الأخبار

د. معتز المرضي يرسم لوحة مشاركة المواصفات للأمهات بدور الإيواء بكسلا

*ذكرى الأم*
لم تكن الأم لتغيب عن ذاكرة الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس رغم ظروف الصيام … وقهر الحرب …. وفراق الموت بين الأحبة
انزوى الجميع ما بين متذكر باك … ومتحسر شاك … ومتأثر حاك …. يجتر لحظات الذكريات ودفء العبارات مع ست الحبايب يا حبيبة.
زهاء عام الا أربعة وعشرون يوما… مضى وتأبي الحرب الا أن تعتصر القلوب وتذكر الجميع بأن الأم هذا المرة عانت ما عانت وصمدت ما صمدت وصبرت بين طيات النزوح وانقطاع الاتصال ومياه الكارو ….
قاتلت الأم ما بين جشع البصات
قاتلت الام بين هجير بكاسي التهريب …
قاتلت الأم في ظل تكدس مدارس الإيواء
قاتلت الام في ظل وغلا العيش في رمضان …
اخترعت الام أعمالا غير ما اعتادت عليها لتروي ظمأ اطفالها وتسد رمقهم من جوع بائس
نزحت الأم وهجرت منزلها ومستودعها ومستقرها وحملت أهلها … لتعيش في وضع استحملته ببسالة تحسد عليها
ولكنها لم تهن
ولم تستلم …
ولم تنكسر
صنعت ابتسامة صابرة ساخرة في وجه الزمن مفادها أنه طالما ابنائي بخير واسرتي بخير فانا دوما بخير.
هزمت الأم مرارة الحرب ولوعة الهجر وقسوة الغربة وشظف العيش
في قلب مدرسة حانية وفي امسية رمضانية شاركت الهيئة بحضور الشريفة واسرة العلاقات العامة والإعلام ولفيف غير قليل من ابناء الهيئة امهاتنا عيدهم السنوي … عيد الأم …
كرمت الهيئة في هذه الظروف القاسية امهاتنا بفرع كسلا …. امهاتنا بدار الايواء …
نثرت الهيئة جزءا من عطر الفرح في تلك الوجوه الهائمة والمكتوية بنيران التيه وقسوة الحرب … لتقول لهم أنه دايما ما توجد نقطة ضوء في آخر النفق
احتضنت الهيئة بثوبها الواسع من استطاعت منهم بمشاركة من نجوم الفن من الزمن الجميل أخوان الاستاذ طارق الأمين والربيع الليموني ربيع طه ….
ارسلت الهيئة رسالة ربما بدت خافتة الصوت … ولكنها مفعمة بالعواطف الجياشة في ظل كآبة الحرب ….
تقول الرسالة أن حب الأم يعلو فوق صوت الرصاصة …
وأن عيد الأم أعلى من صوت المضاد …
وأن ابتسامة الام … أعذب من صوت الرباعي …
وأن انفاس الام أجمل من صوت الدانات.
تمنينا أن نحتفي بكم في برجنا المحترق ظاهره … الماثل في قلوبنا إلى يوم أن نراه مشيدا شامخا هازئا بالسحب والأمطار والانواء
تمنينا لو جاء الصيني ومختار كابو وام جمعة … *وكل نون* الهيئة النسوية ….
تمنينا لو جلسنا في قاعة النصر .. قاعة الدكتور عبد القادر … نحتفي ونحتفل ونعطيكم جزءا من حقكم المسلوب تحت زخات الحروب
تمنينا لو نالت *كل امراة في الهيئة* ما تستحق مع الطمأنينة والسكينة والاحترام لما تقوم به للهيئة والمجتمع
ورغم كل جرح أصاب الأم في الهيئة …. نعتقد أن عبارة كل عام وانتن بخير هي أقل ما يمنح لكن ..
دمتن طيبات ..
دمتن صابرات
صابرات قانتات ….
دمتن ثابتات كالرواسي …
مزهرات كالوان الربيع الجميلة ….
حالمات ككف طفلة بريئة تتهادى فوق الخميلة ..
جميلات كحلم نصرنا وانتهاء حربنا وعودة شملنا
دمتن لنا … وعيدكن مبارك
# مواصفاتي _وأفتخر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى