العرب اللندنية : الجيش يوجه بهجومه على حركة الحلو رسالة: من ليس معي فهو ضدي
الحركة الشعبية واضحة منذ البداية لجهة عدم الانخراط مع أحد طرفي النزاع مع سعيها لاستثمار الصراع لتعزيز مناطق نفوذها.
عقيدة قتالية لقمع السودانيين
الخرطوم – تشهد ولاية جنوب كردفان، في جنوب السودان، اشتباكات مسلحة بين الجيش السوداني والحركة الشعبية لتحرير السودان، أدت إلى موجة نزوح واسعة للمدنيين. واتهمت الحركة الشعبية الجيش ببدء الهجوم، عبر استهداف مدرسة بمناطق سيطرتها ما أدى لمقتل 13 تلميذا ومدرسا وإصابة 45 آخرين.
ويرى مراقبون أن هجوم الجيش على مناطق واقعة تحت سيطرة حركة الحلو، هي رسالة موجهة من قيادته بأنه من ليس مع الجيش فهو ضده. ومنذ اندلاع النزاع في الخامس عشر من أبريل بين الجيش والدعم السريع، انقسمت مواقف الحركات المسلحة في السودان بين مؤيد لأحد طرفي النزاع وبين متحفظ.
وتزايدت في الفترة الأخيرة حدة الاستقطابات للحركات المسلحة، التي انساق عدد منها بشكل صريح نحو دعم الجيش على غرار حركة العدل والمساواة وحركة مني أركو مناوي. ويقول المراقبون إن الحركة الشعبية كانت واضحة منذ البداية لجهة عدم الانخراط مع أحد طرفي النزاع الرئيسيين، مع سعي الحركة لاستثمار الصراع لتعزيز مناطق نفوذها.
◙ الحركة تؤكد أن القوات المُسلَّحة لا زالت مُحتفظة بعقيدتها القتالية السيئة باعتبارها جيشا استعماريا تم تأسيسه للسيطرة على السودانيين وقمعهم وقتلهم
وقالت منظمة الهجرة الدولية إن ولاية جنوب كردفان، تشهد موجة نزوح واسعة جراء الاشتباكات بين الجيش السوداني والحركة الشعبية لتحرير السودان. وجاء في بيان أصدرته المنظمة أن اشتباكات مسلحة اندلعت بين الجيش السوداني والحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال، بقيادة عبدالعزيز الحلو بقرية الكويك، في محلية الريف الشرقي، بولاية جنوب كردفان.
ونقلت الهجرة الدولية عن الفرق الميدانية التابعة لها أن الاشتباكات أدت إلى نزوح واسع النطاق من المنطقة. وقالت إن نحو 204 أسر غالبيتها نزحت سابقا من مدينة كادوقلي بجنوب كردفان، اضطرت للنزوح بحثا عن مأوى في قرى عبر محلية الريف الشرقي. وأشارت المنظمة الدولية إلى أن الوضع لا يزال متوترا ولا يمكن التنبؤ بما سيجري في الأيام المقبلة.
وكشفت الحركة الشعبية لتحرير السودان في بيان السبت، أنها فوجئت صباح الخميس بقصف مُباغت لسلاح الجو السوداني عبر (طائرة إنتينوف) على قرية (الهدرا) بمقاطعة دلامي – بجبال النوبة، حيث أسقطت عدد من البراميل المُتفجِّرة أدت إلى مقتل 11 تلميذ وإثنين من المُعلِّمين، بجانب إصابة 45 آخرين.
وأدانت الحركة ما وصفته بـ”الهجوم والتصرف البربري الجبان” وقالت إن القوات المسلحة السودانية إن أرادت حرباً مع الجيش الشعبي فهي تعرف مكان معسكراته ومواقعه جيداً، وأضافت “لا يوجد أي سبب لقصف مدرسة للأطفال الأبرياء – فبأي منطق ومُبرِّر تم قصف هذه المدرسة وقتل الأطفال”. واعتبرت الحركة أن ما حدث يؤكد إن القوات المُسلَّحة لا زالت مُحتفظة “بعقيدتها القتالية السيئة باعتبارها جيشا استعماريا تم تأسيسه منذ العام 1925 للسيطرة على السودانيين وقمعهم وقتلهم”.
وخلال الأعوام الأربعة الأخيرة، مددت الحكومة السودانية والحركة الشعبية-شمال، اتفاق وقف إطلاق النار بينهما في المناطق الخاضعة لسيطرة كل منهما. وينشط عناصر الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وتخوض قتالا مع الجيش السوداني منذ عام 2011، من أجل الحصول على وضع خاص للولايتين.