الأعمدة

هذا بيتنا… الذي بناه ابي .. بحصاد عمره المبعثرة… بين روابي وهضاب مقفرة.. وسهول ووهاد..ومدائن مزهرة… شقاء عمره المديد..

هذا بيتنا…
الذي بناه ابي ..
بحصاد عمره المبعثرة…
بين روابي وهضاب مقفرة..
وسهول ووهاد..ومدائن مزهرة…
شقاء عمره المديد..
قد كان سائق قطار…
يتلظي بمواعين البخار..
وتحرق سمته الجميل الشمس في رابعة النهار..
كان ابي باسلا ..
حين تجرف قاطرته السيول..
صامدا كالطود ..
الليل ينكأه في اودية المتاهة والودار…
والقر يلفح جلدة والصيف حار….
ماذا هناك ..
غير قضبان تنوء بحمله بشر صبور..
يتمطي فوقه شبح عجول…
لا يعرف الليل البهيم من صباحات البكور..
رسم الحياة علي وجناته السمراء ايات الجسارة…والف نور…
لكنه نزف الحياة ليبتني بيتا صغيرا..
زاويا.. لا رشمة فيه ولا بساتين القصور..
لكن زينتها..
بعض من العشب الطري ..شجيرة خضراء..صنبور ماء..واقفاص طيور…
ملأي بانواع المسرة واحتلاب الحب والاحلام من قلب المواجع والشرور..
في ليلة عجفاء..كالحة السواد…
هجم الغزاة مدججون بكل انواع العتاد..
واحالوها رماد..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى