أصداء سياسية واسعة .. وترحيب كبير في جنوب كردفان اتفاق (كباشي- الحلو).. تطلعات لانهاء الحرب
توقعات بتنسيق الجيش والحركة لطرد الجنجويد ..
سيحدث تحولاً كبيراً في جدار العملية السياسية ومطلوبات السلام والاستقرار
لجنة إدارة الأزمة بالدلنج وصفته بالاختراق الكبير فى مسار توصيل الإغاثة
رعاية سلفاكير أكبر ضامن لتنفيذ وتطوير الاتفاق.
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو
ليس غريبا أن يشغل اتفاق (كباشي الحلو ) بجوبا، أفئدة وأسماع ومشاعر الناس، وأن يستحوذ على اهتمام منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية ومشغلات البحث الإسفيري، ذلك لأهمية الخطوة وتأثيراتها الإنسانية المباشرة على المواطنين في السودان عامة وفي ولاية جنوب كردفان ومنطقة جبال النوبة على وجه الخصوص.
اختراق:
فقد أحدث لقاء كباشي الحلو بجوبا، اختراقاً كبيراً في جدار العملية السياسية ومطلوبات السلام والاستقرار في ولاية جنوب كردفان وإقليم جبال النوبة التي ظلت لأكثر من عام تعيش عزلة بسبب انقطاع الطريق الرئيس الرابط بين (الأبيض كادقلي والدلنج) على خلفية وجود ثلاث جيوش تقبع في الطريق، وأخطرها بالطبع ميليشيا الدعم السريع التي تقطع مسار المواطنين في منطقة الدبيبات.
رفع الضغط:
نعم تفاهمات كباشي والحلو في جوبا ركزت على الجانب الإنساني من خلال اتفاق الطرفين على تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية في مناطق سيطرة الحكومة وفي مناطق سيطرة الحركة الشعبية بشكل فوري بحيث يعتني كل طرف بتنفيذ الاتفاق في مناطق سيطرته، وهي خطوة سترفع كثافة الضغط على المواطنين في هذه المناطق التي عانت من شظف العيش في ظل ارتفاع أسعار المواد الضرورية وانعدام الكثير منها.
ضامن منطقي:
ولما كانت تفاهمات جوبا قد جمعت بين القائد عبد العزيز الحلو زعيم الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان شمال، والفريق أول ركن شمس الدين كباشي نائب القائد العام للقوات المسلحة وهما جنرالان من ولاية جنوب كردفان وإقليم جبال النوبة، ويتمتعان بشعبية كبيرة داعمة ومساندة لمواقفهما، فإن ذلك ضامن منطقي وواقعي من شأنه أن يسهم في تسريع الإجراءات المرتبطة بالتنفيذ الفوري لتفاهمات جوبا، باعتبار أن كباشي والحلو يتفهمان طبيعة المنطقة والتعقيدات الإنسانية التي يعاني منها المواطنون هناك خاصة مع الإفرازات السلبية للحرب وتداعياتها على واقع الحياة الإنسانية.
محفز كبير:
إذن اهتمام الرجلين بواقع الإنسان في ولاية جنوب كردفان وإقليم جبال النوبة يشكل محفزاً كبيراً لتنفيذ تفاهمات جوبا، بيد أن الضامن الأكبر لإنجاح الخطوة وربما تطويرها في المستقبل لاتفاق سلام شامل، يكمن في رعاية الرئيس سلفاكير ميارديت رئيس دولة جنوب السودان، رئيس الحركة الشعبية والجيش الشعبي والذي مازالت يد نفوذه تمتد لتلامس مواقع القيادة داخل الحركة الشعبية إقليم جبال النوبة، هذا فضلاً عن علاقة كير المتميزة بشطر السودان الشمالي، وحرصه على تحقيق السلام الشامل فيه باعتبار أن استقرار السودان ينعكس إيجاباً على استقرار جنوب السودان.
بانتظار التطوير:
وعلى خلفية إعلان قائد الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو في أبريل الماضي قتال ميليشيا الدعم السريع وطردها من ولاية جنوب كردفان وإقليم جبال النوبة، فإن تفاهمات جوبا الإنسانية مرشحة للتطوير لتكون اتفاقاً عسكرياً يجمع بين بندقيتي الحركة الشعبية والقوات المسلحة ضد ميليشيا الجنجويد، التي تستهدف المواطنين، وكان الجيش والحركة الشعبية قد التزاما خندقاً واحداً في يناير الماضي، وصدا هجوماً لميليشيا الدعم السريع على مدينة الدلنج، وكبداها خسائر في فادحة في الأرواح والأنفس والممتلكات.
