وصول أول دفعة من الأغذية العلاجية لمدينة الفاشر عبر دولة تشاد
تمكنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) من إيصال أول دفعة من الأغذية العلاجية عبر دولة تشاد، وبالتنسيق مع منظمة الجذور الوطنية للمساهمة في توزيع الأغذية للمتضررين من الحرب.
وأكد المدير العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور بالإنابة أحمد محمد الدومة، حسب منصة مجلس الوزراء، على المجهودات التي تقوم بها منظمة الجذور لمبادرتها كأول شركاء الصحة تقوم بإيصال أول دفعة من الأغذية العلاجية الممنوحة من اليونسيف عبر دولة تشاد.
وقال الدومة خلال حديثه الذي وجهه بهذه المناسبة بحضور مديري إدارات الوزارة ان وصول الأغذية العلاجية ستسهم كثيرا في سد النقص من الأغذية العلاجية بمراكز التغذية العلاجية بالمعسكرات، ومراكز إيواء النازحين.
وكانت الإعلامية يسرا الباقر، مراسلة قناة “إسكاي نيوز” في السودان، نشرت تغريدة على حسابها في موقع “اكس”، عن وجود مساعدات إنسانية تتعلق بالسودان متراكمة في مدينة أدري بتشاد، إلا أن هناك توجيهات من قبل الجيش السوداني بعدم دخولها إلى غرب دارفور.
وقالت “الباقر” بحسب ما نقلت عنها صحيفة “التغيير”: هذه التوجيهات هي أوامر داخلية تتبع هذا الموقف الذي اتخذته القوات المسلحة السودانية بشأن دخول المساعدات إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
ودعت منظمة اليونيسف، في تصريحات سابقة، العالم إلى عدم غض الطرف عن مأساة أطفال السودان التي أصبحت الآن أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم، بعد مرور ثلاثمائة يوم على الحرب التي اندلعت في أبريل من العام الماضي، وتسببت في موجة من الفظائع ضد أطفال السودان.
وفي بداية فبراير الحالي أعلنت منظمة أطباء بلا حدود أن طفلا يموت كل ساعتين في مخيم زمزم للنازحين في دارفور في غرب السودان ونددت “بالوضع الكارثي” فيه. وقالت كلير نيكوليه، رئيسة أطباء بلا حدود لشؤون الطوارئ في السودان في بيان “نقدّر أن طفلا واحدا على الأقل يموت كل ساعتين في المخيم، أي نحو 13 طفلا يموتون في اليوم” مضيفة أن “الأطفال الذين يعانون من سوء تغذية حاد، قد يموتون في غضون ثلاثة إلى ستة أسابيع إذا لم يحصلوا على علاج”.
اليونسيف والجذور
بينما تعهد مفوض العون الإنساني بالولاية، د. عباس يوسف آدم، بدعم المفوضية ومساندتها لمبادرة منظمة الجذور باعتبارها من المنظمات النشطة العاملة في المجال الصحي والانساني وذلك بتسهيل كافة الاجراءات والسماح لها بإيصال المواد الانسانية عبر دولة تشاد الي ولاية شمال دارفور، مشيدا في الوقت نفسه بالتعاون والتنسيق المحكم بين وزارة الصحة، ومنظمتي اليونسيف والجذور لاستحداثهم الطرق والوسائل الحديثة والبدائل الممكنة لتوصيل الخدمات الانسانية للمرضى في الولاية.
بدوره أشار مدير منظمة الجذور الوطنية بالولاية، المهندس بابكر بخيت أرباب، إلى التنسيق الذي اتبعته المنظمة مع كآفة الأجهزة الأمنية والجهات ذات الصلة على مستوى دولة تشاد والسودان حتى مدينة الفاشر وذلك لضمان وصول الأغذية ممتدحا التعاون الكبير الذي وجدوه من المدير التنفيذي لمحلية الطينة واجهزته الأمنية والجهات الأخرى فضلا عن الثقة الكبيرة التي أولتها لهم وزارة الصحة ومفوضية العون الانساني واليونسيف. وجدد استعداد منظمته للتنسيق والتعاون في سبيل إيصال المزيد من الخدمات الانسانية للولاية.
تهجير4 ملايين طفل
المتحدث باسم اليونيسف جيمس إلدر تحدث إلى الصحفيين في جنيف، الأسبوع الماضي، في أعقاب زيارة أجراها مؤخرا إلى تشاد ودارفور التقى خلالها بالأسر اللاجئة والنازحة. وأفاد إلدر بتهجير أربعة ملايين طفل سوداني- أي 13,000 طفل كل يوم لمدة 300 يوم، مشيرا إلى أن الأمل تلاشى وفقد الناس الأمان والممتلكات، فيما انفصل الأصدقاء وأفراد الأسر عن بعضهم البعض أو فقدوا.
أخطر أنواع سوء التغذية
وأشار جيمس إلدر إلى أن أكثر من 700 ألف طفل من المحتمل أن يعانوا من أخطر أشكال سوء التغذية هذا العام. “لن نتمكن من علاج أكثر من 300,000 ألفا منهم دون تحسين الوصول والدعم الإضافي. ومن المرجح أن يموت عشرات الآلاف”.
الحكومة وتسهيل الإجراءات
من جهتها نفت الحكومة السودانية ما تناقلته بعض الوسائط الإلكترونية عن منعها إيصال المساعدة الإنسانية إلى بعض المناطق في السودان. وجددت التزامها بإعلان جدة للمبادئ الإنسانية الموقع في مايو من العام الماضي، وما أعقبه من التزامات حول الشأن الإنساني، إذ إن ذلك يمثل الإطار القانوني الملزم لمعالجة كل الجوانب الإنسانية بما فيها توصيل المساعدات لجميع أنحاء البلاد.
وأكدت وزارة الخارجية في بيان تحصل عليه “راديو دبنقا” أن سياسة الدولة في هذا الخصوص هي تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى كل المناطق وجميع المواطنين دون أي عوائق وبلا استثناء.
وجاء البيان بعد أيام من تصريحات رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان بعدم السماح بوصول المساعدات الإنسانية للمناطق الخاضعة لسيطرة الدعم السريع، وذلك خلال تفقده للفرقة 19 مشاة بمدينة الدبة بالولاية الشمالية.
وشدد البرهان في خطابه بالقول: “لن يحدث ذلك حتى ننهي هذه الحرب ونهزم هؤلاء المتمردين المجرمين ونطردهم من منازل المواطنين والمؤسسات الحكومية والخدمية ومن كل المدن التي نهبوها نيالا والجنينة ومدني والخرطوم”.