الأعمدة

مفاجأة ..كيشو . فائز ديدي

بمناسبة اليوم العالمي للصحافة
(3)
قد لا يعلم البعض أننا حفرنا في الصخر ، وواجهنا معاناة ، ومسغبة شديدة في بداياتنا الصحفية خاصة جيلي(جيل بعد منتصف الثمانينيات) ، إلا من رحم ربي ..
فلم تكن هنالك عقودات عمل رسمية ، ولم تكن هنالك رواتب او حوافز ، ولا حتي نثريات ترحيل لأداء المهام التي نكلف بها “علي الأقل الصحف التي عملت بها” ، ولو اشفقت عليك إدارة الصحيفة قد ترمي لك بعض الفتات ..
فضلا عن عدم وجود وسائل اتصالات ، فالهواتف الثابتة كانت محدودة جدا ، وشبكتها رديئة ..
ولعل حبنا لهذه المهنة والإخلاص لها جعلنا نتجاوز كل ذلك ، لنعمل علي إثبات ذاتنا ، وفرض اسمائنا في الساحة الصحفية ..وعلي الأرجح كان الواحد منا يعمل في أكثر من صحيفة وفي الغالب رياضية وأخري سياسية، اولا لسرعة الإنتشار وثانيا لتحسين الوضع المادي..
كما ان معظم دوائر عملنا كانت بوسط الخرطوم ، وزارة الشباب والرياضة ، والاتحاد العام واتحاد الخرطوم ..ونقضي مشاويرها خطي ..كذلك دور الأندية..
اما تغطية المباريات فكانت تكلف جيوبنا الكثير ، و كان أخي الأكبر الفاتح ، الداعم المادي والمعنوي والراعي الرسمي بالنسبة لي ..
ولكن بمرور السنوات وخاصة في اوائل التسعينيات تحسنت الأوضاع المالية كثيرا عن ذي قبل وتنفست صدورنا وجيوبنا الصعداء..
#في بداية التسعينيات ، طلبني أخي الأستاذ علم الدين هاشم ، صاحب القلم السيال ، وهو مدرسة صحفية قائمة بذاتها أن أعمل معه بملحق رياضي اسبوعي (الإنقاذ الرياضي) كانت تصدره صحيفة الإنقاذ ، “ايوة الإنقاذ الواحدة دي ما يجيني واحد ناطي يقول لي ؛ بالله كنت كوز ” ففي تلك الفترة لم تكن هنالك صحف سياسية خاصة او عبر شركات – كما حدث فيما مابعد .. “ولا توجد آنذاك غير صحيفتين فقط هما ؛ السودان الحديث والإنقاذ الوطني وصحيفة القوات المسلحة” ..
وبعدين نحن كان كل همنا نشتغل ونثبت وجودنا وتتعرف اسماءنا للقراء ، وحكاية التصنيفات السياسية ، وحكاية كوز ما كوز ما كانت عندها رصيد ..فعدد كبير ممن كانوا يصنفون من أحزاب الأمة والاتحادي الديمقراطي وحتي الشيوعي والبعث كانوا يعملون في الصحيفتين..
#طلب مني أخي الأستاذ علم الدين هاشم أن أعد له حوارات ، ومواد توثيقية مع رموز كرة القدم وكبار المشجعين ، وكانت هذه واحدة من أهم محطاتي الصحفية ..
##وحدد لي الأستاذ علم ، القطب الرياضي الكبير والهلالي الرقم (كيشو) – رحمه الله – ..بالإسم للحوار والتوثيق..
– الرجل كان علما وكوكبا وقمرا يكتمل به الهلال ويضئ ، فقد كان من أهم وأبرز الداعمين ماديا لنادي الهلال ، وله صولات وجولات ومساجلات ومواقف مع رؤساء واداريي الهلال ، وخاصة مع أبرز سكرتيري النادي (المهندس عبد الله السماني)..ولهذه حكايات أخري لا يتسع المجال لذكرها..
#عموما قصدت مكانه بفندقه الفخيم (امباسادور) بشارع الحرية ، وكان له فندق آخر بإسمه (كيشو) شرق محطة الغالي ..دخلت من باب الفندق الي بهو طويل تزين جانبيه أشكال ملونه وزهريات أنيقة ، قابلت في آخره أحد أبناء (كيشو) ، شاب طويل القامة وسيم الطلعة في كامل اناقته قابلني هاشا باشا ، عرفته بنفسي ، وسألته عن والده فأشار الي غرفة لا تبعد عنا سوي خطوات ..
نظرت الي داخل الغرفة وهالني ما رأيت ..وما سمعت !
##آسف للتطويل ..نواصل..
#ذهبت للتوثيق والحوار مع الرمز الهلالي الكبير كيشو ، فوجه لي أغرب أسئلة شخصية وتوفي بعدها بأيام..!!
#صحافي كبير ، حذر لاعب مريخي كبير مني ..والسبب أغرب من العجب!!
#نجم هلالي إقتحم المكتب بعد حواري العاصف معه..وصار من أعز اصدقائي..
#أطول مشوار ..وأجمل حوار مع النجم عيسي صباح الخير بمنزلهم يوم زواج شقيقه..!
#ربنا يسعف ذاكرتنا (الخربة) لنتذكر المزيد من الخفايا والأسرار التي أبوح بها لأول مرة..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى