في أمسية باتحاد الكتاب والأدباء العراقي محمد البريكي يشدو للأوطان والحب على أنغام الرافدين
كتب : زهير بن جمعه الغزال
استضاف اتحاد الأدباء والكتاب العراقي في مقره بالعاصمة بغداد، الشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة بحضور الشاعر عمر السراي الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب في العراق، و د. علي الفواز رئيس اتحاد الأدباء العراقي في بغداد، وسط حشد من الشعراء العرب والعراقيين والإعلاميين، هذا ما شهدته قاعة الجواهري بمقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق.،
وافتتحت الأمسية التي أدارها الشاعر خالد الحسن، بأغنية ” تعال لحبك أنه اشتاك” بصوت الفنان علي حافظ، ثم عرج الحسن للترحيب بالمحتفى به وسط حضور جماهيري كبير.
إلى ذلك قرأ الشاعر محمد عبدالله البريكي مجموعة من القصائد التي فاضت بعاطفتها الإنسانية وتحليقها في سماء المعنى، وقرأ للعراق قصيدة مطولة، بث لها وجده، معتزا بحضارتها العريقة، ومن قصيدته التي شدت الحضور إليها:
إنَّ العراقَ وإنْ تثاقلَ بالأسى
سيثورُ رغمَ الضيمِ كالإعصارِ
فتأنّقي يا روحُ، إنَّ مدينةً
تغفو بعينِ الرافدينِ مزاري
الأهلُ أهلي، يسكنونَ بخافقي
وصغارُ بغدادُ الرشيدِ صغاري
وواصل البريكي عزفه بالحروف يرافقه عزف الوتر، مما شكل تناغماً سافر بالحضور إلى مدن الجمال، وقرأ “سادن في الأساطير” التي اختزلت قصة الزمن وأحداثه، ومكابدة القصيدة مع خلجات الروح، في سرد شعري محكم، فقال:
لا يُصَلّي وظلُّ عينيهِ صلّى
سادنٌ صارَ في الأساطيرِ ظِلّا
سَرَقَ الوقتُ طفلَهُ فتناسى
أنَّهُ صارَ بعدَ ما شابَ طِفْلا
يحرثُ الحقلَ دمعُهُ ويُغَنّي:
يا لدمعي وقَدْ تَحَوّلَ حَقْلا
أخذوا التمرَ من يديهِ وغابوا
ورمى الجوعُ حولَ كفّيهِ نَخْلا
وتجلّى دمُ القميصِ فجاءوا
لأبِ الشعرِ، وجهُهُمْ يَتَجَلّى
وتابع البريكي قراءاته منشداً للأوطان والذات والحياة، ومن قصيدته “مكرُ شيطانٍ ووعيُ نبي”:
في داخلي مكرُ شيطانٍ ووعيُ نبي
وفي العيونِ أرى مولايَ ثُمَّ أبي
وأدخلُ الحقلَ، لا أسطو على شَجَرٍ
إلا لأقطفَ من أغصانِهِ أدبي
مسافِرٌ بي جنوني حيثُ توصِلُني
هذي النجومُ التي تلهو، إلى شَغَبي
ومن ملامسته للواقع، اتخذ مدير بيت الشعر في الشارقة روح البيئة وعطائها، ليعبر عن وجع الذات، مشبهاً هذا الوجع بحبة القمح التي تسحقها الطواحين فقال:
كَحبّةِ القَمْحِ لا تَقْسو على الطّينِ
أتَتْ بكِ الرّيحُ في ثَوْبي فَضُمّيني
وخَبّئيني لكيْ نَنْجو بِلَهْفَتِنا
فَقَدْ تَشَبَّعْتُ مِنْ غَدْرِ الطَّواحينِ
تَفَتَّحَتْ كُلُّ أَزْرارِ القَميصِ كَما
تَفَتَّحَتْ لَوْعَتي فَوْقَ العَراجينِ
فَقَهْوةُ الكَيْفِ ما عادتْ مُكرَّمَةً
لِكَيْ تَصُبَّ الأماني في الفَناجينِ
طُموحُنا في حُقولِ الحُلْمِ حَنْظَلَةٌ
تَقَطَّعَتْ في حَشانا بالسَّكاكينِ
ولَمْ نَجِدْ غَيْرَ حُضْنِ اللَّيْلِ نُسْمِعُهُ:
يا أيُّها اللَّيلُ رِفْقاً بالمَساكينِ
حَياتُنا كِذْبةٌ كُبْرى نُصَدِّقُها
وما الحَياةُ سِوى حُلْمِ المَجانينِ
وما الحَياةُ سِوى أُنْثى تُلَوِّعُنا
بِكَعْبِها ثُمَّ نَهْوي في الزَّنازينِ
وكما قرأ أيضا جملة من القصائد العامية تفاعل معها الحضور، وجرى خلال اللقاء حواراً حول تجربة الشاعر الذاتية والإدارية، وتحدث عن نشاط بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة، وعن مجلة القوافي وجائزة القوافي ومهرجان الشارقة للشعر العربي، ورؤيته حول مستقبل الشعر في ظل طغيان العالم الرقمي، ثم جرى في الختام تكريم الشاعر من قبل رئيس الاتحاد.