حامد على نور: نداء الأمم المتحدة جاء متأخرًا والكارثة الإنسانية مستمرة منذ 300 يوم
دعا القيادي بمنظمات المجتمع المدني السوداني، حامد علي نور، إلى وقف فوري للحرب كمدخل لإيصال المساعدات الإنسانية، واعتبر النداء الذي أطلقته الأمم المتحدة لإنقاذ الوضع الإنساني بأنه جاء متأخرًا، مشيرًا إلى أن الحرب تجاوزت 300 يوما، وتجاوزت خسائرها البنيات الأساسية ولحقت ببنية الإنسان السوداني.
وقال حامد في مقابلة مع “راديو دبنقا” يوم الخميس إن النداء الذي أطلقته الأمم المتحدة والمجتمع الدولي جاء متأخرًا بعد انقضاء 300 يوم على الحرب، وعزا موقفه ذلك إلى أن ما وصفه بكارثية ومأساوية الوضع في السودان لم تكن في هذه الأيام فقط، وإنما استفحلت ووصلت إلى هذه المرحلة المتردية التي يعيشها الشعب السوداني الآن، مشيرًا إلى أن تقديرات الأمم المتحدة في إحصاء عدد الضحايا قد وصلت إلى 18 مليون نازح ولاجئ بزيادة 10 مليون في فترة وجيزة.
لكنه عاد ورحب بهذا النداء رغم تأخره وقال” لأن يأتي متأخرًا خير من ألا يأتي” ودعا إلى أن يدخل الجميع في ما وصفه بالمحك العملي لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه للوضع في السودان.
ودعا مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في نداء مشترك مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين الأربعاء، إلى تمويل بقيمة 2.7 مليار دولار لتقديم مساعدات إنسانية إلى 14.7 مليون شخص..
وأشار حامد على نور إلى أن عدد النازحين واللاجئين الذين ظلوا متواجدين في المعسكرات قرابة العشرين عامًا، تضاعفت أعدادهم وشملت المنطقة بدلًا من أطراف السودان إلى كل أنحاء السودان ما وضع البلاد في وضع مأساوي وخطير. وقال إنَّ النازحين نزحوا للمرة الثانية والثالثة للمعسكرات وانتقلوا من النزوح إلى اللجوء خارج البلاد، واصفًا المعاناة الإنسانية بالمروعة وأن السودان يكاد يكون أكبر مأساة إنسانية في العالم حاليا.
ورأى القيادي المدني حامد على نور في تعليقه على دعوة الأمم المتحدة لعقد لقاء مشترك يضم قائدي الجيش والدعم السريع، لتوقيع اتفاق يسمح بدخول وانسياب المساعدات الإنسانية، رأى بأنه يمثل الحد الأدنى لإلزامهما بالاهتمام بالجانب الإنساني، لكنه استبعد جدية الطرفين في انفاذ الاتفاق بشأن تأمين وصول الإغاثة، وقال في هذا الصدد لراديو دبنقا إنًّ تاريخ القوات المقاتلة في السودان لا يبدون اهتمامهم بالجانب الإنساني.
ودعا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن جريفيث الطرفين المتحاربين بالسودان إلى جنيف لمناقشة كيفية حصول المدنيين على المساعدات الإنسانية. وقال أن هناك موافقة من الطرفين من حيث المبدأ ويتبقى العمل على تفاصيل عقد أي اجتماع.
وقال نور في المقابلة مع دبنقا إن على الطرفين المتحاربين أن يستشعرا هذا الواقع الكارثي ويوقفا الحرب، لكنه يرى أن إمكانية توصيل المساعدات الإنسانية تكاد تكون مستحيلة في ظل استمرار الحرب، واعتبر أن الجهات المسؤولة عن المساعدات الإنسانية ستكون في موقف حرج، وصعب لأن المقاتلين أنفسهم ربما كانوا محتاجين لبعض المساعدات، في إشارة احتمال استيلائهم عليها لمصلحتهم.
وأكد على أن العمل الأساسي يجب أن ينصب في وقف الحرب وقال طالما مستمرة فالمأساة الإنسانية ستكون في زيادة، وقال أرى أن الحراك الانساني العالمي والمجتمع المدني يجب أن يقف على ضرورة وقف الحرب أساسًا مشددًا على أن هذا هو المطلوب، لكن لا بأس إن وافق قائدي الجيش والدعم السريع أن يلتقيا للتخفيف من المأساة الإنسانية ويسمحا بتدفق المساعدات الإنسانية التي وفرها المجتمع الدولي.
وجدد حامد علي نور التأكيد على أن المطلوب وقف الحرب، بالضغط على القوات المتحاربة لوقف الحرب أساسًا ومبدأ، على حد تعبيره، ورأي بأن دور المجتمع المدني العالمي والسوداني ووكالات الأمم المتحدة هو النداء الأساسي لوقف الحرب في السودان، واعتبرها حرب عبثية، جائرة، مدمرة، والجميع يعلم مدى الخسائر التي تجاوزت البنيات الأساسية لبنية الإنسان السوداني والروح السودانية التي أصبحت معروفة وتوصلت لعداءات كادت أن تنحدر هذه الحرب إلى حرب أهلية شاملة مشددًا على أن وقف الحرب يمثل العنصر الأساسي.