بصرت و نجمت كثيرا..لكني لم أقرأ فنجانا يشبه فنجان ليفربول.. محمد العولقي
بصرت و نجمت كثيرا..لكني لم أقرأ فنجانا يشبه فنجان ليفربول..
حتى السابع من أبريل.. كان ليفربول يختال ضاحكا.. و هو يغني مع الفنانة الراحلة سعاد حسني:
الجو بديع و الدنيا ربيع..قفل لي على كل المواضيع..
فجأة ذهبت الأيام السمان أدراج الرياح..و حلت محلها أيام عجاف عصفت بأرض حمراء كئيبة تحتويها ريح صرصر عاتية..
كانت الشياطين الحمر تتربص بالتنين الليفربولي المجنح في رحلتين إلى الأولد ترافورد محفوفتين بالمخاطر و بالانزلاقات الغضروفية..
انزلقت الفقرة الأولى من عمود ليفربول..كسر مانشستر يونايتد تلك الفقرة و أحال تطلعات و أحلام ليفربول في بطولة كأس إنجلترا إلى سراب..
كان هذا الخروج بداية لانفراط العقد الفريد للمدرب يورغن كلوب..
عاد مانشستر يونايتد ليكسر فقرات أخرى في عمود ليفربول..هذه المرة عرقله من الخلف بالتعادل.. كسر ظهره في البريميرليج ذهابا و إيابا..
بدأ و كأن كل قوى التنين المجنح قد خارت في الأمتار الأخيرة..سقوط أول أمام كريستال بالاس طير النوم من جفون يورغن كلوب..تلاه خروج مؤسف في الدوري الأوروبي.. و الفاعل ليس سوى أتلانتا الإيطالي الذي حول وداعية كلوب إلى هشيم أحمر تذروه الرياح..
في ملعب بيرغامو..كان الليفر بحاجة إلى معجزة تحاكي معجزة إسطنبول عام 2005..
أحيا محمد صلاح الأمل بهدف مبكر..لكن أتلانتا الإيطالي زرع نصف ملعبه بالألغام و بالأشواك و بالمشانق .. أقام جمركا دفاعيا يحصي أنفاس مهاجمي ليفربول قليلي الحيلة..استنزف الوقت ولم يجد الريدز زورو الخارق ليجسد للجمهور معجزة أخرى..
سقطت رهانات ليفربول في أيام عصيبة سرقت منه كل العسل..و لم يبق لليفربول سوى البريميرليج المحاط بجبروت مانشستر سيتي.. أمل التتويج واهن.. لأن القرار ليس بيد يورغن كلوب..بل بأقدام غيره.. و غيره بخيل لا يساوي أمامه البخيل شيلوك بطل مسرحيات وليم شكسبير شيئا..
غدارة كرة القدم.. لأنها لم تنصف موسم ليفربول..منحته الريادة و رفعت منسوب أحلامه محليا و قاريا..و في غمضة عين سحبت منه كل شيء..
كان الرهان على أربعة ألقاب تاريخية كمكافأة نهاية الخدمة لهذا الفيزيائي الألماني كلوب..لكن عادة ليفربول التي لا يقطعها و لا يعاديها أن القناعة عنده كنز لا يفنى.. لقب في اليد و لو كان فالصو.. خير من أربعة على الشجرة..و يا لها من قناعة ترفع الضغط و تجلب السكر و تفقع المرارة..!