إيليا ويليامز: الآلية الثلاثية هي وليدة فشل قمة الإيقاد
اعتبر ايليا ويليامز، الناشط في المجتمع المدني، تكوين الآلية الثلاثية من قبل مفوضية الاتحاد الأفريقي في 17 يناير الماضي جاء بعد فشل قمة الإيقاد الأخيرة في تحقيق ما كان منتظرا منها لحل النزاع في السودان، خصوصا بعد أن اتخذ السودان قرارا بتجميد عضويته في منظمة الإيقاد.
وأضاف ايليا ويليامز في حديث لراديو دبنقا أنه كان لزاما على الاتحاد الأفريقي التدخل عبر لجنة خاصة بالملف السوداني لمحاولة إحداث اختراق جديد، لذا جاء قرار تكوين الآلية الثلاثية. وسميت الآلية بالآلية رفيعة المستوى أو آلية الشخصيات البارزة بهدف التواصل مع جميع أصحاب المصلحة السودانيين بغرض استعادة النظام الدستوري في السودان كما جاء في تكليفها والمقصود هنا استئناف مسيرة الانتقال التي قطع الطريق عليها انقلاب 25 أكتوبر 2021.
تدشين عمل الآلية من قمة الاتحاد الأفريقي
واستبعد إيليا ويليامز أن تقوم الآلية بنفس المهمة التي كانت تؤديها منظمة الإيقاد بالنظر إلى أن الأخيرة هي تجمع لرؤساء دول له القدرة على إحداث اختراق كبير نحو حل الأزمة في السودان. ونوه الناشط في المجتمع المدني إلى أن الآلية يمكن أن تكون ضمن المسهلين وضمن منابر تفاوضية يمكن تنشأ في الفترة القادمة أو أن تعمل على تسهيل المسار السياسي بعد وقف الحرب.
وأكد ايليا ويليامز أن تكوين الآلية نتيجة مباشرة لتجميد السودان لعضويته في منظمة الإيقاد. وقرر الاتحاد الأفريقي أن يتدخل بشكل أو بآخر عبر منفذ جديد متمثلا في الآلية الثلاثية. وقد دشنت الآلية عملها فعليا بعد انتهاء القمة العادية للاتحاد الأفريقي التي انعقدت في اديس ابابا في 17 و 18 فبراير الجاري وباشرت لقاءاتها التي شملت مفوض الأمن والسلم الأفريقي، ومع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة وكذلك مع الرئيس سلفا كير ميارديت، رئيس جنوب السودان ومن ثم تستكمل جولتها بلقاء أطراف سودانية وأطراف إقليمية وعربية ودولية.
استعادة الانتقال السياسي من مهام الآلية
حول علاقة الآلية بمفوضية السلم والأمن الأفريقي، أوضح ايليا ويليامز لراديو دبنقا أن قرار تشكيلها صدر من مفوضية الاتحاد الأفريقي برئاسة موسى فكي وهناك تنسيق بينها وبين مفوض السلم والأمن الأفريقي بحكم مسؤوليته عن كل الملفات المتعلقة بالأمن والسلم في القارة. وأضاف أن الآلية ستكون الجهة التي تمثل الاتحاد الأفريقي وتتولى التواصل باسمها في كل العمليات والملفات السياسية أو الأمنية الخاصة بالسودان. وأوضح ايليا ويليامز أنه وبالرغم من أن الاتحاد الأفريقي قد جمد عضوية السودان، لكن السودان دولة أفريقية وبالضرورة أن يكون هناك شكل من أشكال الاتصال مع الحكومة في بورتسودان وكذلك الدعـ.م الـ.سريع والأطراف المدنية لمحاولة إحداث اختراق جديد. مع ملاحظة أن من ضمن مهام الآلية استعادة النظام الدستوري، ما يعني أنها معنية بإطلاق عملية سياسية سودانية تستعيد النظام الدستوري وتستعيد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي.
وحول تعدد المبادرات والتنسيق بينها، قال إيليا ويليامز في حديثه لراديو دبنقا أنه بالرغم من الآلية تضم شخصيات بارزة لها وزنها إلا أن الأزمة السودانية تحتاج لمنابر قوية ومن الوزن الثقيل حتى تستطيع ممارسة الضغط على الأطراف المختلفة للوصول لنتيجة إيجابية لوقف الحرب. مشير إلى ان أهمية مبادرة الإيقاد تتمثل في أنها تضم رؤساء دول لهم وزنهم في القارة الأفريقية، لذلك لن يكون في مقدور مستوى أقل من رؤساء الدول إحداث اختراق كبير. ومن هنا يمكن التعويل على الآلية الثلاثية كمسهل أفريقي ضمن جهات أخرى ولن يكون في مقدورها إحداث اختراق كبير بصورة منفردة