقطاع دام لشهور، فيما تواصل انقطاع خدمات الاتصالات من أجزاء واسعة من دارفور وكردفان.
يقول المهندس عمار حمودة لراديو دبنقا إن هنالك عدة احتمالات بشأن طريقة عودة الشبكة إلى المدينة من بينها أن الشركات المعنية كانت قد عطلت الخدمة بشكل متعمد من مركز الشبكة بالخرطوم، وإنها أعادت الخدمة بذات الطريقة.
ويشير حمودة إلى احتمالات أخرى من بينها أن توقف الخدمات قبل شهور جرى نتيجة لقطع الكوابل بسبب ظروف طبيعية أو غيرها، وإن صيانة الكوابل لا يمكن أن يتم إلا عبر تحرك فرق الشركات إلى مكان الأعطال ولكنه استبعد ذلك بسبب الظروف الأمنية بالبلاد.
وقال محمد المختار المستشار القانوني لقائد قوات الدعم السريع في مقابلة مع راديو دبنقا إن قواتهم التزمت بتوفر التأمين اللازم لشركات الاتصالات من أجل إرسال فرقها صيانة الكوابل ولكنها لم تفعل ذلك واتهمها بتلقي الأوامر من الجيش.
ويشير حمودة إلى وجود احتمالات أخرى لإعادة خدمة الاتصالات إلى الجنينة وذلك عبر ربط مركز الشبكة مع محطة الجنينة عن طريق الأقمار الاصطناعية ولكنه نفى علمه بتوفر هذا الأمر بالنسبة لغرب دارفور.
وأكد إن جميع مدن دارفور الرئيسية مربوطة بمراكز الشبكة في الخرطوم عن طريق الألياف الضوئية.
وقال جهاز تنظيم الاتصالات والبريد في بيان إن قوات الدعم السريع تطالب بإعادة الاتصالات إلى مناطق سيطرتها في ولايات دارفور مقابل إعادة الخدمة إلى أنحاء البلاد الأخرى. وأرجع جهاز تنظيم الاتصالات والبريد توقف الخدمة في إقليم دارفور إلى إحراق العديد من الأبراج وتخريب الفايبر وانقطاع التيار الكهربائي وانعدام الوقود.
ولكن قوات الدعم السريع تتهم شركات الاتصالات بقطع خدمات الاتصالات عن دارفور وكردفان بشكل متعمد وبأمر من الجيش.
ويقول الصحفي علاء الدين بابكر من الجنينة لراديو دبنقا إن عودة خدمة زين بصورة مفاجئة يثير التساؤلات خاصة لأن الأمر تم بعد ما يتردد عن مطالبة الدعم السريع إعادة الخدمة إلى دارفور مقابل السماح بتزويد بورتسودان، وهي المقر البديل للحكومة ، بخدمة الاتصالات.
تفاصيل فنية
ويوضح المهندس عمار حمودة لراديو دبنقا أن قطع الاتصالات بصورة شاملة عن جميع أرجاء البلاد ، مثل الذي جرى اليوم الأربعاء، يتم بالذهاب المباشر إلى مقرات المراكز و فصل الكهرباء والبطاريات عن مركز الشبكة ( قلب الشبكة) مما يؤدي إلى الإطفاء الكامل( total black out). ولم يستبعد أن يتم الإطفاء والفصل عن بعد في حال توفر إمكانية التحكم لأي من طرفي الحرب نافياً توفر معلومات تفصيلية عن ذلك.
ويؤكد حمودة إن توقف خدمة الاتصالات في منطقة ما، يمكن أن يتم بواسطة الإطفاء من مركز الشبكة وفق لقرار معين، أو نتيجة لقطع متعدد في حلقات الألياف الضوئية والكوابل، أو نتيجة لعدم توفر الكهرباء والجازولين وتعطل البطاريات في المحطات المعينة.
مقرات مراكز الشبكات
ويؤكد المهندس عمار حمودة لراديو دبنقا بوجود المقسمات الرئيسية لشركات الاتصالات (قلب الشبكة) في مناطق متفرقة من الخرطوم تسيطر عليها الدعم السريع.
وأشار إلى إن مراكز شبكات الاتصالات ( قلب الشبكة ) تنقسم إلى نوعين مركزي أساسي لا يمكن الاستغناء عنه وآخر فرعي. وإن الشركات تقسم قلب الشبكة في عدة أماكن مع ربط هذه الأجزاء مع بعضها.
وقال إن الشركات لا يمكن أن تستغني عن مراكز الشبكة في الخرطوم إلا في حال تجهيز مراكز بديلة ، ووضع نسخة احتياطية من جميع البرامج، ولكن لم تعلن أي شركة شروعها في ذلك في حين لم يستبعد حمودة أن تكون شركات الاتصالات قد بدأت في التحضير لإنشاء بدائل مع أن الأمر يحتاج إلى وقت وموارد مالية وأضاف ( الأمر مكلف ولكنه ليس صعباً).
اجتماعات سابقة
وفي 15 نوفمبر الماضي، وبعد سيطرة قوات الدعم السريع على زالنجي، عقد قائد الفرقة 21 مشــاة زالنجي المكلف قائد قطاع الدعم السريع بوسط دارفور، اللواء علي يعقوب جبريل، اجتماعاً شركات الاتصالات عودة الخدمة لمواطني وسط دارفور وبحث مع وفد شركات الاتصالات (سوداني، زين، إم تي إن)، الترتيبات لعودة خدمات الاتصالات بوسط دارفور.
وناقش يعقوب، بحسب إعلام الدعم السريع، المشاكل التي تواجه شركات الاتصالات وعودة الشبكات للخدمة. ودعا وفد الشركات قوات الدعم السريع لتأمين المرافق الخاصة بها خاصة مكاتب خدمات المشتركين والأبراج، فضلاً عن الوصول الآمن للعربات التي تحمل قطع الغيار للولاية.
ووعد ممثلو شركة إم تي حينها إن بإعادة خدمة الاتصالات خلال الـ 24 ساعة ومن ثم تليها خدمات شركتي زين وسوداني، والتي قالوا إنها تعاني من قطوعات في أسلاك الفايبر في عدد من المواقع وتلف بعض الأجهزة والبطاريات، ولكن لم تعد خدمات الاتصالات إلى المدينة حتى الآن.
آثار خطيرة
ويشكو مواطنون من دارفور وكردفان من تضررهم بصورة كبيرة جراء انقطاع خدمات الاتصالات، حيث أثرت على التحويلات المالية عبر التطبيقات البنكية من أقاربهم في داخل البلاد وخارجها في ظل توقف جميع الأعمال اليومية، وعدم صرف المرتبات مع الارتفاع الكبير في الأسعار، كما أعاق توقف الخدمة التواصل بين الأهل والأقارب مما يفاقم القلق في ظل تردي الوضع الأمني واستمرار الحرب.
ولكن خدمة الاتصال الفضائي ( ستارلينك) التي انتشرت مراكزها في جميع المدن والقرى في دارفور وكردفان مكنتهم من التواصل مع أقاربهم عبر الانترنت على الرغم من ارتفاع تكاليفها حيث تتراوح من الف جنيه للساعة إلى ثلاثة آلاف للساعة الواحدة. ويقول الصحفي علاء الدين بابكر لراديو دبنقا من الجنينة إن تكاليف الخدمة انخفضت بصورة كبيرة مؤخراً حيث بلغت الف جنيه لليوم الكامل بسبب الانتشار الواسع لمراكز تقديم الخدمة التي تعمل بالأقمار الاصطناعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى