الأخبار

حرب السودان على مشارف عامها الثاني فما هي السيناريوهات المحتملة لمستقبل البلاد؟

شارفت الحرب في السودان على إكمال عامها الأول، والمخاوف تتصاعد يوما تلو الآخر من وصول هذا البلد العربي الأفريقي إلى نقطة اللا عودة.

وجاءت الأسابيع الماضية شاهدة على تسارع وتيرة العنف التي تمضي دون حل سياسي يلوح في الأفق، رغم الدعوات الإقليمية والدولية لإنهائها حتى يتجنب السودانيون مصيرا أسوأ.

سيناريوهات مظلمة أثارها تقرير لمعهد السلام الأمريكي، حين أكد أن الأوضاع في الأراضي السودانية تتجاوز “النموذج الليبي”، وتقترب من شفا حرب أهلية فوضوية شاملة.

ومنذ أكثر من عقد تعيش ليبيا على وقع انقسام سياسي عميق بين شرق البلاد وغربها، انزلق في أوقات إلى مواجهات عسكرية دامية.

 السودان تجاوز النموذج الليبي؟
وحذر المعهد من الوصول إلى هذا السيناريو، في ظل اتساع نطاق القتال وانتشار خطاب الكراهية القائم على الأسس الإثنية والجهوية.

يقول الكاتب والمحلل السياسي أمير بابكر، في تصريح لـ”العين الإخبارية”، إن الوضع في السودان أكثر تعقيدا مقارنة مع الدول ذات الأزمات المشابهة.

ويضيف أنه على عكس ليبيا، وحتى سوريا واليمن (حيث تشهد البلدان أيضا فوضى جراء تنظيمات إرهابية في الحالة السورية ومليشيات اختطفت العاصمة في الحالة اليمنية)، فإن الحرب الداخلية في السودان ظلت مستمرة منذ عقود، وانطلقت عشية الاستقلال مباشرة، ولم تتوقف حتى الآن، مشيرا إلى أنها ربما تمر بفترات هدوء، لكنها لم تتوقف، لأن أسبابها لم تعالج بشكل جذري، بحسب تصريحه.

ولفت المحلل السياسي السوداني إلى أن طول أمد الحرب في السودان خلق تحالفات ذات مصالح تتجاوز القبلية والأهلية، معتبرا أن اندلاع المواجهة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يمثل قمة تجليات أزمة الحرب المستمرة في البلاد.

ويستدرك كمثال عندما تنظر إلى تحالف قوى دارفور المسلحة واصطفافها مع الجيش، يظهر هنا أنها متجاوزة للقبيلة، فدارفور هي الحاضنة التاريخية والاجتماعية لقوات الدعم السريع، في الوقت ذاته هناك عديد من المكونات القبلية بها تقف على الضفة الأخرى.

ويقول بابكر إنه من الصعب الحديث عن نموذج ليبي في السودان، كما أن الحرب الأهلية هي أصلا لم تتوقف، موضحا أن الذي اختلف هذه المرة أنها تجاوزت مناطقها المعتادة ووصلت العاصمة الخرطوم وولايات الوسط.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان و”الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، حربا خلفت قرابة 14 ألف ونحو 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.

 

خيارات مفتوحة
الكاتب والمحلل السياسي، الهضيبي ياسين، بدوره يقول إن كافة الخيارات والسيناريوهات تظل مفتوحة بالنسبة للسودان في ظل استمرار العنف بين طرفي الأزمة.

ويرى، في حديثه لـ “العين الإخبارية”، أن سيناريوهات الحرب الأهلية بدأت تظهر بالفعل بعد انتقال القتال من العاصمة الخرطوم إلى إقليم دارفور، وولايات الجزيرة (وسط) وسنار (جنوب شرق) وجنوب كردفان (جنوب)، وشمال كردفان.

وأضاف أن الخيار الثاني هو لجوء الدعم السريع إلى تأسيس سلطة مستقلة على غرار ما حدث في ليبيا، وهو أمر جائز لإثبات أحقية المشروع العسكري السياسي لهذه القوة المدججة بالسلاح رغم الصعوبات والتحديات التي قد تواجهها على صعيد إدارة شؤون الدولة، حسب تصريحاته.

تحدث ياسين كذلك عن خيار الدعم السريع في تأسيس سلطة مستقلة بإقليم دارفور، ومساعي فرضها بقوة السلاح عن طريق تطبيق جمل من قوانين الطوارئ على المستويات السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، معتبرا أنه خيار قد يعجل هو الآخر من اندلاع الحرب الأهلية.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة دعا إلى استغلال أجواء شهر رمضان من أجل هدنة إنسانية، إلا أن القتال تواصل، ولم تكن هناك جدية من أي من طرفي النزاع.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى