المنوعات

ذكريات الاذاعه : فتحي الجعلي

اكثر الناس شغفا وحبا للاذاعه
وانا صغير كان بالقريه راديو كبير بالبطاريه اجلس علي الارض مع كبارنا الذين يفترشون البرش والجلوس حول الرادي او علي قولهم الاذاعه
استمتع بالاخبار واحفظ النشره كانت علي مااعتقدالثانيه والنصف ثم المحليه الساعه الرابعه ثم السابعه والثامنه محليه وكبارنا يقولو نشرة الميتين لاذاعة الوفيات
وفي الثانوي العام كانت هدية ابن خالتي راديو صغير لمعرفته بشغفي ونسكن داخليه عصرا اطلع بالراديو الي الميدان ودفعتي عندما تكون كوره نشترك حجار الراديو للمتابعه بصوت علي الحسن مالك
والربوع برضو علي الحسن مالك وكان شعاره المعروف بصوت احمد عمر الرباطابي تصدق وتامن بالله كنا متخيلين ان المغني علي الحسن مالك وهو مقدمه طبعا مايذكر احمد عمر الرباطابي ثم كنا نجلس في الاجازه نستمتع بتسليه علي الهواء عبدالوهاب احمد صالح
وحفظنا بعدالمغرب صوت فتح صوت الثورة الفلسطينيه
والتلاوه صديق احمد حمدون وتفسير د عبدالله الطيب ماننسي سهرة الجمعه واهداءات المدايح حفظنا اسماء كثيره من قري الجزيره بالاهداء وكانو اكثر الناس حبا للمديح مايطلبهةالمستمعون محاسن سيف الدين والله الواحد يشتري مجلة الاذاعه والتلفزيون والمسرح ويملأ الكبون مكتوب الاهداء لثلاث اشخاص ويدفع قرشين ونص طابعة بريد وماتتخيل لما يذيعوك فلان الفلاني يهديها لفلان وفلان وفلان الناس كلها تتحدث ذاعو اسمك في الاذاعه
ومازالت ذكريات امسيتي معكم يوم ننتظر علي نار عبدالرحمن احمد
وبدون تكليف خليل الشريف ساعة سمر وعمر عثمان وذكرياتي واغنياتي
ومواهب الغناء
اما حقيبة الفن والمبارك ابراهيم دي بالذات كل الناس بعد الفطور جلوس حول الاذاعه ومعظم الجيل الثاني ناس السبعينات من مطربي الحقيبه حفظو الاغاني من البرنامج لايعرفون من نظمها ولامصنفات ولايحزنون
واوتارالليل الجزلي
اذكر عندما وصل محمد وردي رحمه الله وانا من المحبين له قابلته وكتبت فيه قصيده لعودته بجميع اغانيه سابحث عنها وارسلها ليك
قلت ليه يااستاذ والله اناشيدك التي حفظناها من الاوليه مابقي منها الاشعار دكان ودالبصير مقطع موسيقي من يقظة شعب
وبالمناسبه شكلت الاذاعه وجداني الادبي ان كنت اديبا والثقافي ان كنت كما يقول لي البعض دنيا دبنقا وجراب الحاوي
الاذاعه السوادنيه جغرافية وتاريخ السودان للذين يجهلون ذلك
تصدق وتامن بالله لم تلهيني الفضائيات ولاالوسائط عن وفائي للاذاعه
وطبعا الاصوات المميزه الطيب قسم السيد قندال
واحمد سليمان ضو البيت
والله لما يقرا الاخبار ويقول كوالامبور والسيلفادور نطرب رغم انها اخبار حروب
نعم ربوع السودان كماذكرت يمثل جغرافيا السودان بتنوعه في ايقاعات السودان المختلفه كانه يمثل سبل كسب العين في السودان وتلك الرائعه التي نظمها عبدالرحمن علي طه والد فدوي مدير جامعه الخرطوم السابق
فى القولد إلتقيت بالصديق .. !!
فى القولد التقيت بالصديـق
أنعم به من فاضل ، صديقى
خرجت أمشى معه للساقية
ويا لها من ذكريات باقيــة
فكم أكلت معــه الكابيدا
وكــم سمعت اورو والو
ودعته والأهل والعشيرة
ثم قصدت من هناك ريره
نزلتها والقرشى مضيفى
وكان ذاك فى أوان الصيف
وجدته يسقى جموع الإبل
من ماء بئر جره بالعجـل
ومن هناك قمت للجفيـل
ذات الهشاب النضر الجميل
وكان سفري وقت الحصاد
فســرت مع رفيقى للبــلاد
ومر بي فيها سليمان على
مختلف المحصول بالحب إمتلا
ومرةً بارحت دار اهـلى
لكي أزور صاحبى ابن الفضل
ألفيته وأهله قد رحلـوا
من كيلك وفى الفضـاء نزلوا
فى بقعة تسمى بابنوسـة
حيث اتقوا ذبابة تعيســــة
ما زلت فى رحلاتى السعيدة
حتى وصلت يا مبيو البعيدة
منطقة غزيرة الاشجــار
لما بها من كثرة الأمطــار
قدم لى منقو طعــم البفره
وهو لذيذ كطعام الكســـره
وبعدها استمــر بى رحيلى
حتى نزلت فى محمد قـــول
وجدت فيها صاحبي حاج طاهر
وهو فتى بفن الصيد ماهـــر
ذهبت معه مرةً للبحـــــر
وذقت ماء لا كماء النهر
رحلــت من قول لود سلفاب
لألتقى بسابع الأصحــــاب
وصلته والقطن فى الحقل نضر
يروى من الخزان لا من المطر
أعجبنى من أحمد التفكيـــر
فى كــــل ما يقوله الخبيرُ
***
ولست أنسى بلدة أم درمــان
وما بها من كثرة السكـــان
إذا مرّ بي إدريس فى المدينة
ويا لها من فرصـــة ثمينة
شاهدت أكداساً من البضائــع
وزمراً من مشتر وبــــائعْ
***
وآخر الرحلات كانت أتبره
حيث ركبت من هناك القاطره
سرت بها فى سفر سعيد
وكان سائقى عبد الحميـــد
أُعجبت من تنفيذه الأوامر
بدقة ليسلم المســـــافر
***
كل له فى عيشه طريقـة
ما كنت عنها أعرف الحقيقـة
ولا أشك أن فى بــلادى
م زولك زمنا يستحق الدرس باجتهـــاد
فإبشر إذن يا وطني المفدي
بالسعي مني كــي تنال المجدا
لابديل للاذاعه غير الاذاعه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى