الأعمدة

رموز بحراوية سامقة ميرغني على مصطفى مهندس المعمار و الاعمار !!

في سلسلة مقالاتنا عن الشخصيات والرموز التي كان لها أكبر الاثر في تقدم وتطور الخرطوم بحري، حرصنا على ان نلقى الضوء على تلك الشخصيات عرفانا منا واعتراف بدورهم الكبير والمؤثر في حياتنا. ومن تلك الشخصيات الخالدة ابدا في ذاكرة البحروايين، الباشمهندس المرحوم ميرغني على مصطفى الذي كرس كل حياته في البناء والعطاء من غير حدود للبسطاء من الناس والكادحين الشرفاء في طول البلاد وعرضها وخصوصا في بحري التي أحبها وأخلص لها فبادلته المحبة والتقدير، وكان بيته العامر الواقع في ديوم بحري العريقة غرب شارع المعونة القريب من حى الدناقلة جنوب وفي شارع اللالوبة المشهور والمعروف في المنطقة كان البيت مفتوحا للجميع ولأصحاب الحوجة والذين ارهقتهم الحياة بالمشاكل. وتقول سيرته الذاتية انه قد درس الهندسة وتخرج مهندسا معماريا من كلية غردون التي اصبحت فيما بعد جامعة الخرطوم , تزوج من السيدة نفيسة ختمي عليها الرحمة ولديه من الأبناء و البنات : باشمهندس طارق ميرغني له الرحمة و المغفرة وكان هو أيضا نجما بحراويا و ناشط اجتماعي متعدد الواهب (اديب، رسام، موسيقار) و من مؤسسي اول بوست عن بحرى وهو ” بحرى طراوة” بجانب الاخوان عوض حامد وكمال كرار واخرين , وعامر و حسن و محمد المشهور بحمدو و عادل ميرغني , البنات الاستاذة سامية و الاستاذة هدى و سلوى و نوال و مريم حفظهم الله جميعا و متعهم بالصحة و راحة البال و طول العمر .
عرف عن المرحوم نشاطه السياسي والاجتماعي الكبير وكان من قدامى مؤسسين الحركة الاشتراكية التقدمية التي كانت تدعو الى توفير التعليم والعلاج المجاني والحياة الكريمة لكل المواطنين وهو أيضا ايضا من مؤسسي جمعية الصداقة السودانية الصينية وكان من اوائل من زاروا الصين في العام 1967 واستمرت صداقته مع الصينيين منذ ذلك الوقت وحتى وفاته في العام 2005
وفى العام 1986 قام بترشيح نفسه ايام الديمقراطية الثالثة التي تم التآمر عليها ووادها بواسطة الانقلاب الذي دبره الكيزان في ذات ليل حالك السواد وهذا بالرغم من انهم كانوا القوة الثالثة والرئيسة في هذه الديمقراطية ولديهم 51 نائبا في البرلمان!!!!!! وترشح المرحوم عن الجبهة الوطنية التقدمية في الدائرة 31 بحري القديمة والتي فاز فيها مرشح الجبهة القومية الاسلامية كما كانوا يسمون حزبهم قبل ان يغيروا اسمه الى المؤتمر الوطني عقب استيلاءهم على السلطة في 30 يونيو 1998م وفى تلك الانتخابات (1986) فاز فيها مهدى إبراهيم مرشح الكيزان والذي ما كانت تربطه اية علاقة بالخرطوم بحري وكان فوزه بواسطة تلك الأساليب الملتوية والفاسدة والتي أصبحت ماركة المسجلة للكيزان. وفى المجال العملي فللمرحوم الكثير من الانجازات فقد كان معماريا لا يشق له غبار وكان استاذ في رسم الخرط والمخططات للمدن والعقارات وعمل لفترة طويلة في المجلس الريفي ومن انجازاته نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر تأسيس مدارس حلة خوجلى، بناء جامع بحري الكبير، من مؤسسي نادى الخريجين في بحري، الاسهام في التخطيط لبناء قاعة الصداقة، تشييد سكر ملوط، بناء مصنع غزل ونسيج الحصاحيصا.
وقد توفى الباشمهندس ميرغني في اوائل عام 2005 ودفن في ثرى بحري المدينة التي أحبها وأخلص لها، ولأنه عاش شريفا نزيها نظيف اليد واللسان وزاهدا في متاع الدنيا وجاهها وبهرجها فقد مات ولم يترك وراءه سوى ذرية صالحة وذكرى طيبة عطرة ومحبة لا تنضب في قلوب كل من عرفه وتعامل معه. نسأل الله ان يرحمه ويغفر له ويتقبله القبول الحسن ويدخله فسيح جناته وان يجعل البركة في ذريته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى