عمر الجزلي يرثي ملك التصوير فؤاد موهوب

دعمر الجزلي يكتب:-

*فؤاد موهوب …*
*”ملك التصوير”*

رحم الله ألحبيب والصديق العزيز ملك التصوير التلفزيوني كما يحلو لي ان أسميّه والذي عمل لعشرات السنين منذ بدايات بث التلفزيون السوداني ..حيث أُبتعث من إدارات التلفزيون المختلفه والمتعاقبة إلي عدة دول خارجيه ونال هناك دراسات وتخصصات عُليا في مجال التصوير التلفزيون …-كان صديقي الراحل المقيم فؤاد موهوب يتحدث عن ذكرياته عن التلفزيون ونجوم التلفزيون القُدامي الذين ملأوا الدنيا وشغلوا الناس والذين قام بتصويرهم في بداياتهم ، حيث يروي تلكم القصص والحكايات بطريقةٍ فكهه ومهذبه..وتستند إلي وقائع التأريخ التلفزيوني
التي ..لعب فيها العزيز فؤاد موهوب دوراً مقدراً مع زملائه من المصورين الذي مازالت أسماؤهم يترددصداها لدي الزملاء العاملين بالتلفزيون –
-أذكر من طرائفه معي وكان يومها عليَّ تنفيذ الأخبار الرئيسيه علي تلفزيوننا القومي
وكان هو من مجموعة المصورين الذين تخصصوا في التصوير بأستديو الأخبار
-وعندما دخلت إلي الاستديو ..كان يبادلني ويبادرني وكعادته بأحاديثه الجميلة المشجعه ..
-حقيقةً كان يسعد بي كثيراً .. ويقول لي ياسلام عليك ياجزلي وانت تتغني بالاخبار
-ويضيف والله عندما تأتي لنشرة الأخبار اشعر انني استمع واستمتع معك كثيراً ..وأتابعك لانك ملك الأخبار وتتغني بها ،وتنفذها بإمتاع ، كما يغني محمدوردي إحدي روائعه الخالدات …
-واضاف ولكني منذ اليوم سأخرج الآن من الأستديو ولن أقوم بتصوير الاخبار وسأكلف احداً غيري منذ بهذه المهمه ..
-وكان فدتبقي علي بث الاخبار حيةً علي علي الهواء دقائق معدودات .
ثم توجه الي باب استديو الاخبار لمغادرة الاستديو
فأندهشت وإستغربت كثيراً من تصرفه الفُجائي.
-وحقيقةً ظلت تربطني ومازالت مع زملائي الفنيين بكافة مجالاتهم والمهندسين والمخرجين ومحرري الأخبار علاقات وثيقه ..وحبيبه ،وأسعد بالجلوس معهم متي ماكان ذلك مُتاحاً …
—واعود ثانيةً لإكمال سردي للموقف الطريق مع الراحل العزيز موهوب..
-وللحق أنا أهتم كثيراً بتنفيذ نشرات الاخبار
كان ذلك بالاذاعة اوالتلفزيون ..وأحضر مُبكراً لمراجعة محتوياتها
من أخبار من حيث الصياغة واللغه ..
-وكنت كعادتي ادخل للأستديو بالإذاعه اوالتلفزيون قبل ربع ساعه من زمن البث وأجلس علي دسك الأخبار وأهيئُ نفسي امام الكاميراً ..حيث ضبط الإضاءه وتجريب المايكرفون الناقل للأخبار
ثم اخذ اللقطات المناسبه من قبل المخرجين المنفذين للأخبار الحية المباشره
..——عندما خرج موهوب في تلكم اللحظات الحرجه
حقيقةً أضطررت سريعاً
للنزول من دسك الأخبار لألحق به ..
ليه يا صديقي موهوب تعمل كده ؟؟؟؟؟
-وقال لي وهو يضحك افعل ذلك لأنك اصبحت لاتأتي إلا مرة واحده في الإسبوع لتنفيذ الاخبار
وضحكنا سوياً ..وهو يردد
خلاص يا استاذ توعدني اشوفك كثيراً بقراءة الاخبار اكثر من مره في الاسبوع ..
-وقلت له يا حبيبي موهوب ..أعدك انني سأحاول زيادة وردياتي لتنفيذ الاخبار ،رغم انني أتولي مسئولية (كبير المذيعين وقتها والتي من مهامها تنظيم عمل المذيعين ..وهي مهمةٌ شاقه وعسيرة لكل من تولاها لأنها تحتاج للمتابعات المستمره…والتنظيم الدقيق..
-وعقب انتهاء الأخبار
قال لي الليله أنا عازمك علي العشاء وجبة فول مظبط .موصي عليها!!
ورغم محاولة اعتذاري وتركها لمرة اخري لبعض ظروفي الخاصه
إلا انه كان مُصراً عليها
وفعلاً ذهبنا سوياً وتناولنا الفول المظبوط ‼️‼️
-وطيلة الجلسه كان يحكي بحب عن زملائه وعن عمله بالتلفزيون الذي ينفذه بإستمتاع وحب ٍ أكيد ..
-رحم الله صديقي فؤاد موهوب الذي كان من رواد التصوير التلفزيوني الذي عملوا فيه بحبهم الفطري لهذا العمل المهم والكبير ..
-اللهم تقبل آلعزيز فؤاد موهوب وجعل مقره ومستقره جِنانه العُلا جنات عليين ،،وعزائي الخالص لأهله وزملائنا بالتلفزيون وهم أُسرتنا الكبيره الحبيبه التي عشنا معهم عمراً طيباً عظيماً
وكلنا نؤدي هذا العمل الشاق المُتعب ..لكننا جميعاً من عشاقه والإخلاص له ..رغم مكابداتنا الحياتيه والعمليه الكثيره
..-رحم الله الحبيب فؤادموهوب ورحم الله تلكم الايام النضرات الباهيات من حياتنا العمليه داخل استديوهات وممرات امنا الاذاعه وأبينا التلفزيون القومي
-وحقيقة كم من زميل وصديق ومسئول طلب مني ،بل انا نفسي وددت شخصياً ان اروي تجاريبي الحياتيه والعمليه ..
ولكن !!؟
الحمدلله علي ما اعطي واخذ وابقي …