الطيران يسن طلعات جوية وزيادة وتيرة تبادل القصف بين الجيش والدعم
تجددت المعارك العنيفة بين الدعم السريع من جهة والقوات المسلحة وحركات الكفاح المسلحة بالاتجاه الجنوبي الشرقي لمدينة الفاشر منذ فجر اليوم، واستمرت لساعات طويلة مما أدى لسقوط عدد من القتلى والجرحى وسط المواطنين ونقلوا الى المستشفى الجنوبي لتلقي العلاج.
وكشف صحفيون من الفاشر لراديو دبنقا فضلوا حجب أسماءهم لأسباب أمنية، إن الطيران الحربي شن قصفا جوياً على المدينة فجر اليوم مما أدى لمقتل وإصابة مدنيين جاري حصرهم. وتصاعدت سحب الدخان في سماء المدينة جراء المعارك العنيفة وتبادل القصف المدفعي.
وأشاروا إلى استمرار الاشتباكات وتبادل القصف المدفعي إلى حين نشر هذا الخبر، ونبهوا إلى مقتل سبعة اشخاص من بينهم امرأة وطفل اربعة امرأة وطفل. وأكدوا إخلاء مستشفى الفاشر للأطفال فجر اليوم إثر سقوط قذائف خلال الغارة الجوية، وأوضحوا إن الأطفال المرضى يفترشون الأرض بالأحياء تحت الأشجار إثر إخلاء المستشفى كما أدى القضف الجوي لتدمير منزلين بحي السلام والوحدة وأدى لمقتل ست اشخاص وجرح ثمانية. ويذكر أن احياء السلام والوحدة ومستشفى الأطفال تقع في الاتجاه الجنوبي لمدينة الفاشر. التي كانت بعيدة عن مناطق الاشتباكات خلال الفترة الماضية.
شهادات
وقالت مواطنة لراديو دبنقا إن أحد البراميل المتفجرة سقطت خلال القصف الجوي في منزل قريبتها مما أدى لمقتلها وإصابة ثلاثة من أبنائها نقلوا إلى المستشفى في حالة خطيرة، وأوضحت إن السلطات طلبت من المرافقين الخروج من المستشفى بسبب خطورة الأوضاع، ونبها إلى انتشار حالتهم خطرة انتشار كبير للمسلحين ووجود قوات الدعم السريع داخل الأحياء.
وقال مواطن آخر من الفاشر لراديو دبنقا “إن الاشتباكات بالأسلحة الخفيفة مستمرة في الاتجاه الشرقي والجنوبي والشمالي من المدينة مشيراً إلى توقف القصف المدفعي في الساعة الخامسة من عصر اليوم ” وأشار إلى سقوط قذيفتين في البيطري وواحدة بالتخطيط العمراني واربعة في ادارة مياه الريف وعدد كبير من القذائف باتجاه القبه باتجاه منزل الوالي والمجلس التشريعي بجانب الاتجاه الجنوبي ” وأشار صحفيون إلى إغلاق سوق المواشي في الفاشر اليوم الأحد جراء استمرار المعارك العنيفة.
وقال صحفيون لراديو دبنقا إن مستشفى الفاشر الجنوبي يشهد اكتظاظاً بالمصابين جراء الأحداث الاخيرة وقالت إحدى المرافقات إنهم يعانون من نقص حاد في العلاج مثل (الشاش والقطن والدم). ووجه متطوعون بالمستشفى الجنوبي في الفاشر نداءاً بأن عدد الجرحى و المصابين يفوق طاقة المستشفى وأعلنوا عن حاجتهم إلى معينات الإسعافات الأولية والدم بصورة عاجلة.
دعوات لعدم الخروج من المنازل
قالت حركة تحرير السودان بقيادة مناوي، في صفحتها على فيسبوك يوم الأحد، إن قوات الدعم السريع حاولت مجدداً الهجوم على مدينة الفاشر من الشرق والشمال والجنوب بصور عشوائية واتهمتها بقصف المناطق المأهولة بالمدنيين بالأسلحة الثقيلة مع وجود قناصين في الناحية الشرقية والجنوبية للمدينة.
