تقارير

الجوع ينهش دارفور.. واستمرار الترتيبات لعقد مؤتمر للقضايا الإنسانية بالقاهرة

أعلنت اللجنة التحضيرية لمؤتمر القضايا الإنسانية في دارفور عن ترتيبات لتقديم الدعوة للحكومة والدعم السريع للمشاركة في المؤتمر الذي سينعقد خلال الفترة المقبلة في القاهرة، مشيرة إلى استمرار المشاورات حول تحديد زمان المؤتمر، فيما يحدق شبح المجاعة بمدن ومعسكرات دارفور بسبب استمرار الحرب وعدم وصول المساعدات الإنسانية.
ويقول الدكتور كمال عبد العزيز، عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر ومسئول الشئون الإنسانية في حركة تحرير السودان قيادة عبدالواحد، في مقابلة مع راديو دبنقا، إن المؤتمر ينعقد بمبادرة من هيئة محامي دارفور قبل أن تتسع الفكرة لتشمل مختلف الأطراف.
وأكد إن معاناة النازحين والمواطنين في دارفور، خاصة في المعسكرات ومناطق جبل مرة، تفاقمت بعد اندلاع الحرب في 15 ابريل جراء عدم وصول المساعدات الإنسانية. ووصف ما يجري بأنه مجاعة مكتملة الأركان.
ويقول القائم بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان بيتر غراف، أنه في دارفور وحدها، من المتوقع أن يعاني 200 ألف طفل من الجوع الذي يهدد حياتهم هذا العام.
ويؤكد بيتر غراف، في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء في مكتب الأمم المتحدة في جنيف بعد زيارة شملت السودان وتشاد وجنوب السودان وكينيا، أن حوالي 25 مليون سوداني يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، ويواجه 18 مليونا منهم الجوع الحاد، 5 ملايين منهم في مستويات الطوارئ من الجوع. وقال غراف إن هناك قلقا من أن يؤدي موسم الجفاف القادم إلى “مستويات كارثية من الجوع” في المناطق الأكثر تضررا.
وتطرق بيتر إلى تفشي الأمراض المعدية حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 10,000 حالة كوليرا، و5,000 حالة حصبة، وحوالي 8,000 حالة لحمى الضنك، وأكثر من 1.2 مليون حالة سريرية للملاريا.
جترتيبات المؤتمر
ويوضح الدكتور كمال لراديو دبنقا إن اللجنة التحضيرية للمؤتمر تواصل مشاوراتها لتحديد زمان انعقاد المؤتمر بعد أن توافقت على عقده في القاهرة، وستشرع للترتيب مع الجهات المعنية في الدولة المستضيفة، وقال إن المؤتمر سينعقد بالوسائل الإلكترونية مع مشاركة حضورية جزئية في مقر المؤتمر. وأكد إن اللجنة التحضيرية خطت خطوات كبيرة ونظمت نفسها قدمت دعوات لجهات سودانية بعضها رد والبعض الآخر لم يرد بعد، وذكر إن الدعوة ستشمل جهات إقليمية ودولية وأممية ومحلية تعمل في مجال تقديم المساعدات ومستعدة لتقديم العون. وقال إن المؤتمر يشمل تقديم أوراق عمل متخصصة تعكس حقيقة الأوضاع.
وأكد إن الدعوات لحضور للمؤتمر ستشمل الحكومة والدعم السريع وأطراف أخرى من بينها حركات مسلحة ومنظمات مجتمع مدني، ونوه الدكتور كمال ببيان قوات الدعم السريع بشأن استعداده لإدخال المواد الإغاثية إلى مناطق سيطرته.
أهداف المؤتمر
ويشير الدكتور كمال عبد العزيز عضو اللجنة التحضيرية في مقابلة مع راديو دبنقا إلى أن المؤتمر يهدف للفت أنظار المجتمع الدولي للأوضاع في دارفور، واستقطاب الدعم والمساعدات إلى دارفور في ظل المجاعة والأوضاع الإنسانية القاسية، بجانب حث جميع الأطراف لتسهيل وصول المساعدات إلى المنكوبين، وعكس الأوضاع الكارثية في دارفور للمجتمع الدولي، خاصة وأنها تمثل مجاعة تهدد حياة الملايين.
وأكد إن دارفور لم تحظ بأي مساعدات على الرغم من انعقاد مؤتمر للقضايا الإنسانية في السودان بالقاهرة خلال الأشهر الماضية وقال إن مناطق جبل مرة مغلقة ولم تحظ بأي مساعدات.
