تقرير : عبد المنعم شيخ إدريس
فيما حذرت وسائل إعلام غربية من خطورة التقارب الإيراني السوداني، إستعرضت وسائل إعلام إيرانية خطوات التطبيع بين البلدين، وشددت على ضرورة تطوير ذلك “التعاون”.
خطورة التقارب الإيراني السوداني
ونشر موقع “المونيتور” الأمريكي الذي يهتم يالشؤون الأمنية والعسكرية بالشرق الأوسط اليوم الإثنين مقالاً تحليلياً حول خطورة تحول السودان إلى ساحة لمعركة بالوكالة بين إيران والإمارات.
واستعرض المقال مساعي الدولتين لبسط نفوذهما على البحر الأحمر في اليمن و دول أفريقية، في الوقت الذي نشرت فيه صحف إيرانية من بينها “طهران تايمز” الإنجليزية، و “الوفاق” العربية، تقارير عن آفاق التعاون في مجال العلوم والتكنلوجيا على خلفية اجتماع ضم وزير الخارجية المكلف”علي الصادق” مع “أمير حسين ميرابادي”، مدير مركز التعاون الدولي في العلوم والتكنولوجيا في بيت الابتكار والتكنولوجيا في طهران يوم الثلاثاء 6 فبراير 2024.
مسيّرات إيرانية
وكانت وكالة بلومبيرغ الأمريكية قد نشرت تقريراً عن طائرات إيرانية مسيرة سلمتها إيران عدة مرات للجيش السوداني من نوع مجاهد 6، ذات المحرك الواحد، وشديدة الدقة في إصابة الهدف، صنعتها إيران في مصنع قدس، حسب الصحيفة.
وحول الثمن الذي تطلبه إيران لهذا الدعم العسكري، أوما إذا كان ذلك يأتي فقط في إطار التعاون بين الدول الإسلامية،توقع المفكر والباحث د. النور حمد في حديثه لراديو دبنقا أن تطلب إيران مقابل تلك المسيّرات وجوداً عسكريا على البحر الأحمر، وقال إن ذلك ما لن تقبله المملكة العربية السعودية المشاطئة للسودان، إلا أن ذلك لن يمنع طهران من إستغلال الفرصة، حسب تعبيره:
وأضاف النور حمد أن التعاون بين الإسلاميين وإيران قديم، وإتهم قيادة الجيش بالإنصياع لأوامر الإسلاميين الذين قال إنهم وثّقوا علاقتهم في السابق مع طهران ثم إنقلوبوا عليها وحاربوها في اليمن والآن طلبوا من قيادة الجيش الرجوع إليها مرة أخرى على الرغم من الإختلافات المذهبية وغيرها، وشدد على إن إيران تدرس خطواتها جيداً وستكون هي المستفيدة من هذا التقارب:
بداية جديدة
ووصفت كل من وسائل الإعلام الإيرانية التي أشرنا إليها وصحيفة ال مونيتور الأمريكية زيارة الوفد السوداني لطهران في بداية شهر فبراير الحالي بانها دليل على بدء البلدين مرحلة جديدة من العلاقات في المجالات المختلفة.
ونقلت الوفاق الإيرانية و إيران تايمز عن وزير الخارجية المكلف علي الصادق تصريحات تفيد بضرورة تطبيع العلاقات بين البلدين في مجال العلوم والتكنلوجيا، مستعرضا موارد السودان وحاجتها للتكنلوجيا الإيرانية للإستفادة من تلك الموارد.
لكن صحيفة ال مونيتور حذرت في مقالها التحليلي من خطورة ذلك التقارب الذي قد يشعل المزيد من نيران الحرب للتنافس بين إيران والإمارات على السودان وموارد البحر الأحمر ما قد يجعل السودان ساحة لتلك المعركة بين البلدين، وقال النور حمد لراديو دبنقا إن السودان أصبح بالفعل ساحة لمعركة بالوكالة لقوى خارجية، وأشار لما وصفه بالدعم الإماراتي لقوات الدعم السريع في حربها الحالية ضد الجيش السوداني
موقف السعودية
وفيما طالبت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، قبل نحو أسبوعين الدول الخارجية بما فيها إيران بعدم التدخل في الشؤون السودانية والإمتناع عن دعم أي طرف من الأطراف المتحاربة، لم يصدر من السعودية رسيماً حتى الآن أي تعليق على هذا التقارب بين السودان وإيران، وربما يكون ذلك بسبب حرصها على خطوات التطبيع التي بدأتها المملكة مع إيران العام الماضي بوساطة صينية، لكن النور حمد توقع الا تسمح المملكة ولا الدول الغربية بهذه العلاقة بين طهران والخرطوم حرصاً على مصالحها الجيوسياسية المتضاربة مع إيران بجانب الأهمية الإستراتيجيةللسودان بسبب موقعه الجغرافي الهام:
وكان الرئيس المخلوع عمر البشير قد قطع العلاقات مع إيران عام 2016 تضامناً مع السعودية في أزمة اقتحام سفارتها بطهران في ذلك الوقت.
موقف إيران
من جهتها تصف طهران خطوات التطبيع مع الخرطوم بأنها تأتي في إطار الوصول إلى أسواق جديدة وقال ميرابادي إن الوصول إلى أسواق جديدة هو استراتيجية معتمَدة حديثًا، ووتهدف إلى تعزيز الروابط التجارية مع دول،في مناطق مثل أفريقيا وأشار إلى أن إيران أرسلت وفدًا تجاريًا وتكنولوجيًا إلى شرق أفريقيا في الفترة من ١٥ إلى ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٣، لتوسيع الصادرات في ثلاث دول.هي أوغندا وكينيا وتنزانيا في إطار توسيع علاقاتها الإقتصادية في القارة.
المصدر : (راديو دبنقا)