المنوعات

تهاني فرحات دربي : تكتب عن عمرو أديب …

لطالما استفزني حصول الإعلامي (#عمرو_أديب) على الأعلى أجرًا بين المذيعين وتمتع برامجه بالأكثر مشاهدة عربيا…

يزعجني علو صوته ومبالغته في الانفعال مع الأخبار وتطبيله وتهليله لنظام الحكم في مصر وللسعودية.. تصدره هذا أصبح لغز بالنسبة لي.. وحتى أصل لحله تطلب الأمر مني متابعة، فمن غير المعقول أن أراه بهذا السوء في الوقت الذي يجمع الملايين على تفوقه…

في شهر رمضان، بثت له قناة mbc برنامجاً حوارياً يومياً لمدة ساعتين، يجري فيه لقاءات مع كبار نجوم العرب اسمهbig time…تابعت منه كم حلقة ..

أعترف بكل موضوعية أنه رغم ما سبق ذكره، من عيوب إلا أنه موهوب جداً في إدارة الحوار..

أسئلته لا تتكرر ..يدرس أدق تفاصيل ضيفه..يعرف كيف يريح الضيف ويحصل منه على معلومات تذكر لأول مرة..

أغلب ضيوفه من الواضح أنه يرتبط معهم بصداقة ومحبة واضحة، لكن لا يهادن دون أن يؤذي.

يعرف متى يغوص ومتى يطفو….الحوار على طوله لا يمكن أن يتسرب لك الملل منه..الحوار يمضى كأنه جلسة أصحاب حميمين مرتاحين، فيها ضحك وبكاء وغوص في التفاصيل..

لديه تلقائية لافتة وسرعة بديهة وخفة ظل أحياناً وتفوق في معرفة ما يريده المشاهد ومكانزمات خطابه ….

حتى أكون صادقة..لمت نفسي كثيراً وسألتها ..كيف كنت لا أرى فيه ..إلا صوت عالي ومطبلاتي؟؟…

الرجل بصدق مدرسة في الحوار، تختلف عن كل المدارس الأخرى، لا تشبه مدرسة (ريكاردو كرم) و(عماد أديب) و(جيزيل خوري) الأكثر عمقاً وثقافة ولا حتى مدرسة (مفيد فوزي) و(وفاء الكيلاني) الاستفزازية وسريعة البديهة…

مدرسة(عمرو أديب) أقرب لرجل الشارع ومعبرة عنه..لذا متطلبات نجاحها كثيرة نادراً ما تتوفر في إعلامي آخر..لهذا (عمرو أديب) متربع من سنوات على عرش الأعلى والأكثر ولا ينافسه أحد…

ويظل السؤال المعضلة هل علينا أن نعتمد فقط المساؤي في حكمنا على نجم ما؟ أم علينا تجاوز المآخذ، لأنها إجحاف في حق مالك أدوات مهارة ما ….ونردد بصوت هادي (الحلو ما يكملش) ؟؟؟؟

تهاني_دربي..
شاعرة وصحافية #ليبية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى