“وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ” من سورة يس الآية 39
صورة التقطتها المصورة جورجيا هوفر حركة القمر لمدة شهر صورة كل يوم من نفس المكان في نفس الوقت فوق جبال الألب ليظهر هذا الشهر والذي ذكره الله تعالي في القران الكريم في قوله تعالى “وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ” من سورة يس الآية 39. ففي “وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ منازل”،منازلة القمر تعني المدارات التي يدور فيها القمر حول الأرض؛ حيث يدور كلّ ليلة في أحدها لا يتخطّاه ولا يتقاصر عنه. ومنازله ٢٨ هي: «الشرطان، البطين، الثريا، الدبران، القعة، الهنعة، الذراع، النثرة، الطرف، الجبهة، الزبرة، الصرفة، العواء، السماك، الغفر، الزبانا، الإِكليل، القلب، الشولة، النعائم، البلدة، سعد الذابح، سعد بلع، سعد السعود، سعد الأخبية، فرغ الدلو المقدم، فرغ الدلو المؤخر، الرشا». فلكل منها اسم مُعيّن منها مراحل ودرجات وأزمان؛ فالقمر يبتدئ هلالا ثم يكبر إلى أن يُصبح قمرا، ثم يتراجع بعد ذلك حتى يُصبح كما كان، والمعنى أن الله سبحانه وتعالى جعل للقمر قدرا ووقتا وزمنا لا يتخطّاه ولا ينقص ولا يزداد، إلى أن ينتهي وينتهي معه العالم كله. وفي «حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ»، فالعرجون القديم: هو العود الأصفر الذي يحمل العنقود من التمر إذا بلي وأصبح قديما؛ حيث يُقطع من نخلته ويُترك فتجده قد التوى واستدار، وأصبح كهيئة الهلال. ويُبيّن الله قدرته وعزته وحكمته ورحمته بعباده؛ في تقدير منازل القمر كل يومٍ له منزلة غير المنزلة الأخرى فيعود في آخر الشهر كما هو في أوّله كالعرجون القديم الذي هو العود الأصفر الذي يحمل العنقود؛ لأنه إذا قَدِم يلتوي ويضعف وهكذا القمر؛ فإنه يبدو في أوّل الشهر هلالا ضعيفا، ثم ينمو شيئا فشيئا حتى يمتلئ نورا في منتصف الشهر، ثم يعود في النقص شيئا فشيئا حتى يعود كعرجون النخل القديم ملتويا ضعيفا.