تصاعد حالات الاحتجاز غير المشروع والقـ.تل خارج نطاق القضاء
توالى صدور بيانات النعي والإدانة من قبل القوى السياسية ولجان المقاومة ومنظمات المجتمع المدني، خلال اليومين الماضيين، على مواقع التواصل الاجتماعي، في أعقاب ارتفاع حالات الانتـ.هاكات، من اعتقال وقتـ.ل نتيجة للتعـ.ذيب داخل سجون طرفي الصراع، قـ.وات الدعـ.م السـ.ريع واستخبارات الجيش السوداني. ويشير ذلك إلى ممارسة الطرفين للتـ.عذيب الممنهج، في تزامن مع موجة اعتقالات غير مبررة ينفذها الطرفين لمدنيين عزَّل ليسوا طرفاً في الصراع. ولم يعد المواطن بمأمن سواء كان في المناطق الخاضعة لسيطرة الدعـ.م السـ.ريع أو الجيش.
فقد نعى حزب المؤتمر السوادني وأدان في ذات الوقت مقتـ.ل أحد كوادره بفرعية القرشي بولاية الجزيرة، بعد اعتقاله في السابع عشر من أبريل الماضي على أيدي قوة تتبع للاستخبارات العسكرية ومن سمتهم بمليـ.شيا الحركة الإسلامية.
وقال الحزب في بيان صادر امس تحصل عليه “راديو دبنقا” أن قوة تتبع للاستخبارات العسكرية رفقة آخرين اعتقلت بمدرسة العزازي رئيس الحزب بفرعية القرشي صلاح الطيب يوم 17 أبريل 2024م ثم أنكرت لاحقاً وجوده لديها، قبل أن يتأكد لهم أنه اغتـ.يل في المعتقل تحت التعـ.ذيب.
وحمل حزب المؤتمر السوداني مسؤولية هذه الجريمة وبشكل كامل للقوات المسلحة وللاستخبارات العسكرية ومن سماهم بمليشيات الحركة الاسلامية، واتهمها باغتـ.يال زميلهم صلاح الطيب في معتقلاتها، وعبر عن إدانته لهذه الجـ.ريمة.
وقال إن من اشعلوا هذه الحرب لم يتوقفوا مطلقاً عن استهداف المدنيين والتحريض عليهم بخطابات الكـ.راهية والتخوين، واستهدافهم بالملاحقة والاعتقال الذي طال منسوبي القوى السياسية ولجان المقاومة وأعضاء غرف الطوارئ وكل مكونات ثورة ديسمبر والفاعلين فيها.
وفي ولايتي نهر النيل والشمالية والقضارف وشمال كردفان تمارس السلطات بدعوى تطبيق حالة الطوارئ حملات اعتقال واسعة على أساس عرقي، ويواجه المئات من الأبرياء تهم بالتخابر لصالح قـ.وات الدعـ.م الـ.سريع أو من يطلقون عليهم “الخلايا النائمة” لرافضي الحرب، بينما نشطت النيابات في تجهيز قوائم واستهداف الناشطين بتهم تصل عقوبتها الاعدام باتهامهم بتأييد الدعـ.م السـ.ريع، وذات الأمر يتعرض له المدنيون في المناطق الخاضعة لسيطرة قـ.وات الدعـ.م الـ.سريع.
تعـ.ذيب حتى المـ.وت:
كما نعت اللجنة الإعلامية لغرفة الطوارئ المشتركة – حلفاية الملوك كل من قيس يونس علي ركيزة وطلب حمد السيد بابكر، نتيجة التعـ.ذيب داخل معتقلات قـ.وات الدعـ.م السـ.ريع، ولحق بهما كل من عصام عبد القادر الكوتش ومحمود عبد الهادي خوجلي، متأثرين بجـ.راحهم بعد إصابتهم في هجوم بمسيرة استهدفت السوق المركزي.
كما نعت اللجنة التمهيدية لنقـــابة أطبــاء الســـودان دكتور عثمان قسم الله علي، الذي قـ.تل على يد أفراد من قـ.وات الدعـ.م السـ.ريع حينما حاولوا نهب عيادته ومنزله بحي بركات بمدينة ود مدني يوم الاربعاء الموافق 8 مايو 2024.
بينما تواصلت عمليات الاعتقال والاحتجاز غير المشروع للجان الطوارئ والمتطوعين في مراكز الإيواء، وأعضاء لجان المقاومة في الأحياء، فقد اعتقلت قـ.وات الدعـ.م السـ.ريع يوم الثلاثاء 7 مايو 2024، عضو لجان المقاومة بحي العشرة بالخرطوم جنوب، معاوية عبد الرحمن الشهير بـ”ديجانقو”.
ومازال الالاف يقبعون في سجون الدعـ.م السـ.ريع وبعضهم لقوا حتفهم جراء التعـ.ذيب والجوع والمرض، في عدد من ولايات الخرطوم والجزيرة ودارفور، دون أسباب واضحة خاصة أن فيهم مواطنين أبرياء ليس لديهم أي نشاط مسبق تم اعتقالهم وكثير منهم أصبحوا في عداد المفقودين نتيجة لإخفائهم قسريًا ومنعهم من التواصل بذووهم.
وعلى ذات النهج تمارس استخبارات القوات المسلحة الاعتقال التحفظي والاحتجاز غير المشروع لكن بصورة ممنهجة ومتعمدة، كونهم يتحركون بمعلومات مستهدفين لجان المقاومة النشطاء والسياسيين وتمارس معهم أبشع صنوف التعـ.ذيب، ما أدى للقـ.تل خارج نطاق القضاء، خير دليل على ذلك مقتل عضو حزب المؤتمر السوداني.