شبح مجاعة
ويقول الدكتور كمال عبدالعزيز لراديو دبنقا إن شبح المجاعة يخيم في سماء دارفور ووصف ما يجري بأنه اتجاه لإبادة جماعية وكارثة إنسانية جديدة. وأشار إلى عدم وصول المساعدات الإنسانية لمعظم ولايات دارفور التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع بجانب مناطق جبل مرة التي تسيطر عليها حركة تحرير السودان (قيادة عبدالواحد). وقال إن مناطق جبل مرة مأهولة بالسكان كما نزوح إليها عدد كبير من المواطنين من مختلف مدن وولايات دارفور جراء الحرب.
وأكد إن جميع ولايات دارفور تحولت إلى مراكز إيواء للنازحين الجدد بجانب وجود 174 معسكر للنازحين القدامى مع عدم توفر الإيواء والغذاء والرعاية الصحية.
وقال إن عدد كبير من المواطنين نزحوا إلى المعسكرات جراء الحرب الدائرة حيث شهد معسكر كلمه اكتظاظاً غير مسبوق مما شكل عبئاً جديداً على الخدمات والغذاء والماء والرعاية الصحية.
وأوضح إن مناطق سيطرة حركة تحرير السودان في جبل مرة كانت تستضيف عدداً كبيراً من النازحين من عام 2003، كما وصلت أعداد جديدة من مختلف مدن وولايات دارفور مما زاد الأعباء على مختلف جوانب الحياة. وأكد تفشي أمراض سوء التغذية والإسهالات المائية بمناطق سيطرة الحركة الشعبية ومختلف معسكرات ومدن دارفور.
وكانت منظمة أطباء بلا حدود أعلنت وفاة طفل كل ساعتين في معسكر زمزم للنازحين في شمال دارفور جراء سوء التغذية.
ويشير الدكتور كمال إلى خطورة أوضاع الأطفال والنساء الحوامل بسبب ارتفاع معدلات سوء التغذية وعدم توفر المواد الغذائية جراء الحصار المضروب وعدم إمكانية وصول المساعدات ونبه إلى عدم توفر مستشفيات أو مرافق صحية
ونبه فشل الموسم الزراعي في مناطق سيطرة الدعم السريع بسبب تردي الوضع الأمني. وأكد عدم توفر الغذاء والدواء والإيواء في جبل مرة .
وفيات في عطاش
من جهتهم كشف النازحون في معسكر عطاش بجنوب دافور عن 18 حالة وفاة وسط النساء الحوامل و11 وسط الأطفال مؤخراً بسبب انعدام الغذاء والرعاية الصحية.
وطالب ابوبكر علي حسن عبدالله وهو أحد شباب المعسكر في حديث لراديو دبنقا بالتدخل العاجل للمنظمات الإنسانية الدولية لتقديم المساعدات الغذائية والعلاج. كما دعا الجيش والدعم السريع للوقف الفوري للحرب والسماح بوصول الإغاثة.
سوء تغذية في معسكر السلام
من جانبهم شكا النازحون في معسكر السلام بنيالا من ارتفاع معدلات سوء التغذية وسط الأطفال والمسنين وتفشي الالتهابات مع ارتفاع أسعار السلع وتوقف عمل المنظمات.
وقال النازح بمعسكر السلام يوسف بندس لراديو دبنقا إن أسعار السلع الأساسية ارتفعت على نحو غير مسبوق، وقال إن سعر ملوة العيش ارتفع إلى ثلاث آلاف جنيه وتكلفة طحنها 700 جنيه، وجركانة الجازولين 65 الف، مما أدى لارتفاع تعرفة المواصلات إلى نيالا إلى الف جنيه، وارتفع سعر جركانة زيت الطعام إلى 30 الف بينما بلغ سعر جوال السكر 95 الف، وملوة البصل 7 آلاف، ورطل البلح الفين جنيه، فيما بلغ سغر كيلو اللحم المجفف اللحم المجفف للبقر 5 الف، والغنم 6 الف.
وأشار إلى عدم توفر الأدوية وارتفاع أسعارها، وانتشار ادوية منتهية الصلاحية في الصيدليات، ودعا لفتح المسارات لوصول الإغاثة إلى المعسكر.
ويدعو الدكتور كمال عبدالعزيز طرفي الصراع لوقف الحرب، وتحمل مسئولية الأوضاع الإنسانية القاسية، المرونة في تمرير المساعدات الإنسانية والوضع الإنساني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى