استمرار تدفق اللاجئين إلى تشاد وسط أوضاع إنسانية قاسية

تواصل تدفق اللاجئين السودانيين من ولاية غرب دارفور إلى تشاد، فيما كشف لاجئون من معسكرات اردمي وعلاش وأدري وقاقا عن أوضاع إنسانية قاسية.
وقال توبي هارود نائب منسق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية في السودان، في حسابه على منصة إكس، إن أكثر ألف شخص يعبرون الحدود إلى أدري في بعض الأيام، وإن 90 في المائة منهم قالوا إنهم غادروا السودان بسبب عدم توفر الغذاء، وتوقع فرار المزيد اللاجئين في حال عدم تمكن برنامج الغذاء العالمي وشركاءه من توزيع الغذاء في دارفور.
وقال برنامج الغذاء العالمي إن القيود التي تفرضها السلطات السودانية تعرقل خطة إغاثة 700 ألف شخص في دارفور قبل موسم الأمطار. وأشار البرنامج في بيان إلى أن السلطات تمنع نقل المساعدات عبر مدينة أدري رغم أنه المسار الوحيد الممكن عبر الحدود من تشاد، حيث يمكن أن يخدم هذا الطريق غرب دارفور ومواقع أخرى في وسط وجنوب وشرق دارفور. وحذر البرنامج من نفاد الوقت لمنع الجوع في دارفور وقال إن المدنيين في الفاشر وإقليم دارفور يواجهون مستويات كارثية من الجوع، في ظل توقف المساعدات القادمة من معبر الطينة والعقبات البيروقراطية المطولة.
وكشف كازيمير كودجيمباي،مسؤول الحماية في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ،في تقرير عن وصول أكثر من 10 آلاف لاجئ في سوداني في مارس الماضي فقط وسط زيادة عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.
وتأوي تشاد حوالي 900 ألف لاجئ سوداني فروا من الحـ.رب في السودان 88 في المئة منهم نساء وأطفال.
وقفة احتجاجية في اردمي
وقال اللاجئون الجدد في معسكر إردمي بشرق تشاد إنهم يعيشون أوضاع قاسية منذ أربعة أشهر بسبب عدد توفر الماء والغذاء والدواء وعدم توفر الرعاية الصحية للمسنين والأطفال والمصابين بأمراض مزمنة.
وقال اللاجئ خليل أحمد التوم من معسكر اردمي لراديو دبنقا إن لاجئي عام 2023 وعددهم ثلاث آلاف نظموا وقفة احتجاجية، اليوم الثلاثاء، أمام مقر الجهة المختصة بالإشراف على اللاجئين بالمعسكر، مطالبين بالغذاء والماء والصحة والتعليم والأمن، وأوضح إنهم دفعوا، في وقت سابق بأربع مذكرات للجهات المختصة تحمل مطالبهم، وتلقوا وعوداً بصرف المساعدات، اليوم الثلاثاء، ولكن لم يتم الوفاء بها، ولفت إلى أنهم استلموا في يناير الماضي مساعدة نقدية قدرها 10 دولارات لكل أسرة ومنذ ذلك الحين لم يتلقوا أي مساعدات أخرى.
واشار إلى ضعف الرعاية الصحية بالمعسكر مع تفشي أمراض سوء التغذية وسط الأطفال وجود عدد من المصابين بالأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والفشل الكلوي والسكري وغيرها من الأمراض. وأكد إن عدد من المرضى فقدوا حياتهم بالمعسكر لعدم توفر الرعاية الصحية.
ونبه إلى مشكلات تتعلق بالتعليم والإيواء خاصة في ظل عدم حصول عدد كبير من اللاجئين على مأوى حتى الآن. وطالب كافة المنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة اللاجئين السودانيين، محذراً كارثة إنسانية بين اللاجئين.
أوضاع قاسية في أدري
وفي أدري، تعاني 500 أسرة سودانية لجأت إلى المدينة منذ ثلاث أسابيع من أوضاع إنسانية قاسية.
وقال أحد القيادات بمعسكر أدرى لراديو دبنقا إن اللاجئين الجدد الذين قدموا من شمال الجنينة مؤخراً يعيشون أوضاع مزرية لعدم توفر الإيواء والغذاء وإنهم يعيشون في العراء، وأشار إلى عدم تسلمهم كروت الغذاء مع عدم صرف أي إغاثة طارئة مبيناً إن بعضهم لم يتذوقوا الطعام لثلاثة أيام ومن بينهم أطفال. وأوضح إن بعض اللاجئين بدأوا يفكرون في العودة إلى مناطقهم في شمال الجنينة الرغم من عدم توفر الأمن.
من جهة أخرى، قتـ.ل لاجئ سوداني الأسبوع برصـ.اص مسلـ.حين في منطقة تبعد 5 كيلومترات جنوب معسكر أدري.
معاناة في علاشه
وفي معسكر علاشه بشرق تشاد، الذي يأوي 57 الف لاجئ سوداني، ويبعد مائة كيلومتراً من منطقة أدري، شكا اللاجئون من إشكاليات تتعلق بالأمن والصحة والغذاء.
وقال أحد اللاجئين لراديو دبنقا إن عددا كبيرا من الأسر لم تتسلم مواد غذائية منذ ثلاثة أشهر، وإن الأصناف الغذائية التي تسلمها اللاجئون بشكل جزئي تشمل الأرز والملح واللوبيا، ولا تكفي احتياجاتهم، ونبه إلى عدم توفر الأدوية وعدم توفر الرعاية الصحية المناسبة للأطفال والمسنين.
وأوضح إن 400 أسرة، وصلت مؤخراً، تعيش في العراء بسبب عدم تشييد الإيواء الملائم، وحذر من تفشي الأمراض بالمعسكر بسبب التبرز في العراء لعدم تشييد دورات مياه في أجزاء من المعسكر.
وأشار إلى تردي الوضع الأمني في المعسكر واستمرار الاعتداءات من قبل سكان محليين يستقلون المواتر.
أزمة ماء في قاقا
ويعاني اللاجئون السودانيون في مخيم قاقا بشرق تشاد من انقطاع الإمداد المائي منذ نحو أسبوع.
وعزا لاجئ بالمعسكر لراديو دبنقا إلى أزمة الماء إلى عطل في الوابورات التي تضخ المياه. وأشار إلى أن ارتفاع درجات الحرارة أدى ارتفاع الطلب على المياه التي يتم بيعها عبر عربات الكارو.