اعتقالات واستهداف:
أدانت كل من الجبهة الديمقراطية للمحامين وتنسيقية لجان مقاومة الخرطوم جنوب، اعتقال قوة من الدعـ.م الـ.سريع عضو اللجان معاوية عبد الرحمن الشهير بـ(ديجانقو) من حي العشرة واقتادته لمكان غير معلوم، وحملت اللجان قيادة قـ.وات الدعـ.م السـ.ريع ومنسوبيها مسؤولية سلامته.
فقد اعتقلت الاستخبارات العسكرية في مدينة بربر بولاية نهر النيل كل من خالد عبد الرحمن الفرجابي، وأحمد عبد الله حسن، بتهمة انتمائهم لقـ.وات الدعـ.م السـ.ريع واعتبارهم خلايا نائمة. بالرغم من أن مواقفهما المعروفة ضد الدعـ.م الـ.سريع كبقية شباب الثورة.
واعتقلت السلطات بمحلية الفاو أمس الأول كل من مؤمل مبارك وعمر علي أعضاء لجان الطوارئ وشارع الحوادث، قبل أن تقوم بإطلاق سراحهما في وقت متأخر من الليل بينما يخضع جميع أعضاء لجان الطوارئ لمراقبة وملاحقة من قبل أفراد جهاز الأمن.
وفي أواخر أبريل الماضي اعتقلت قوة مشتركة من الاستخبارات العسكرية وجهاز المخابرات العامة، 6 أشخاص من اعضاء لجان المقاومة بولاية القضارف بعضهم تم إخلاء سبيله والبعض الآخر محتجزين بالقيادة العامة بمحلية الفاو.
وفي تصريحات سابقة أعلنت مجموعة محامي الطوارئ أن السلطات الأمنية اعتقلت ٤٨ شخصًا في ولاية سنار منذ سيطرة قـ.وات الدعـ.م السـ.ريع على ولاية الجزيرة وأوضحت في تعميم صحفي، أن الاعتقالات شملت محليات سنجة و سنار والدندر وابو حجار وغيرها ونبهت إلى استمرار اعتقال بعضهم حتى الآن.
وأشار محامو الطوارئ في تقرير إلى عدم وجود إطار قانوني يخول للقوات المسلحة سلطة الاعتقال، كما أن بعض المعتقلين أخذوا كرهائن للضغط على أقاربهم لتسليم أنفسهم، ونوهت إلى الاعتقالات صحبتها مداهمات ليلية وانتهاك لحرمات المنازل بجانب اهانة وحط لكرامة المعتقلين. وأشارت إلى حملات ترصد وتفتيش ممنهجة تستهدف النشطاء السياسيين في مداخل ومعابر الولاية.
الإفلات من العقاب:
من جهته اعتبر الصحفي والمحلل السياسي محمد أمين أن حرب السودان التي استمرت لأكثر من عام حدثت فيها حالات انتهاكات غير مسبوقة، وفق التقارير الإقليمية والدولية، وتسببت في أكبر موجات نزوح ولجوء ووفيات الأطفال في العالم، بجانب الاعتقال والتعـ.ذيب والقتـ.ل العمد.
وقال أمين لـ”راديو دبنقا”، لقد شاهدنا التعـ.ذيب حتى المـ.وت من قبل طرفي الصراع في مناطق كثيرة ومتعددة في ولايات الجزيرة، الخرطوم ودارفور، وتصفية الشهود والمحاميين في المجـ.ازر الذين كانوا يتابعون هذه القضايا وذلك لإخفاء الأدلة.
واعتبر أن التعذيب حتى المـ.وت في السجون والمعتقلات سواء كان في سجون قـ.وات الدعـ.م السـ.ريع أو الجيش السوداني فإنها جـ.ريمة ضد الانسانية وقال انها لن تسقط بالتقادم طال الزمن او قصر.
وحذر من تعزيز ثقافة الافلات من العقاب وتقويض شعارات الثورة السودانية التي كانت تنادي بالحرية والسلام والعدالة، مستنكرًا مواقف بعض السياسيين لإعطاء مخرج آمن لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقـ.لو “حميـ.دتي”، من أجل انجاح التفاوض ووقف الحـ.رب. وجدد التشديد على أن الضحايا هم من يحق لهم إصدار العفو، وعبر عن مخاوفه من ظهور مليشيات أخرى جراء تعزيز سياسة الافلات من العقاب، سواء كانت مليشـ.يات تابعة للدعـ.م السـ.ريع أو تابعة للجيش.
وقال بالأمس صدر تقرير من هيومان رايتس ووتش وثق لجـ.رائم الابـ.ادة الجماعية في محلية الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور، وقال إن حالات الانتهاكات ضخمة جدًا وخطيرة وغير مسبوقة في التاريخ الانساني والبشري، الحديث والقريب.
وتوقع أن تستمر مثل هذه الانتهاكات الفظيعة في ظل انشغال العالم بأزمات أخرى مثل حرب روسيا وأوكرانيا وغزة وغيرها، وفي ظل اصرار طرفي الصراع على الاستمرار في الحرب واغلاق منافذ عمال الاغاثة، كل هذه الامور تقود إلى تعقيد غير مسبوق للأوضاع.
#راديو_دبنقا #وقفوها #لا_للحرب