أيقونة نوري وسوق بلالة!
عبدالله يوسف ذلك الشهم الذي توسد علي مكارم ومفاخر ورثها من ارومة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء كأن البارودي كان يعنيه عندما انشد مفاخراً
نماني الي العلياء فرع تاثلت
أرومته في المجد وافتر سعده
هو الذي ترعرع في حجر أبٍ حافظ لكتاب الله كان صوته يهدهد من جافاه المنام في هزيع الليل الأخير وإخباته لله في محراب العبادة يشعر بالأمن من ألمَّت بجوانحه غائلة الخوف “ألا بذكر الله تطمئن القلوب”.
لامرية ان عبدالله نبت في تربة الصالحين فوالده عرف بالصلاح والزهد ،رحمه الله ركل الدنيا فربحت في متجر الحمد بضاعته فالبلد الطيب اخرج نباته بإذن ربه فكان حاتمنا الطائي عبدالله ثمرة ذلك العمل الصالح الذي يطعم الجائع ويواسي المكلوم ويعين علي نوائب الدهر ولئن خلدت كتب التراجم والسير مفاخر اعلام النبلاء فلا شك أن عبدالله واحدا منهم بل اماما من أئمتهم وجهبذا من جهابذتهم ادخره الله للقرى والاطعام فهو قد بزَّ عبدالله ابن جدعان في الكرم.
فتلك البقعة المباركة التي يتخذ منها مقهي هي بلا شك تعتبر موئلا ومثابة للناس يحجون إليها في كل يوم طلبا للمباهج الطاردة للسآمة والباعثة للامل الذي يزيح ما ران علي القلوب والالباب من يأس ،فعبدالله متى تأته تعشوا الى ضوء ناره تجد خير نار عندها خير موقد.
ففي بقعته الصالحة احيا للمكارم مناسكها واهدى للناس كؤوس الفضيلة معتقة من بين فرث ودم لذة للشاربين.
وانا اكتب علي كاقد الود والعرفان في حق صاحب العرفان تحتوشني مواقف ما قرأت مثلها في آداب العرب العاربة والمستعربة ولا زلت أذكر ذلك الموقف الذي يهز وجداني وجناني عندما اردت شراء “شتل بركاوي” منه ولا زلت أذكر العدد “ستين شتلة” وعندما اردت ان اعطيه نظير مااشتريته منه قال لي لن آخذ مالا الا بعد أن تغرسه وبعد أن غرسته اردت ان اعطيه ماله الذي عليّْ وكل ما ادخل لمقهاه كان يفر مني وعندما ألححت عليه اقسم الا يأخذ الا مالا يسيرا لا يساوي ثمن شتلتين ولله الحمد ما اعطاني إياه من شتل بارك الله لي فيه وهو الآن يسبح لله حمداً “وأن من شي الايسبح بحمده” وعندما أثمر ذلك الشتل اتيته بثماره فوالذي نفسي بيده فرح فرحاً يزيد علي فرحي.
فيا أخانا عبدالله مهما حبرنا الاوراق وزينا الألفاظ وعطرنا المحابر ونقشنا علي الجمل بازميل فدياس فلن نفيك معشار مااتحفتنا به.
الغزالي محمد زمزم