السلطات المصرية تخرج 50 أسرة سودانية لعجزهم دفع الايجار في 6 أكتوبر
أخلت السلطات المصرية، قسرياً، «50»أسرة سودانية، نصفهم من الأطفال والنساء، من مساكنها بشقق بمدينة «6» أكتوبر، ألى الشارع العام، بحجة عجزهم عن دفع الايجار.
و أضطرت الأسر السودنية المتضررة، إلى إفتراش أرصفة الشوارع لما يزيد عن 10 أيام بعد أن وجدوا أنفسهم بلا مأوئ، و لا غذاء، كما تعرضوا لسلسلة من الانتهاكات قبل الإخلاء، بما في ذلك حرمانهم من حقوقهم كلاجئين، وتعرضهم للتحرش و العنصرية والتنمر و احتجاجات الجيران وغيرها من الإنتهاكات الأخرى.
و يواجه اللآجئين السودانيين، موجات البرد والمطر المتزايد بدون فرش و أغطية كافية ما أدى إلى تفشي الالتهابات و نزلات البرد و أمراض صحية اخرى إلى جانب الصدمات النفسية، وصعوبة الوصول إلى الخدمات الأساسية ،في ظل استجابة منعدمة من المفوضية أو المظمات العاملة في المجال الإنساني.
وطبقا لشهادات اللآجئين، تبيّن أن الشقق التي كانوا يسكنون فيها، تحت التشطيب ولم تكتمل بعد و استأجرت لهم باسعار زهيدة بواسطة مصري الجنسية يتبع لجهاز الأمن والمخابرات، وأفادوا بأن عملية الإخلاء تمت عبر السلطات الأمنية، مما يظهر انتهاكًا لحقوقهم وعدم وجود إجراءات قانونية مناسبة.
وأفادت سيدة عشرينية الـ «التغيير» بتعرضها لمحاولة تحرش جنسي بعد أن استجابت لإعلان وظيفي، ما يبرز خطورة الوضع الحالي على سلامة وأمان الأفراد، خاصة النساء والفتيات، فيما اضطرن طفلات لم يبلغن سن الثامنة عشر، للعمل في أعمال النظافة بالبلدية.
و اتهمت سيدة ثلاثنية المنظمات الإنسانية، بالتقصير والإهمال الذي يواجهه اللاجئين عند السعي للحصول على الدعم من المؤسسات المعنية بحمايتهم ومساعدتهم. كالمفوضية وشركائها مثل منظمة “بستيك”، المسؤولة عن خدمات الدعم النفسي الاجتماعي المجتمعي والمنزلي، وإدارة الحالات وغيرها، والتي فشلت طبقا لحديث السيدة، في تغطية احتياجات السكن وبطء الإستجابة وبيروقراطية قالت إنها لاتتوافق مع الوضع الطارئ.
أما الأم التي وصلت مصر عن طريق التهريب مع أطفالها الثلاثة، أحدهم يعاني من مشكلة صحية في الدم، تعيش في خوف دائم من أن يتم التعرف عليها و إعادتها إلى السودان، لكونها بلا أوراق هوية أو وثائق تسمح لها بالتنقل والوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية.
وهي واقعة في شبكة من العوائق تحول دون قدرتها على العمل أو حتى تلقي العلاج الطبي لها ولأطفالها، قالت الـ «التغيير»: وجدت نفسي و أطفالي في الشارع بعد أسبوعين فقط من هروبي من السودان في حالة من اليأس والعوز، دون مأوى أو مصدر دخل، وناشدت السلطات والمجتمع الدولي للنظر في وضعها ووضع أمثالها من اللاجئين الفارين من الصراعات والأزمات، مؤكدة على الحاجة الماسة لتوفير الحماية والدعم، ليس فقط في تلبية الاحتياجات الأساسية كالغذاء والماء، بل أيضًا في ضمان الحصول على الرعاية الصحية وفرصة لبناء حياة جديدة بكرامة و أمان.
من التحديات اليومية التي تحدثت عنها اللاجئيات اللائي تم اجلائهن من مساكنهن ،الحاجة إلى حمامات نظيفة لقضاء حاجتهن والوصول إلى فوط صحية أثناء الدورة الشهرية، واشتكوا من الحرمان من النظافة الشخصية وكيف أجبرتهن الظروف على العمل في جمع النفايات في ظل التعرض للعنصرية
وطالبن في ختام حديثهن لـ «التغيير» بضرورة توفير مأوى آمن لهم، سواء كان ذلك من خلال إنشاء معسكرات ايواء أو الإجلاء إلى دولة أخرى مثل ليبيا حيث يوجد معسكر للاجئين.