وأوضحت إن القوات المشتركة لحركات الكفاح المسلحة وقوات الشعب المسلحة للهجوم ووجهت نداءاً للمواطنين للبقاء في منازلهم وعدم الخروج إلى الشوارع والتجمهر فيه كما دعت المواطنين خارج المنازل لاستخدام السواتر والانتباه عند السير في الطرقات الطرقات خاصة المناطق المذكورة.
قلق أممي
أعلنت كليمنتين نكويتا سلامي، المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية في السودان، عن مخاوفها بسبب استخدام الأسلحة الثقيلة في اشتباكات بمدينة الفاشر في دارفور.
ودعت سلامي جميع الأطراف لتجنيب المدينة المزيد من القتال، مؤكدة أن العنف يهدد حياة أكثر من 800 ألف شخص يقيمون هناك.
تشير سلامي إلى أن تصاعد العنف في جميع أنحاء الفاشر يؤدي إلى إعاقة التدفق المستمر للمساعدات والسلع، مما يدفع الناس إلى حافة المجاعة، بجانب استنفاد قدرة المرافق الصحية بشدة. وأكدت أنه من “المفجع رؤية هذا الكابوس يتكشف، حيث يستمر الصراع في الانتشار ليشمل أجزاء كبيرة من البلاد، حيث يدفع المدنيون رجالا ونساء وأطفال أرواحهم”.
وأعرب مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية عن قلقه إزاء التقارير التي تفيد بتصاعد خدة الاشتباكات في الفاشر وقال تدوينة على منصة إكس أن نيران الحرب في السودان تهدد بابتلاع.المدينة وأضاف: إن شعب دارفور بحاجة إلى المزيد من الغذاء، وليس إلى المزيد من القتال. ويجب على الأطراف أن تفي بالتزاماتها بالحفاظ على سلامة المدنيين ووقف التصعيد على الفور.
قتلى ونزوح
وكان صحفيون كشفوا عن مقتل نحو 20 مدنياً خلال المعارك العنيف التي دارت يوم الجمعة يوم الجمعة.
وكشفت مصفوفة تتبع النزوح التابعة لمنظمة الهجرة الدولية في تقرير عن نزوح 370 أسرة بالفاشر خلال الأسبوع الماضي جراء الاشتباكات من بينهم مائة أسرة نزحت يوم الجمعة.
من جهتها كشفت اطباء بلاحدود عن إصابة 160 مواطناً جراء الاشتباكات التي في الفاشر يوم الجمعة ٣١ امرأة و١٩ طفلا نتيجة الاقتتال.
من جهة أخرى تفقد الفريق جمعة محمد حقار عضو هيئة القيادة والسيطرة بالقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح عصر امس السبت بمستشفى الفاشر الجنوبي مصابي وجرحى القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح الذي أصيبوا خلال المعارك التي دارت يوم الجمعة مع الدعم السريع.
وكانت القوات المشتركة لحركات الكفاح المسلح والقوات المسلحة انتصارها على الدعم السريع ونشرت مقاطع فيديو بشأن أسرها عدد من جنود قوات الدعم السريع يوم الجمعة.
وفي ذات السياق اتهمت القوات المسلحة الدعم السريع بالبدء في الهجوم على الفاشر يوم الجمعة. فيما قالت قوات الدعم السريع إن الجيش والحركات المسلحة هم من بدأوا الهجوم على الفاشر.
وكانت الدول الأعضاء في مجلس الأمن والأمم المتحدة والاتحاد الافريقي والإيغاد وعدد كبير من الدول حذروا من الهجوم على مدينة الفاشر التي يسكنها 800 الف شخص وبها عدد كبير من مراكز الإيواء ومعسكرات النازحين.
ومع تزايد حدة المعارك، تشهد مدينة الفاشر تذبذبا في الاتصال خاصة في الاتجاه الشمالي للمدينة مما يحول دون تواصل الأسر مع ذويها.