آمال عراض:
وتبقى الآمال عراضاً داخل النفوس بأن تمضي تفاهمات جوبا بين كباشي والحلو بعيداً بالتوصل إلى اتفاق سلام شامل ينهي معاناة المواطنين في ولاية جنوب كردفان وإقليم جبال النوبة، فإن كانت دوافع لقاء كباشي والحلو في جوبا إنسانية، فإن الإنسان في هذه المناطق يحتاج إلى الأمن والاستقرار أكثر من احتياجه إلى المساعدات الإنسانية، باعتبار أنهم ظلوا يتعايشون مع الواقع الإنساني الذي أفرزته الحرب، ولكن طموحهم أكبر في أن ينعموا بالسلام والاستقرار ليتحركوا بحرية ويمارسوا حياتهم الطبيعية وفي الزراعة والرعي والتجارة، وهي كفيلة بتحقيق العيش الكريم.
إشادة واحتفاء:
إن المعطيات الإنسانية والأمنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية التي ارتكزت عليها تفاهمات كباشي والحلو بجوبا، كانت كافية لتحصد التفاعل الإيجابي من قبل قوى سياسية، ومنظمات مجتمع مدني، حيث تسابقت جميعها للاحتفاء بهذه التفاهمات عبر بيانات داعمة وتصريحات مؤيدة مما يعزز من فرص نجاح الخطوة ويدفعها قدماً على طريق تحقيق أشواق وتطلعات السودانيين في السلام الشامل.
مناوي مغرداً:
ورحب حاكم إقليم دارفور، رئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي باتفاق كباشي ـ الحلو في جوبا، وأبان في تغريدة على صفحته على منصة “إكس” إن هذا الاتفاق سيعيد الحياة لأهلنا في جنوب كردفان، وثمن مناوي مبادرة دولة جنوب السودان التي جمعت ونظمت ورعت هذا الاتفاق برعاية مباشرة وشخصية من الرئيس سلفاكير ميارديت.
آمال الدقير:
وأعرب رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير، عن أمله أن يستكمل اتفاق كباشي ـ الحلو بإقرار الوثيقة المذكورة وأن تتبعها خطوة مماثلة وعاجلة مع قوات الدعم السريع تفضي إلى تحديث وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه قبل حوالي عام في منبر جدة حول
الملف الإنساني وإيصال المساعدات.
صدى وحزن:
وفي جنوب كردفان كانت اصداء تفاهمات الحلو وكباشي كبيرة رغم الحزن الكبير على الرحيل الفاجع للحبيب حمدان علي البولاد، أحد أهم ركائز الإدارة الأهلية والأنشطة السياسية والمبادرات الاجتماعية، في ولاية جنوب كردفان عامة ومدينة كادقلي على وجه الخصوص، وقطعاً كانت ستكون للبولاد مساهمته الداعمة والمؤثرة في مسار تفاهمات جوبا، عطفاً على اهتمامه المتعاظم بقضايا السلام وفض المنازعات وحرصه على استقرار جنوب كردفان.
وقف إطلاق النار:
ودعا مفوض العودة الطوعية للنازحين واللاجئين بولاية جنوب كردفان دكتور عصام الدين آدم كشكة إلى أهمية تطوير اتفاق كباشي ـ الحلو إلى وقف شامل لإطلاق النار ومن ثم الشروع في محادثات بين الطرفين بشان إنهاء الصراع الذي امتد في الولاية لفترة طويلة، وحيا كشكة صبر وصمود مواطني الولاية وخاصة مدينتي كادقلي والدلنج طيلة الفترة التي تعرضوا فيها للحصار، كاشفاً عن الأثار الإنسانية السيئة التي ترتبت علي هذا الحصار.
إدارة أزمة الدلنج:
وفى مدينة الدلنج وصفت لجنة إدارة الأزمة، تفاهمات كباشي والحلو بالاختراق الكبير في مسار المجهودات التي بذلت في إيصال المساعدات الإنسانية، وأبدى المدير التنفيذي لمحلية الدلنج إبراهيم عبد الله عمر تفاؤلاً بأن تحسم هذه التفاهمات القضايا المعيشة قريبا، متمنياً إحلال السلام الشامل ليعم الأمن والاستقرار ربوع ولاية جنوب كردفان.
تبشير إعلامي:
ولما كانت تفاهمات كباشي ـ الحلو تحتاج إلى توعية وتبصير إعلامي فقد كشفت مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الأستاذة أمل أحمد شداد عن انخراط الهيئة عبر إذاعة المحبة والسلام من كادقلي للتبشير بمخرجات الاتفاق، والبناء عليه حتى تتطور إلى اتفاق سلام يلبي أشواق وتطلعات مواطني ولاية جنوب كردفان وإقليم جبال النوبة الذين عانوا من ويلات الحرب وتداعياتها السلبية سنين عددا، مبينة أن ما جرى في مدينة جوبا خطوة تدعو إلى التفاؤل وتفتح أبواب الأمل واسعة بكسر قيود العزلة التي ضربت ولاية جنوب كردفان لأكثر من عام بسبب الحرب.