الأخبار

قلق إقليمي ودولي.. والأزمة الإنسانية تتفاقم بالسودان

تثير الأحداث الجارية بالسودان منذ اللحظة الأولى لاندلاعها قلقاً إقليمياً ودولياً يمتد إلى مياه النيل وخطوط أنابيب النفط، كما يتصل بشكل الحكومة الجديدة المتوقعة، إلى جانب مخاوف من أزمة إنسانية كبيرة تلوح فى الأفق، وفى الوقت ذاته وصفت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، الوضع عبر موقعها الإلكترونى، قائلة: «بعيداً عن أعين العالم وعناوين الأخبار، يستمر الصراع فى السودان بالتفاقم، وتتكشف فصول أزمة إنسانية تفوق التصور فى مختلف أنحاء البلاد، بينما يدفع الصراع بعدد متزايد من الأشخاص إلى النزوح عن ديارهم إثر احتدام القتال».

وأكدت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أنه منذ نشوب الأزمة فى السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع واندلاع القتال وانتشار الميليشيات وعمليات السرقة والنهب بجانب جرائم ومآسٍ بحق المدنيين وانتهاكات ضد المرأة تبدو الصورة قاتمة، مشيرة إلى أن ما حدث فى غزة من حرب مستمرة ألقى بظلاله، حيث اتجهت أنظار العالم إلى ما يحدث بحق المدنيين فى القطاع، وتناسى الجميع ما يقع بدولة السودان وكأن ذاكرة العالم أشبه بذاكرة «السمك».

وأوضحت «منى» أن دور مصر فى الأزمة كان حيوياً وكبيراً، كون الدولة السودانية بمثابة أمن قومى ووطنى، حيث الحدود المشتركة والعلاقات الثنائية والأواصر التاريخية، فضلاً عن العلاقات الاقتصادية والمصالح المتنوعة كمياه النيل، مؤكدة أن ما يحدث فى السودان يهدد الأمن القومى المصرى بكافة أبعاده سواء من البحر الأحمر أو من ناحية الصحراء الغربية والجزء الخاص بمنطقة الساحل، وبخلاف الحدود المباشرة وهو ما يمثل خطورة، كما نضيف عاملاً آخر وهو زيادة أعداد النازحين لمصر فى الوقت الذى تعانى مصر من أزمات اقتصادية وتحمل الدولة أعباء مالية كبيرة من حيث توافر الخدمات.

وتابعت مساعد وزير الخارجية الأسبق أن الاهتمام بالأزمة السودانية ليس خياراً مطروحاً بل هو فرض على الدولة المصرية بسبب العوامل التى سبق ذكرها، مشيرة إلى أن كل الأجهزة المصرية معنية بقضية السودان ومن مصلحتها انتهاء الأزمة السودانية ونهاية الحرب، لافتة إلى أنه لا مجال حالياً لاتهام أحد، فالمهم عودة السودان إلى وضعه وعودة الإخوة السودانيين إلى بلادهم حال استقرارها وبعد ذلك تجرى التحقيقات.

ومن جانبه أوضح الدكتور محمد اليمنى، خبير العلاقات الدولية، أن مصر تراقب من كثب تطورات الأحداث بالسودان، كما عرضت إمكانية إجراء حوار سودانى فى القاهرة مثلما فعلت فى القضية الفلسطينية، مشيراً إلى ما فعلته الدولة المصرية من فتح ذراعيها لملايين السودانيين.

وأكد خبير العلاقات الدولية أن مصر تبذل الجهود على المستويين، سواء الرسمى أو المدنى من أجل حل مشكلة السودان، فالأجهزة الأمنية منخرطة فى حوارات دائماً مع الأجهزة المناظرة، بجانب أن كافة محادثات الرئيس السيسى وسامح شكرى، وزير الخارجية، تتطرق إلى الأزمة السودانية بجانب غزة، وتحتل أولوية سواء فى المنظمات الدولية أو اللقاءات الثنائية، مشيرة إلى العديد من المبادرات التى تخرج من المجتمع المدنى، مثلما قام به المجلس القومى للمرأة مع النساء السودانيات المقيمات فى مصر للتعرف على احتياجاتهن ومشكلاتهن.

وفيما يتعلق بتأثير الأزمة السودانية على منطقة الشرق الأوسط، أوضح «اليمنى» أن السودان موقعها خطير، حيث يوجد على حدودها عدد من الدول العربية والأفريقية بجانب البحر الأحمر، الذى يشهد أزمات مختلفة، وأن ما يحدث على أرضها يؤثر على جميع الدول تلك، سواء بزيادة أعداد النازحين أو هروب عدد من الميليشيات عن طريق الحدود المشتركة مع الدول الأخرى.

المصدر جريدة الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى