حاكم دارفور يكشف عن اتفاق لإيصال المساعدات الإنسانية لدارفور عن طريق الدبة
أعلن حاكم إقليم دارفور مني اركو مناوي، اليوم الأربعاء، الاتفاق مع المنظمات والوكالات الأممية على إيصال المساعدات الإنسانية من بورتسودان عبر طريق الدبة إلى دارفور. فيما كشف نازحون من معسكر كلمه بجنوب دارفور تزايد عدد الوفيات وسط الأطفال والمسنين بالمعسكر الأسبوع الماضي بسبب سوء التغذية. وفي الأثناء تلقى راديو دبنقا صوراً صادمة لأطفال في نيرتتي ومكجر بوسط دارفور تكشف عن إصابتهم بسوء التغذية الحاد.
وقال مناوي في تصريحات صحفية عقب اجتماعه مع ممثلي المنظمات ووكالات الأمم المتحدة بفندق كورال ببورتسودان، إنه تم الاتفاق على إيصال هذه المساعدات للفاشر ليتم توزيها لولايات دارفور، مؤكدا استلام المساعدات من دول الجوار بمنطقة الطينة الحدودية.
وبرر مناوي اختيار طريق الدبه باعتباره أقصر من طريق الأبيض ب ٣٠٠ كلم ولكنه أكد أن ذلك لا يعني الاستغناء عن طريق الأبيض، وفي مقبل الأيام سنسهل عبور المساعدات من خلاله.
وفيات بسبب سوء التغذية
وقال اسحق محمد عبدالله رئيس معسكر كلمه لراديو دبنقا إن المواطنين يمكثون فترة طويلة في مقابر المعسكر لدفن الموتى بسبب تزايد عدد الوفيات، مشيراً إلى تزايد الوفيات الأسبوع الماضي.
وأشار إلى تفشي الإسهالات وسط الأطفال مع الانعدام التام للغذاء ودعا للإسراع بفتح الممرات الإنسانية لتوصيل الإغاثة للمعسكرات كما ناشد المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لتقديم المساعدات.
وفي ولاية جنوب دارفور أيضاً أكد عبد الرحمن عبد الله بخوري رئيس معسكرات النازحين بكاس تزايد معدلات سوء تغذية وسط المسنين والأطفال.
وقال بخوري لراديو دبنقا إن جملة حالات الإصابة بسوء التغذية وسط الأطفال في المنطقة تبلغ 100 حالة، وأوضح إن أقرب مركز لمعالجة سوء التغذية، يتبع لمنظمة كير، ويوجد في منطقة “كالوكيتن” بجنوب جبل مرة التي تبعد أكثر من 10 كيلومترات من كاس، ونبه إلى صعوبة الوصول إلى المنطقة وارتفاع تكاليف الترحيل، ودعا المنظمة لفتح فرع للمركز في كاس حتى يتسنى للمواطنين الاستفادة في خدماته.
وفي ولاية وسط دارفور شكا النازحون في معسكرات طور من مجاعة وشيكة في حال عدم وصول المساعدات الغذائية. وقال نصر الدين عبد المنان أحد شباب المنطقة لراديو دبنقا إن النازحين لم يزرعوا خلال الموسم الماضي بسبب الحرب بجانب عدم توفر فرص العمل وعدم صرف مرتبات العاملين منذ اندلاع الحرب، وأشار إلى الارتفاع الكبير في الأسعار حيث بلغ سعر جوال السكر 120 ألف، وكرتونة الصابون 30 ألف، وباقة الزيت 36 ألف.
التعبير عن المجاعة
وأكد حاكم إقليم دارفور أنه تم التعبير خلال الاجتماع مع المنظمات والوكالات الأممية من خطورة حدوث مجاعة في دارفور خاصة وفصل الصيف في بداياته.
ولكن مفوض العون الإنساني سلوى ادم بنية كانت قد رفضت تصريحات المجتمع الدولي حول وجود مجاعة في السودان مؤكده في الوقت نفسه ان السودان لم يصل حتى الان مرحلة المجاعة وان ما يحدث الان من اوضاع انسانية ناتجة من ظروف الحرب.
وبالمقابل أعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إن أغلب السودانيين يعانون الجوع، وإن نسبة من يستطيعون تأمين وجبة غذاء كاملة يوميا لا تتجاوز 5% من السكان.
ملتقى تحضيري في كلمه
من جهة أخرى اعتمدت اللجنة التحضيرية لمؤتمر القضايا الإنسانية في إقليم دارفور الذي تنظمه هيئة محامي دارفو ، في اجتماع لها مساء الثلاثاء، أجندة عقد الملتقى التحضيري الذي سينظم حضورياً في (معسكر كلمة بولاية جنوب دارفور) بجانب مشاركة بقية المشاركين عبر الوسائط.
وقال جمال آدم عضو اللجنة التحضيرية لمؤتمر القضايا الإنسانية في دارفور لراديو دبنقا إن اللجنة حددت مايو المقبل لعقد المؤتمر.
وقال إن الملتقى التحضيري سيبحث معايير المشاركة والأطراف التي ستشارك في المؤتمر مؤكداً إن المؤتمر لا علاقة له بالحرب الدائرة بل يهدف للفت أنظار المجتمع الدولي.
اجتماع خاص بدارفور
وأشار حاكم إقليم دارفور الى اجتماعه مع المنظمات اليوم خاص لدارفور بحضور ولاة الولايات المكلفين من وسط وجنوب وغرب دارفور الذين قدموا تقارير متسقة مع تقارير المنظمات.
وأضاف: سبق وتم الاتفاق على انسياب الإغاثة عن طريق الدبة إلى الفاشر، لتوزيعها وتم الاتفاق عليه وتم الشحن إلى دارفور .
وسيتم استلام المواد الإنسانية من تشاد عبر الطينة الحدودية،وقال سنعمل على مشاركة الاهتمامات مع المنظمات الحكومية والعالمية لتقديم العون للسودانيين.
وكانت السلطات حددت عدداً من المعابر الحدودية لتوصيل المساعدات من بينها معبر الطينة في تشاد، ومعبر الرنك مع جنوب السودان بجانب مطارات الفاشر والأبيض وكاوقلي.
ولكن ناشطون في العمل الطوعي في غرب ووسط دارفور يؤكدون صعوبة وصول المساعدات من الطينة أو الفاشر إلى الولايتين مشددين على ادخال المساعدات عبر معبر أدري الجنينة.
وأعلنت مفوض العون الإنساني خلال الأسبوع الجاري السماح بدخول 60 شاحنات مساعدات عبر معبر أدري إلى الجنينة. ولكن السلطات كانت قد رفضت استخدام معبر ادري لادخال المساعدات بحجة استخدامه لادخال الأسلحة لقـ.وات الدعـ.م السـ.ريع.