الأعمدة

حين تتألق ملامح الذكريات مجددا

أوراق من دفاتر زمن الدراسة

تذكر أحد أساتذته الأجلاء. كان يدرسهم اللغة الفرنسية في مدرسة الحصاحيصا الثانوية وهو الأستاذ عبدالرافع حمد ..القادم من التريس قرب جبل أولياء . أو جبل الأولياء. كان متميزا في ما كان يقدمه من علم وتربية وثقافة وتواصل إنساني مجتمعي راق يحظى بثمراته الجميع. كلما عاودنا الحنين الى أيام الدراسة تتألق بالنور ملامح الكثير من أساتذتنا..و ..عاد إلى خاطرته الأولى ..كتب.. كنت ومعي زميلي الأخ والصديق الكريم والعزيز محمود سعيد العوض من بين أشد الزملاء اعجابا بالأستاذ عبدالرافع لتمكنه من المادة التي يدرسها اضافة إلى حسه الفكاهي المرح الذي يجتذب الجميع إلى حصته. تذكر الآن أن الأستاذ عبدالرافع كان كثير التعليقات على كل شاردة وواردة من مسلك الطلاب داخل الفصل أو في حوش المدرسة.من بين ما تذكره ان الأستاذ عبدالرافع أمر الصول..العم علي..أمره أن يجلده هو .. كاتب هذه السطور المتواضعة..أن يجلده 5 جلدات بالبسطونة ..والسبب أنه أبصره يسير وسط أستاذين كانا واقفان أو واقفين..بصراحة لا استطيع هنا ضبط علامات الرفع او النصب لتصبح الجملة صحيحة لغويا ونحويا..كان الاستاذان يتحدثان معا وسط حوش المدرسة ومر هو وسطهما سريعا بغباء ودون تركيز في ذلك المسلك او تفكير في عاقبته لاحقا..وتم تنفيذ عقوبة الجلد سريعا..أون ذا سبوت ..باللغة الانجليزية..كما يقال. .كان الاستاذ عبدالرافع يعلق على كل التصرفات ..أبصر يوما العديد من الزملاء داخل الفصل وهم يتعاملون بعصبية مع نوع جديد وقتها من الاقلام الجافة..قلم بلونين اصفر وازرق..كان بعض الطلاب يضغطون على القلم فيغلق ويصدر صوتا عاليا ثم يضغطون عليه مرة ثانية فيصدر صوتا وينفتح استعدادا للكتابة..وعلق الأستاذ بكلمتين..اعصابكم بايظة. وضحكنا جميعا. كان في اوقات اخرى يرى البعض منا يسأل جاره فيسارع هو بتحذيره..ما تسأل جارك..جارك ما بيقول ليك..الله أعلم..بيفتي طوالي..ولو علمك حاجة غلط تاني ما حتقدر تعرف الصاح. مسيرة التعليم بالطبع جوهرها هو ان نتعلم ما هو صحيح وسليم ومفيد ونافع وواجب لبقية العمر ورحلة العمر ثم التأهب لتعليم جيل قادم كل ما عادت ملامح أستاذنا الجليل إلى الذاكرة تغمرنا سعادة خاصة .. سعادة من كان له الحظ في تلقي العلم من اساتذه اجلاء كان ديدنهم الحرص على غرس أنقى القيم في النفوس. انها أيام تنعش النفس.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى