مشاركة فرص السوق الصينية، والاستمرار في تعميق التعاون الصيني العربي
من المقرر إقامة معرض الصين الدولي الرابع للمنتجات الاستهلاكية في هايكو، حاضرة مقاطعة هاينان جنوبي الصين في الفترة من الـ 13حتى الـ 18من أبريل الحالي . ويواصل المعرض في دورته لهذا العام التركيز على المنتجات الاستهلاكية وصفتها “الجديدة،والغريبة،و المميزة” على مستوى العالم، ليضم السلع والخدمات عالية الجودة من داخل البلاد وخارجها. حيث وقعت 57 شركة من أكبر خمسمائة شركة على مستوى العالم والشركات الرائدة في الصناعة للمشاركة في المعرض، متجاوزة العدد في الدورة السابقة، وهناك 84 علامة تجارية محلية ودولية تشارك لأول مرة، وتغطي فئات مثل المنتجات الزراعية المتقدمة،و السيارات الكهربائية الجديدة، والتكنولوجيا الإلكترونية.
في عام 2023، بلغت قيمة واردات الصين من المنتجات الاستهلاكية 1.95تريليون يوان صيني (270 مليار دولار أمريكي)، وشكلت 11% من إجمالي الواردات حسب بيانات وزارة التجارة الصينية، بالإضافة إلى ذلك، بلغ إجمالي حجم التجارة الإلكترونية عبر الحدود في بلاد 2.38تريليون يوان صيني( 340مليار دولار أمريكي)، بزيادة قدرها 15.6%ومن المتوقع أن تبرز بشكل أكبر دور منصة الخدمات العامة العالمية لمعرض الاستهلاك في “الشراء من العالم والبيع للعالم”، حيث يقدم السوق الضخم في الصين فرصًا هائلة للعالم.
ولا تزال الصين تحتفظ بمكانتها كأكبر شريك تجاري للشرق الأوسط. في عام 2022، بلغت صادرات الصين إلى دول الشرق الأوسط 228.9 مليار دولار أمريكي، والواردات 278.2 مليار دولار أمريكي، بزيادة سنوية نسبتها 16.4% و37.6% على التوالي، وقد تم تحسين هيكل التجارة بين الجانبين وأصبح أكثر توازناً.
في العقد الماضي، تسارعت عملية التواصل بين الصين والدول العربية، وتوسعت مجالات الاستهلاك الوطني باستمرار، وأصبح التعاون أكثر وثوقًا، خاصة في مجالات ناشئة مثل التجارة الإلكترونية، والزراعة الخضراء، والسياحة، حيث يعتبر الإمكانات الاستهلاكية كبيرة جدًأ.
مجال التجارة الإلكترونية
في دول الخليج، أول ما يفكر فيه السكان المحليون عند التسوق عبر الإنترنت هو جولي شيك. وتتبنى منصة التجارة الإلكترونية عبر الحدود التي أنشأتها شركة Zhejiang Jollychic وتغطي حوالي 82% من مستخدمي الإنترنت في دول الخليج الست. بالإضافة إلى ذلك، قامت بتوسيع أعمالها لتشمل خدمات الدفع الرقمية.
وليس هذا فحسب، بل إن نصف أكبر عشر شركات للتجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط هي من الصين.
مركبات الطاقة الجديدة
يشير “تقرير بحث سيارات الطاقة الجديدة في الدول العربية” إلى أن دول الخليج ودول شمال أفريقيا تمثل أسواق السيارات النموذجية في الدول العربية، وقد احتلت العلامات التجارية الصينية مكانة مهمة في هذه الأسواق وحققت إنجازات ملحوظة. في عام 2023، تجاوزت حصة مبيعات العلامات التجارية الصينية للسيارات 10% في أسواق كبيرة مثل السعودية، الكويت، ومصر.
في أكتوبر 2022، أصبحت سيارات هونغتشي للطاقة الجديدة أول علامة تجارية للسيارات الطاقة الجديدة تنضم إلى أسطول الشرطة في دبي بالإمارات العربية المتحدة؛ وفي مارس 2023، أطلقت BYD أربعة طرازات من السيارات الكهربائية في الأردن. في نهاية سبتمبر، أعلنت شركة جيكريبتون موتورز عن دخولها أسواق الإمارات العربية المتحدة، السعودية، قطر، والبحرين، ووقعت اتفاقيات تمثيل على مستوى الدولة مع مجموعات التوزيع في هذه الدول الأربعة. بالإضافة إلى ذلك، دخلت علامات تجارية تابعة لشركة جريت وول مثل هافال وتانك إلى السوق المصري.
واردات المنتجات الزراعية
في السنوات الأخيرة، نفذت الدول العربية سياسات تنويع اقتصادي بنشاط، محسنةً بنية تصدير السلع وزيادة صادرات السلع غير النفطية. لذلك، عملت الصين أيضًا على توسيع وارداتها من السلع غير النفطية من الدول العربية، خاصة واردات المنتجات الزراعية. بدأت مصر في تصدير البرتقال الطازج إلى الصين منذ عام 2015، وقد أصبحت الآن أكبر مصدر للبرتقال الطازج إلى الصين؛ كما زادت كمية وقيمة واردات الصين من التمور من الإمارات العربية المتحدة والسعودية سنويًا. وفقًا لبيانات الجمارك الصينية ، أكبر موردي التمور للصين هم الإمارات العربية المتحد (552,000 دولار أمريكي) والسعودي (418,000 دولار أمريكي ) وإيران (161,000دولار أمريكي ) والتي تشكل مجتمعةً 99% من إجمالي الواردات.
الاستهلاك السياحي
بفضل للثقة السياسية المتبادلة، والتعاون الاقتصادي والتجاري، والصداقة الشعبية بين الصين والدول العربية، تظهر التعاون السياحي بين الصين والعرب تطورًا إيجابيًا. تتوقع مؤسسة أكسفورد للأبحاث الاقتصادية أن عدد السياح الصينيين الخارجيين سيصل إلى 125 مليون رحلة هذا العام، ومن المتوقع أن تتجاوز الإنفاق الخارجي 250 مليار دولار أمريكي. بحلول ذلك الوقت، ستصبح الدول العربية أول منطقة في العالم تستفيد من سوق السياحة الصينية. لا سيما الإمارات العربية المتحدة، مصر، السعودية،و المغرب، وتونس هي بين الوجهات التي يفضلها السياح الصينيون بشكل متزايد للسفر إلى الخارج.
كمنصة عالمية لعرض وتجارة المنتجات الاستهلاكية المميزة، تربط معرض الاستهلاك العالمي بين السوقين المحلي والعربي، مما يوفر فرصًا للشركات العالمية لمشاركة السوق الصيني، كما يبني جسورًا للمنتجات الاستهلاكية من الصين والدول الأخرى للوصول إلى الأسواق العالمية. لهذا السبب، يعكس تنظيم معرض الاستهلاك العالمي التزام الصين الراسخ بالانفتاح على مستوى عالي للخارج، ومشاركة فرص السوق الصينية الكبيرة مع العالم، مما يسهم في تعافي الاقتصاد العالمي.
بقلم: باي يوي إعلامي صيني