مناهضون للتطبيع يرفضون بثا لقناة إسرائيلية من بورتسودان ويطالبون بإيقافها
رفضت مجموعة سودانية مناهضة للتطبيع مع إسرائيل، الخميس، بثاً لقناة (I24) الإسرائيلية من مدينة بورتسودان العاصمة المؤقتة للسودان.
ودعت مجموعة “تجمع سودانيون ضد التطبيع” – تضم تنظيمات وكيانات مناهضة للتطبيع – في بيان الحكومة السودانية إلى طرد القناة وتوقيف مراسليها على الفور.
وكانت الصحفية السودانية نبأ محي الدين ظهرت خلال نشرة في قناة ( I24 ) الإسرائيلية من مدينة بورتسودان مساء أمس بعد ان استضافتها القناة للحديث عن تطورات الوضع في البلاد ما أثار حنق مجموعات سودانية رافضة للتطبيع مع إسرائيل.
ودافعت نبأ محي الدين عن ظهورها في القناة الإسرائيلية قائلة عبر حسابها بفيسبوك قائلة: “هذه الاستضافة في القناة وفي النشرة التي تهتم بالشأن العالمي جاءت بعد أشهر طويلة من نسيان الحرب السودانية وسقوطها من عناوين الأخبار”.
وقالت إن “واجبها المهني والأخلاقي والوطني يحتم عليها التعامل مع الجميع والتحدث عن الأزمة السودانية وسوء الوضع وترديه ومعاناة الناس ومعاشهم مع أي شخص أو جهة”.
وحذرت مجموعة “تجمع سودانيون ضد التطبيع” من أن ما أسمته بالتطبيع الإعلامي والثقافي سيكون خصماً على الوعي السوداني الوطني وسيخدم أجندات إسرائيل التي تُعادي وجود دولة السودان – طبقا لبيان المجموعة -.
ونبهت إلى أن إسرائيل عدو استراتيجي وكيان ظل يدعم عبر التاريخ كل التناقضات الاجتماعية والسياسية بالسودان ويسعى لتفكيكه، كما أنه يدعم قوات الدعم السريع بالأسلحة النوعية والمتطورة وأجهزة التشويش والاتصال ويسخر الأموال لها عبر حلفائه الإقليميين، وأكد البيان أن المصلحة الوطنية تقتضي معاداة إسرائيل ودعم المقاومة الفلسطينية.
وقال بيان المجموعة “كنا نأمل أن تمثل الانتهاكات التي يقوم بها الكيان الصهيوني ضد الإخوة الفلسطينيين في غزة ورفح والضفة الغربية.. صحوة لبوصلة الحكومة السودانية وعودة إلى الموقف الصحيح الذي أقره الشعب السوداني في برلمانه المنتخب عبر قانون مقاطعة إسرائيل وتبناه السودان في مؤتمر اللاءات الثلاث بألا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع الكيان الصهيوني”.
وتابع “في تماهي سافر تواصل الحكومة السودانية في خطواتها التطبيعية دون أدنى اعتبار لرأي الشعب وبسوء تقدير لما يجب أن تكون عليه المصلحة الوطنية”.
من جانبه قال تيار المستقبل في بيان إنه تفاجأ بسماح ما اسماه “حكومة الأمر الواقع في بورتسودان” لاحدى القنوات الإسرائيلية بالبث من داخل الأراضي السودانية بينما يعيش السودان محنة حقيقة بسبب أفاعيل هذا الكيان وسياساته التخريبية بالمنطقة – حسب البيان -.
واستنكر التيار منح القناة الإسرائيلية تصريحا بالعمل في السودان وأكد موقفه الثابت بدعم ومؤازرة كل حركات التحرر في العالم ونضالات الشعوب في سبيل الحرية وعلى رأسها شعب فلسطين.
وخلال السنوات الماضية ركّزت تل أبيب في علاقاتها بالخرطوم مع المكون العسكري خاصة الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وزارت وفود عسكرية سودانية رفيعة المستوى إسرائيل بشكل سري طلبا للمساعدة.
وفي فبراير من العام الماضي حل وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين الخرطوم في زيارة علنية، وعقب الزيارة حينها أعلنت وزارة الخارجية السودانية الاتفاق مع إسرائيل “على المضي قدما في سبيل تطبيع العلاقات بين البلدين وتطويرها في المجالات المختلفة”.
وبدأت أولى خطوات التقارب مع إسرائيل بلقاء جمع قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سرا بعنتيبي في فبراير 2020 وأعقب ذلك توقيع السودان في يناير 2021 على اتفاقية إبراهام الداعية إلى التعاون بين البلدان العربية وإسرائيل.