قائد الدعم السريع بغرب دارفور لراديو دبنقا: مستعد للمثول أمام الجنائية في حال ثبوت الاتهامات
أعلن اللواء عبد الرحمن جمعة باب الله، قائد الدعم السريع في غرب دارفور، استعداده لتسليم نفسه إلى المحكمة الجنائية الدولية، أو أي جهة عدلية دولية أخرى في حال ثبوت الاتهامات الموجهة إليه بشأن احداث الجنينة.
ويخضع اللواء عبدالرحمن جمعة لعقوبات أمريكية تتمثل في فرض قيود في الحصول على منح التأشيرة. واتهمته بالتورط في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وخطف حاكم غرب دارفور خميس أبكر وشقيقه وقتلهما.
ودعا اللواء عبدالرحمن، في اتصال هاتفي ان فرق التحقيق الخاصة بالمحكمة الجنائية أو أي لجنة تابعة للأمم المتحدة للوصول إلى الجنينة للوقوف على الحقائق ميدانياً بدلاً عن الاعتماد على التقارير، وأضاف (جاهزون لاستقبال اللجنة اليوم قبل الغد). وتابع (لن افر من تسليم نفسي للجنائية مثل البشير أو احمد هارون، ومن يرفض الحساب ظالم ومجرم. ومستعد للمحاكمة حتى الشنق). ونفى الاتهامات الموجهة إليه بخطف خميس وشقيقه وأكد استعداده للمثول أمام أي لجنة تحقيق.
كما دعا لجان التحقيق بالاتسام بالعدل والاستقلالية، وعدم الاعتماد على التقارير أو الأقوال بل تقصي الحقائق على الأرض ودعا لأن يشمل التحقيق الحرب القبلية بين العرب والمساليت .
وأعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في تقرير قدمه لمجلس الأمن في نهاية يناير الماضي إن مكتبه سيسعى لتأمين الحصول على أدلة إضافية فيما يتعلق بالجرائم المرتكبة في دارفور ابتداءاً من ابريل من العام الماضي بما في ذلك على سبيل المثال ، ما جرى في الجنينة بغرب دارفور.
في نوفمبر الماضي، أعربت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان عن القلق البالغ إزاء التقارير التي تفيد بأن قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها قتلت مئات المدنيين من مجتمعات المساليت في منطقة أردمتا.
ونقلت المفوضية شهادات أن بعض الضحايا “تم إعدامهم بإجراءات موجزة (بدون اتباع الإجراءات الواجبة) أو حرقهم أحياء”، وسط تقارير عن تعرض النساء والفتيات للعنف الجنسي، ونزوح آلاف الأشخاص، بعضهم عبر الحدود إلى تشاد.وبحسب ما ورد، قامت قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها بنهب الممتلكات، وتعذيب النازحين، وإعدام العديد منهم “قبل ترك جثثهم دون دفنها في الشوارع” في مخيمي أردمتا ودروتي للنازحين داخليا وحي الكبري.
ولكن جمعة ينفي صحة الاتهامات ويوجه الاتهامات لفرقة الجيش والاستخبارات العسكرية والمؤتمر الوطني بتأجيج الصراعات القبلية في الجنينة وأضاف ( لم تشهد الجنينة أي احداث قبلية أو اعمال نهب منذ خروج الجيش من المدينة قبل ثلاثة أشهر).
واعتبر جمعة عمل فرق المحكمة الجنائية ولجان التحقيق بأنه غير كامل في حال عدم قدومهم إلى الجنينة، ودعا للوقوف ميدانياً على مقر فرقة الجيش بالجنينة، والتحقيق وتحرك مدرعاتها إلى داخل الأحياء ، كما أكد ضرورة الوقوف على دور من وصفهم بالمفتنين الذين أججوا الصراع بين العرب والمساليت والقاء القبض عليهم.
وبحسب الاحصائيات غير الرسمية فإن ضحايا الأحداث في الجنينة واردمتا تجاوز ال 10 الف قتيل وآلاف الجرحى.
ويضيف اللواء عبدالرحمن متسائلاً ( لماذا لم تلق المحكمة الجنائية القبض على البشير وبقية المطلوبين وحتى الآن). وتساءل عن دور المحكمة الجنائية ولجان حقوق الإنسان إزاء قصف الطيران للمواطنين في الخرطوم ودارفور كما دعا المحكمة الجنائية للبحث عن جذور الصراع في السودان بما فيها أسباب انفصال الجنوب واندلاع الحرب في دارفور في 2002 وتحديد الجهات المسئولة عن تسليح شعب دارفور على أساس قبلي.
الأوضاع في مناطق سيطرة الدعم السريع
وامتدح اللواء عبدالرحمن دور الدعم السريع في حماية المواطنين وقال إنهم يعملون على علاج المشاكل القبلية المصالحات الاجتماعية والفصل بين الرعاة والمزارعين بجانب محاربة الظواهر السالبة ، ووصف مناطق سيطرة آمنة ومستقرة .ولكن مواطنون وجهات حقوقية تتهم الدعم السريع بممارسة انتهاكات واسعة في مواجهة المدنيين في مناطق سيطرتها.
ودعا اللواء عبدالرحمن المنظمات لتوصيل الإغاثة إلى إقليم دارفور وعدم اكتفاء بوصولها إلى الإغاثة مبيناً إن المدنيين لا علاقة لهم بالحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع .
وكشفت تقارير لمنظمات أطباء بلا حدود واليونسيف عن تزايد معدلات وفيات الأطفال في معسكرات النازحين بدافور بسبب سوء التغذية فيما أشار النازحون إلى ارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية مع عدم تقديم المساعدات الإنسانية منذ شهور.
الأوضاع في الجنينة
وبشأن الأوضاع في الجنينة قال اللواء عبد الرحمن جمعة باب الله قائد الدعم السريع في غرب دارفور لراديو دبنقا إن الوضع الأمني في الجنينة مستتب والأوضاع مستقرة مشيراً إلى عودة الحياة إلى طبيعتها منذ سيطرتهم على المدينة قبل ثلاثة أشهر.
وأصدرت لجنة الأمن بولاية غرب دارفور الأسبوع الماضي قرارا يقضي بقفل سوق الجنينة الكبير من الساعة السابعة مساءا ومنعت منعا باتا القطع الجائر للأشجار والرعي داخل الأحياء .
وأكد جمعة فتح المعبر الحدودي بين غرب دارفور وتشاد واستمرار الحركة التجارية. وأشار مواطنون إلى وصول كثير من من البضائع القادمة من تشاد إلى إلى ولايات دارفور وكردفان وتشمل عدد كبير من السلع من بينها (المواد البترولية، الدقيق ،المكرونة،البسكويت و الحلويات ، الملابس و الاحذية ،الصابون بمختلف انواعه،الاسبيرات،زيوت السيارات،العطور و الكريمات بمختلف أنواعها ،الاسمنت).
وتتهم القوات المسلحة وعدد من الحركات المسلحة تشاد بدعم قوات الدعم السريع في حربها الحالية .