القوات المسلحة تجري عمليات نوعية في منطقة الكدرو العسكرية
تواصل القوات المسلحة السودانية تقدمها في مختلف الجبهات بالعاصمة الخرطوم، وذلك منذ استعادة السيطرة على مباني الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في الثاني عشر من الشهر الجاري. وفي الوقت ذاته تحاول قوات الدعم السريع تحقيق نصر معنوي بالهجوم على سلاح الإشارة بالخرطوم بحري.
وبث الجيش السوداني، السبت، مجموعة من المقاطع على منصاته الرسمية، تظهر عمليات نوعية في استهداف مركبات قتالية لقوات الدعم السريع في طريق الجيلي بالقرب من منطقة الكدرو العسكرية، وهي من المناطق التي فشلت قوات الدعم السريع في السيطرة عليها على الرغم من محاولات عديدة على مدى الأشهر الماضية.
وتنشط القوات المسلحة بمنطقة الكدرو العسكرية في نصب الكمائن لمركبات قوات الدعم السريع التي تتحرك بين مناطق الجيلي والخرطوم بحري. وتسيطر قوات الدعم السريع على مصفاة الخرطوم الواقعة في منطقة الجيلي شمال العاصمة، كما تسيطر على مناطق واسعة في الخرطوم بحري، ولكن تظل منطقة الكدرو العسكرية ومعسكر حطاب للاستطلاع بجانب سلاح الإشارة ومستشفى الأمل ومباني جهاز الأمن في كوبر تحت سيطرة القوات المسلحة.
العمليات النوعية في منطقة الكدرو العسكرية التي استهدفت مركبات قال الجيش إنها تتبع لقوات الدعم السريع، أسفرت عن تدمير عدد من الآليات. وأظهرت المقاطع التي بثتها الصفحة الرسمية للقوات المسلحة السودانية مجموعة من منسوبي الجيش يطلقون الرصاص على مركبة في طريق الجيلي.
أظهر مقطع آخر جرافات للقوات المسلحة تقوم بتجريف آثار الكمين الذي تسبب في انقلاب مركبة ومن ثم انفجارها لتحيط بها ألسنة اللهب.
في السياق، قالت القوات المسلحة إن معهد سلاح المدرعات بقيادة منطقة الشجرة العسكرية احتفى بتخريج مجموعة جديدة من الدارسين بدورة القنص المتقدمة ودورة العمل الخاص والاقتحام. وتعد منطقة المدرعات الواقعة جنوب مدينة الخرطوم إحدى المناطق التي حاولت قوات الدعم السريع السيطرة عليها باستماتة، ولكن جميع محاولاتها في ذلك باءت بالفشل، وانتهى الأمر بإعلان الجيش التحام القوات في المدرعات والمهندسين، وهي مناطق كانت تحاصرها قوات الدعم السريع لأشهر.
ومنذ فك الحصار والتحام قوات الجيش في المدرعات والمهندسين المسنودة بالمقاومة الشعبية الشهر الماضي، تقدمت القوات المسلحة في شتى المحاور بالعاصمة الخرطوم، حيث انتزعت مباني الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بعد معارك عنيفة حول سوق أم درمان وأم درمان القديمة وودنوباوي، كما تقدمت حتى كبري ود البشير في اتجاه الغرب.
وما تزال قوات الدعم السريع منتشرة بكثافة في مناطق أمبدة والصالحة وسوق ليبيا غرب أم درمان، كما أنها تسيطر على مناطق واسعة في مدينة الخرطوم، وتتركز قواتها في الخرطوم بحري، لا سيما محلية شرق النيل.
وأسفرت الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ حوالي عام من الآن، عن مغادرة أكثر من ثمانية ملايين منازلهم، حيث نزح معظمهم داخل البلاد، فيما عبر حوالي مليونين الحدود إلى دول الجوار.
ونتج عن الحرب السودانية أكبر أزمة إنسانية في العالم، حيث يواجه أكثر من نصف السكان مستويات طارئة من الجوع، وتفاقم وضع سوء التغذية للأطفال، حيث أشارت المديرة التنفيذية لمنظمة يونيسيف، إلى احتياج ما يقارب أربعة ملايين طفل في السودان إلى الدعم الغذائي الطارئ. كما يتزايد عدد الأطفال الذين يموتون بسبب من سوء التغذية بشكل كبير، خاصة بين الأطفال النازحين.