تحذير اممي : السودان يواجه أزمة ذات أبعاد كبيرة
شددت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، روز ماري ديكارلو، على أهمية إبقاء الضوء مسلطًا على ضرورة الإنهاء الفوري للحـ.رب التي تعصف بالسودان وشعبه، بينما قالت مسؤولة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن التوقعات بالنسبة لشعب السودان قاتمة، وإن الصراع مازال محتدمًا وخطر المجاعة يظل قائمًا.
وفي إحاطة أمام جلسة لمجلس الأمن بشأن السودان، الجمعة، نشرها موقع أخبار الأمم المتحد، قالت ديكارلو إنه منذ اندلاع الصراع، “تحمل الشعب السوداني معاناة لا تطاق”، وفشل طرفا الصراع في حماية المدنيين حيث قُتـ.ل أكثر من 14 ألف شخص وجُرح عشرات الآلاف.
وذكـّرت بثلاثة “أرقام مـ.روعة” وهي أن نصف سكان البلاد أي نحو 25 مليون شخص، بحاجة إلى المساعدة المنقذة للحياة، في حين أجبر أكثر من 8.6 مليون على الفرار من منازلهم، بمن فيهم 1.8 مليون لاجئ.
وأشارت إلى التقارير بشأن ارتكاب فظـ.ائع بما فيها استخدام واسع النطاق للعـ.نف الجـ.نسي باعتباره سلاحًا للحـ.رب، وتجنيد الأطفال من قبل أطراف النزاع، والاستخدام المكثف للتعـ.ذيب والاعتقال التعسفي المطول من قبل الطرفين.
ولفتت إلى تعرض آلاف المنازل والمدارس والمستشفيات وغيرها من مرافق البنية التحتية المدنية الأساسية للتدمير، مضيفة أن “الحرب دمرت مساحات واسعة من القطاعات الإنتاجية في البلاد، مما أدى إلى شل الاقتصاد”.”
وأضافت “باختصار، هذه أزمة ذات أبعاد أسطورية. كما أنها برمتها من صنع الإنسان”
وكررت ديكارلو دعوة الأمين العام لجميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتفادي مزيد من سفـ.ك الد.مـاء.
وتطرقت إلى منتدى جدة الذي قالت إنه يوفر وسيلة واعدة للحوار بين الأطراف المتحاربة للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية الانتقالية ذات الصلة.
ورحبت بنتائج مؤتمر باريس بشأن السودان قائلة “علينا أن نبني على الزخم الذي حققه مؤتمر باريس، لتعزيز جهودنا للمساعدة في إنهاء القتال وإعادة السودان إلى مسار شامل نحو الديمقراطية الشاملة والتعافي”.
تجنب المجاعة:
بدورها، قالت مديرة العمليات والمناصرة في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إيديم وسورنو، أمام مجلس الأمن إنه بعد عام من اندلاع الصراع في السودان في 15 أبريل 2023 تحولت الأحياء السكنية إلى ساحات قتال، واشتعلت النيران في مباني المكاتب، وفر المدنيون من الخرطوم حاملين ما استطاعوا حمله من ممتلكات.
وأضافت في إحاطتها نيابة عن وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيثس “من المحزن بشكل خاص رؤية ما حدث في السودان، بالنظر إلى الوضع الذي كانت عليه البلاد قبل بدء هذا الصراع، والتي كانت ملجأ آمنا لأكثر من مليون لاجئ، ومركزًا إقليميًا لمنشآت طبية وجامعات. لقد اختفى الكثير من هذا الآن”.
وكررت مطالبة أطراف النزاع باحترام التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، مشددة على أن العنـ.ف الجـ.نسي محظور تمامًا مثل غيره من أشكال المعاملة اللاإنسانية، وأنه ينبغي للأطراف باستمرار حماية المدنيين والأعيان المدنية.
لكنها أضافت أنه “في كثير من الأحيان، لا يبدو أن هذه الالتزامات يتم التمسك بها”. ودعت الأطراف كذلك إلى الوقف الفوري للعنف حول منطقة الفاشر وفي سائر أنحاء البلاد.
وجددت وسورنو التأكيد على أن 18 مليون شخص يواجهون الجوع الحاد، وهو رقم من المتوقع أن يرتفع مع اقتراب موسم العجاف بسرعة، مشيرة إلى أنهم أطلقوا منذ أسبوع خطة الوقاية من المجاعة.
وقالت “إذا أردنا تجنب المجاعة، يجب على الأطراف اتخاذ خطوات عاجلة لتسهيل الإغاثة الإنسانية لجميع المدنيين المحتاجين”، وأن يكون العاملون في المجال الإنساني قادرين على الوصول إلى المجتمعات المتضررة أينما كانوا وعبر جميع الطرق الممكنة.
وحذرت من أنه “لا يمكن لشعب السودان أن ينتظر شهرًا أو أسبوعًا أو حتى يومًا آخر حتى تتوقف معاناته”
آفاق قاتمة:
وتحدث أمام مجلس الأمن كذلك رئيس لجنة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى بشأن السودان، محمد بن شمباس، الذي قال إن الحـ.رب أعادت البلاد عدة عقود إلى الوراء، “وسوف يستغرق الأمر أكثر من جيل لإعادة بناء السودان إلى ما كان عليه قبل الحـ.رب”.
وأضاف أن آفاق تحقيق السودان لأهداف التنمية المستدامة، أو أهداف أجندة الاتحاد الأفريقي 2063، “تبدو قاتمة للغاية، مما يحكم على ملايين السودانيين بالفقر والمعاناة لعقود قادمة.”
ونبه إلى أن جهود الوساطة في الأزمة لم تكن حتى الآن ناجحة، مشيرًا إلى أن التدخل الخارجي كان أيضًا عاملًا رئيسيًا في تفاقم الجهود المبذولة للتفاوض على وقف إطلاق النار ووقف الحـ.رب.
وأضاف “كان الدعم الخارجي من حيث توريد العتاد الحربي وغيرها من الوسائل هو السبب الرئيسي لاستمرار هذه الحرب لفترة طويلة”.
وذكـّر بأن ولاية اللجنة تتمثل في إشراك الجهات السودانية الفاعلة، بما في ذلك الأطراف المتحاربة وكذلك أصحاب المصلحة المدنيون الآخرون والجماعات المسلحة، لتنفيذ خارطة طريق الاتحاد الأفريقي لحل النزاع في السودان.