الأخبار

بيان من نقابة الصحفيين عن اليوم العالمي لحرية الصحافة

نقابة الصَّحفيين السُّودانيين

بيان بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة

أطلت علينا ذكرى اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يوافق الثالث من مايو من كل عام، وبلادنا ما تزال ترزح تحت وطأة الأحزان والأشلاء والدمار بعد دخول الحرب في بلادنا عامها الثاني.

لم يكن حملة الأقلام، حملة مشاعل النور بدعاً من أولئك الذين لاقوا رهقاً من الحرب الطاحنة وويلاتها، حيث واجه الصحفيون والإعلاميون في السودان أوضاعاً وظروفاً تكاد تكون الأسوأ على الإطلاق طيلة مسيرة الصحافة في السودان الممتدة لما يزيد عن القرن.

وإذ تؤكد نقابة الصَّحفيين السُّودانيين بأن حرية الصحافة ليست مجرد حق للصحفيين بل هي حق للمجتمع بأسره، تدعو الجميع لتعزيز وحماية هذا الحق الأساسي، وتؤكد على أهمية ضمان بيئة عمل آمنة ومواتية لجميع الصحفيين، حيث يمكنهم تأدية دورهم بحرية وبدون خوف من الانتقام أو التهديد.

إن ما يحدث فعلياً هو أن الصحفيين يتعرضون إلى كل صنوف الانتهاكات منذ بداية الاقتتال بين طرفي الصراع في الخرطوم والتي بلغ عددها نحو 400 حالة انتهاك موثقة منذ بداية الصراع في 15 أبريل من العام الماضي وحتى هذا اليوم من بينها 6 حوادث قتل.

وبعد مرور عام على الحرب في السودان أُجبر مئات الصحفيين والصحفيات، على مغادرة مناطق النزاع المسلح، ثم الوطن بحثاً عن الأمان، تحاصرهم اتهامات التخوين والموالاة لهذا الطرف أو ذاك، مهددين بالاحتجاز والاعتقال التعسفي أو الإخفاء القسري أو الموت وفقاً لمزاج طرفي الصراع، فيما يواجهن الصحفيات بصورة خاصة مخاطر أكبر بسبب العنف القائم على النوع.

لقد تسبب العنف الموجه ضد المدنيين عامة والصحفيين بشكل خاص في تقلص أعداد الصحافيين الموجودين في المدن والولايات التي شهدت مواجهات مما دفعهم للنزوح واللجوء، وهو ما أدى لحالة من الإظلام الإعلامي بعد أن تناقص عدد الصحفيين في العاصمة الخرطوم إلى أقل من 100 صحفي وصحفية، بينما لا يتجاوز عدد الصحفيين الموجودين في ولايات دارفور 60 صحفياً وأقل من 20 آخرين بولاية الجزيرة وذات الأمر ينسحب على ولايات كردفان.

أمام هذا الوضع المزري بات الصحفيون والصحفيات فى مناطق النزاع، والمناطق التي تقع تحت سيطرة أحد طرفي الحرب لا يستطيعون التنقل من منطقة إلى أخرى أو داخلها بحرية للتغطية الصحفية، وذلك لانعدام الحماية بسبب عدم التزام الأطراف المتحاربة بالاتفاقيات الدولية الملزمة لهم، باحترام حرية الصحافة والتعبير، وحماية وسلامة الصحفيين والصحفيات، وضمان حقهم/ن في التغطية الصحفية المستقلة للنزاعات المسلحة ما جعل من التغطية الصحفية، والعمل الصحفي المهني والمستقل ونقل الحقائق والمعلومات الدقيقة والمرئية نادراً وصعباً في كل الأوقات، بالتالي سيشجع هذا (الإظلام الإعلامي) ويسمح بتزايد الانتهاكات وتراجع التغطيات المهنية لصالح خطاب الحرب والكراهية والتضليل التي تمزق المجتمع وتفتح الباب أمام سيناريوهات مظلمة.

وبالرغم من توحش هذه الأيام وتقلباتها الثقال، تنوه نقابة الصَّحفيين السُّودانيين بشجاعة حملة الأقلام، الذين مافتئوا في إنجاز مهامهم معرضين حياتهم للخطر في أحايين كثيرة.

في هذا اليوم العالمي، نجدد التزامنا بمواصلة النضال من أجل حرية الصحافة وحرية التعبير، ونعبر عن تضامننا مع جميع الصحفيين الذين يخاطرون بحياتهم من أجل نقل الحقيقة وإلقاء الضوء على الظلم والفساد في جميع أنحاء العالم.

في الختام تؤكد النقابة أنها لن تتوقف عن دورها في صيانة الحقوق وتشير إلى أنها تود أطلاق خطة عمل تهدف لتعزيز حماية الصحفيين.

نقابة الصحفيين السودانيين
3 مايو 2024م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى