شكوى السودان لمجلس الأمن لها مابعدها !
خطت حكومة بورتسودان خطوة كبيرة نحو التصعيد مع الإمارات وتشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى بعد تقديم شكوى رسمية في مجلس الأمن لتدخلهم في الحرب الدائرة في السودان منذ 15 أبريل 2023 ودعمهم للدعم السريع وذلك بالأسلحة والدعم اللوجستي وتسخير كل إمكانياتهم لمصلحة الفريق محمد حمدان حميدتي على حسب الشكوي المقدمة من تسع ورقات سردت فيها نقاط جوهرية لاثبات تورط هذه الدول بقيادة الإمارات في زعزعة استقرار البلاد وتدمير البنية التحتية وتشريد ملايين المواطنين من ديارهم مع ارتكاب قوات الدعم السريع جرائم إبادة في مدينة الجنينة وقتل واغتصاب ونهب وسرق ممتلكات المواطنين واحتلال منازلهم وتضمت الشكوى كل التقارير السابقة التي اشارت لتورط حكومة ابوظبي بالإضافة إلى جميع المستندات المطلوبة لتعضيد موقف السودان وقد شارك في صياغة الشكوى مكاتب استشارات قانونية محلية ودولية .
،، بذلك تكون حكومة بورتسودان تخطت محطة الاتهامات عبر خطب الفريق ياسر العطا وتحولت إلى تقديم شكوى رسمية مطالبة مجلس الأمن أتخاذ قرار يدين الإمارات وتشاد وافريقيا الوسطى ويطالبهم بوقف دعم قوات الدعم السريع وذلك لحفظ استقرار البلاد .
،، دون شك الخطوة وضعت مصالح المغتربين في الإمارات في كف عفريت وأدخلتهم في مأزق خطير ربما يفقدهم وظائفهم مثلما حدث في بعض الدول أثناء حرب الخليج لموقف حكومة الأنقاذ ضد الكويت ودفع بعدها السودان الثمن غاليا ومازال يعاني من توابعها بعد تراجع دعم المؤسسات الدولية والخليجية والعربية في المشاريع التنموية في كافة المجالات وانعكس ذلك لاحقا على قرار العزلة الدولية مرورا بوضع السودان في لائحة الإرهاب .
،، بلاشك هذه الحرب قد أجّجها الساسة السودانيين مع تدخل إقليمي كبير صعد من الأزمة كثيرا وانشطار النخب دون النظر لمصلحة الشعب والوطن وراء تطويل الحرب وللأسف قد افتقرت الأحزاب إلى الحكمة والعقلانية والوازع الأخلاقي وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الذاتية .
،، الوقائع تؤكد أن التدخل الإقليمي في الحرب حيد الكثير من الدول منها مصر حيث اقتصرت محاولاتها في تقديم النصائح لطرفي النزاع وذلك حتى لأ تتضرر مصالحها مع حكومة ابوظبي الاقتصادية الكبرى بعد توقيع مشروع رأس الحكمة وغيرها من المشاريع لذلك التعويل على مصر بات صعبا في ظل هذه المعطيات وسيكون تعاطيها في الاستضافة والنصح فقط .
،، تداعيات التصعيد بين حكومة بورتسودان وأبوظبي سيلقى بظلاله على الاستثمارات بين البلدين وبالذات الاستثمارات الخاصة .
،، أخر الكلم : شكوى السودان لها مابعدها وبوادر قطع العلاقات تلوح في الأفق وواردة !