نائب والي جنوب كردفان يستقبل رفضا للتماهي مع دعاة الحرب الفلول
تقدم نائب والي ولاية جنوب كردفان محمد علي محمد القيادي ب (الحركة الشعبية لتحرير السودان _ جناح مالك عقار )، باستقالة مكتوبة من منصبه الدستوري.
وأوضح أن استقالته تأتي تجديدا لمواقفه المُنحازة لإيقاف الحرب و لثورة ديسمبر المجيدة و لخيار إستعادة التحول المدني الديمقراطي .
واضاف محمدعلي : ” رفضت التماهي مع دعاة الحرب، الحكومة التي يُهيمن عليها الفلول .
وقال إن رئيس الحركة مالك عقار، وقع في الفخ رغم مناصحتهم له، ووجه انتقدات لاذعة له وقال إنه تحول إلى بوق للفلول و داعية حرب من أجل تحقيق مصالح ذاتية و شخصية بشكل أناني و نرجسي خاصة أنه لم يُعد يفكر في القضايا التي تمرد من أجلها على المركز ( القابض ) لسنوات تجاوزت الثلاثين ، و دعمه للجرائم التي أرتكبها فلول النظام السابق داخل المؤسسة العسكرية ، في خيانة بائنة لدماء الشهداء و الجرحى و الأرامل و الشهداء و اليتامى من الجيش الشعبي ( ضحايا القصف الجوي ) .
نص الاستقالة
بعد مسيرة سياسية و نضالية حافلة بالبزل و العطاء و التصدي للنظام السابق و قياداته الفاشية بالسودان و جنوب كردفان على وجه الخصوص ، الذي سقط بتصميم و عزم شباب ثورة ديسمبر المجيدة .
كان يحدوني أمل كبير في أن أتمكن من تقديم شيء او تحقيق هدف من أهداف ثورة ديسمبر لأبناء وطني بالسودان و جنوب كردفان خاصة ، الذي عانى شعبها من ويلات الحروب و أفرازاتها التي دمرت و روعت الأمنيين ، ( بالقصف الجوي ) لسنوات طوال .
تم تعييني في جنوب كردفان في منصب _ نائب والي ولاية جنوب كردفان وفقاً للمادة ( ٣٠) _ هياكل و سلطات الحُكم في الولايات و الأقاليم _ أتفاق جوبا _ نسبة ( الحركة الشعبية لتحرير السودان _ جناح مالك عقار ) ، في ظل وضع متردي و إنقسامات حادة وسط الساسة و الكيانات السياسية في بلادي السودان ، الذي عانى شعبها العزيز من ويلات الحروب منذ الإستقلال.
كنت حريصاً على أداء واجبي كنائب للوالي على أكمل وجه و بذلت قصارى جهدي من أجل الوصول من خلال منصبي إلى أفضل مستوى فيما يتعلق برتق النسيج الإجتماعي و السعي لتقريب وجهات النظر بين المكونات الإجتماعية بجنوب كردفان و العمل على إستكمال السلام الإجتماعي بالحوار مع قيادات و رموز و أعيان و شباب جنوب كردفان الصابر، حتى لحظة نشوب الحرب الذي أشعلها فلول النظام السابق لقطع الطريق لأي وفاق بين أبناء الشعب السوداني و الإجهاز على ثورة ديسمبر و رموزها الأبطال.
منذ بداية الحرب إلى يومنا هذا ، انا ضد الحرب و مع أيقافها لتخفيف معاناة الشعب السوداني ،و في سبيل العمل على إيقافها أجريت وقتها حوار عميق و صريح مع مالك عقار عضو مجلس السيادة _ رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان عبر الأثير( بإعتباري نائباً للوالي و رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان _ ولاية جنوب كردفان ) و صوت المدافع تدوي و المعارك على أشدها كنت وقتها في حاضرة ولاية جنوب كردفان ( كادقلي ) ، أشجعُه بضرورة أن يقوم بالدور الإيجابي في سبيل أن تقف الحرب قبل أن تتجاوز الشهر بالتحدث مع قيادة الجيش و الدعم السريع _ كان مالك عقار إيجابياً للغاية و تصريحاته كانت تدل على ذلك، الألاف من السودانيّين كانوا يرجون منه خيراً بالتوسط و التوفيق بين الأطراف ، و بعدها بأيام( نتيجة إنقطاع شبكات الأتصال) سمعت بأنه مرشح لمنصب نائب رئيس مجلس السيادة ، بدلأ لقائد قوات الدعم السريع _ محمد حمدان دقلو ، بالرغم من رداءة الشبكة في كادقلي لكن تمكنت من الحديث معه بطريقة مُختصرة ( بأن لا يقبل بفكرة تعيينُه نائب رئيس مجلس السيادة _ و ختمت حديثي بأن الوقت يحتاج لبطل يقوم بإيقاف هذه الحرب و ليس لمناصب و حذرته بأن هذا (التعيّين) فخ للإيقاع به و توريطُه !) فكان رده بأنه لن ينحاز لطرف بل أنه مُحايد و مُنحاز لخيار وقف الحرب ، لكن بعد تعيينُه بأيام قليلة شعرت بتغيير يمضي بسرعة الصاروخ لتصريحات مالك عقار عضو مجلس السيادة و رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان و تأكدت بأنه وقع في الفخ .
ووصلت لقناعة بأن الأمور لم تُعد تجري كما تمنيتها ، حيث تحول مالك عقار من مناضل من أجل قضايا المهمشييّن الذين تضرروا من ( القصف الجوي و المدفعي ) نتيجة الحروب الطويلة الذي شنّتها الدولة على مواطنيّها ) بمختلف أنحاء البلاد ، إلى بوق للفلول و داعية حرب من أجل تحقيق مصالح ذاتية و شخصية بشكل أناني و نرجسي خاصة أنه لم يُعد يفكر في القضايا التي تمرد من أجلها على المركز ( القابض ) لسنوات تجاوزت الثلاثين ، و دعمه للجرائم التي أرتكبها فلول النظام السابق داخل المؤسسة العسكرية ، في خيانة بائنة لدماء الشهداء و الجرحى و الأرامل و الشهداء و اليتامى من الجيش الشعبي ( ضحايا القصف الجوي ) .
دافعي وراء هذه الإستقالة لتأكيد و تجديد مواقفي المُنحازة لإيقاف هذه الحرب و لثورة ديسمبر المجيدة و لخيار إستعادة التحول المدني الديمقراطي .
إتساقاً مع مواقفي السابقة رفضت التماهي مع دعاة الحرب ، و إستمراري مع ( حكومة الحرب) التي يُهيمن عليها الفلول في بورتسودان .
أخيراً نصيحتي لقادة الجيش البرهان _ شمس الدين الكباشي _ ياسر العطا _ ابراهيم جابر .
عليكم أن تنظروا لأربعة سنين للوراء لتروا كيف صار الحال و المأل ، جاء ملايين الشباب السودانييّن و الشابات السودانّيات( كنت أحد هولاء الشباب )،لأسوار القيادة العامة رافعين شعار السلمية و المصالحة بين الجيش و الشعب ، طلبوا ( الحرية _ السلام _ العدالة ) ، فصار الحال الأن على النقيض ، حرب و قتل و تشريد و ظلم و نزوح ..فهل تعلمون إلى أي مصير تقودون البلاد و ماهو مستقبلها في ظل نهجكم العقيم الذي أخترتموه و أختاره فلول النظام السابق .
ربما لا زالت أمامكم فرصة للإرتقاء لمستوى الأزمة و ذلك بأن تختاروا الإسراع بوقف الحرب فوراً و الإتجاه نحو تأسيس الدولة السودانية و إصلاح المؤسسة العسكرية و تكوين جيش واحد مهني .
بدلاً من الأخطاء المُدمرة التي أرتكبتموها بأشعال هذه الحرب و عدم القدرة على تحملها بدليل ذهابكم و جلوسكم في بورتسودان .
لكن بالرغم مضاعفتكم لمعاناة الشعب السوداني بعدم أعتماد الحل السلمي لهذه الكارثة، لدي قناعة بأن السودان سيخرج من هذه الأزمة قوياً و متماسكاً، و يُعم السلام و الاستقرار أرضنا . و سوف لن ينسى شعبنا من صادروا أحلامهُم في الاستقرار و التحول المدني الديمقراطي .
محمد علي محمد
نائب والي ولاية جنوب كردفان
11/ 2/2024