تواصل انهيار الجنية السوداني مقابل الدولار والعملات الأجنبية
يسجل الجنيه السوداني استمراراً في انخفاض قيمته امام الدولار الأمريكي برفقة بقية اسعار العملات منذ بداية شهر مايو الحالي، حيث يتذبذب سعر الصرف بشكل متكرر قد يصل إلى ثلاث مرات في اليوم.
منذ مطلع الشهر الحالي شهدت قيمة الدولار الأمريكي ارتفاعا تدريجيا ملحوظا مقابل الجنيه السوداني، وذلك وفقًا لبيانات الجهات المالية. سجلت الأسواق المالية زيادة في النشاط والحيوية في المعاملات المالية، مما ساهم في تعزيز حركة تداول العملات الأجنبية. أسفر هذا التطور عن تقوية موقف الدولار الأمريكي وارتفاعه ليصل إلى مستوى جديد، بزيادة قدرها 300 جنيه سوداني.
تشير التقارير من مصادر القطاع المالي والتي استعرضها صحفي في موقع “السودان اليوم” إلى استمرار ارتفاع أسعار الدولار أمام الجنيه في الأسواق الموازية مع بداية التداولات اليوم الاربعاء. ومن الجدير بالذكر أن سعر بيع الدولار قفز إلى أكثر من 1750 جنيهاً سودانياً، بينما وصل سعر الشراء إلى حوالي 1730 جنيهاً سودانياً.
تشير الأرقام الأخيرة إلى تراجع قيمة العملة السودانية مقارنة بالعملات الأجنبية، خاصة العملات المستخدمة في التعاملات التجارية مع دول الخليج. فقد تراجعت قيمة الجنيه السوداني ليتساوى كل ريال سعودي بـ 461.33 جنيه سوداني، فيما بلغت قيمته أمام الدرهم الإماراتي 471.38 جنيه، وأمام الريال القطري 475.27 جنيه. تسببت هذه الانخفاضات في قيمة الجنيه السوداني بزيادة الضغوط على التجار وأصحاب الأعمال بسبب التذبذبات غير المتوقعة في معدلات صرف العملات في السوق.
يعزو الخبراء الاقتصاديون هذا الارتفاع المستمر لقيمة الدولار إلى تحويل العديد من المستثمرين لأموالهم إلى خارج البلاد باستخدام عملات أجنبية مثل الدولار. إلى جانب ذلك، تعتمد الحكومة على الأسواق غير النظامية لتوفير العملة الأجنبية لشراء السلاح والمعدات العسكرية والمواد الأساسية. بالإضافة إلى اللجوء الى الاستيراد لسد العجز في الوقود وتعويض نقص إنتاج القمح، واستيراد الديزل والبذور والأسمدة اللازمة للزراعة.
على صعيد التوقعات المستقبلية، أبرز عدد من الخبراء الاقتصاديين عجز الهيئات الحكومية عن تنفيذ الإصلاحات المطلوبة بسبب النزاعات الجارية، وأشاروا إلى أهمية تقديم دعم مالي كبير للمساعدات الإنسانية. وأكدوا أن إيرادات تعدين الذهب في الشمال والشرق تشكل الركيزة المالية للبلاد، موضحين أن جزءاً كبيراً من هذه الإيرادات يُخصص لدعم الجهود الحربية، وأن تكاليف النزاعات تستحوذ على الموارد المالية بشكل كبير.
منذ ازمة ابريل 2023، شهدت العملة السودانية تراجعاً في قيمتها، مما تسبب في تأثير سلبي على البنية التحتية الاقتصادية في البلاد، وتسبب في تقلب القيمة الفعلية للعملة. وقد انخفضت القوة الشرائية للجنيه إلى مستويات قياسية سواء في التعاملات الرسمية أو غير الرسمية.
تشير المعلومات الحديثة حول سوق البنوك إلى تباين في أسعار تحويل الدولار الأمريكي بين البنوك المختلفة في السودان، حيث يتبع كل بنك خطة مالية فريدة. تحاول بعض البنوك جذب العملاء من خلال تقديم أسعار تنافسية، في حين تسعى بنوك أخرى لكسب رضا العملاء بعرض أسعار شراء جذابة. يؤدي هذا الاختلاف في استراتيجيات البنوك إلى عدم استقرار في القطاع المصرفي والتأثير على مستوى الثقة لدى العملاء والمستثمرين.
بحسب البيانات المالية المتوفرة، تباينت أسعار العملات الأجنبية بشكل ملحوظ، وشهد الدولار الأمريكي على وجه الخصوص تغيرات في قيمته عبر البنوك المختلفة في السودان. في بنك الخرطوم، بلغ سعر صرف الدولار حوالي 1255 جنيهاً، في حين قدره بنك أم درمان الوطني بأكثر من 1260 جنيهاً. ارتفع سعر صرف الدولار في بنك فيصل الإسلامي إلى قيمة قريبة من 1260 جنيهاً.
فيما يتعلق بالتدهور الأخير، أوضح وزير الاقتصاد السوداني، جبريل إبراهيم، أن الانخفاض الكبير في قيمة الجنيه السوداني مقارنة بالدولار الأمريكي خلال فترة الاضطرابات كان متوقعاً بسبب نقص المداخيل الواردة من الخارج. وأضاف أن هذا يعود أيضًا إلى زيادة الطلب على الدولار بسبب عدم كفاية العائدات المالية.
أدلى جبريل بتصريح لوكالة الأنباء المحلية قائلاً إنه على الرغم من الجهود المستمرة والجادة التي يبذلها للحد من التراجع الذي نواجهه، إلا أن الطلب على الدولار مستمر ومستمر، خصوصا لاستيراد السلع الأساسية والمواد الضرورية أو تغطية تكاليف العمليات العسكرية. ومن المتوقع أن تتأثر عملتنا المحلية بانخفاض قيمتها، وهذا ما تشهده الدول المتورطة في النزاعات الحربية.
حذر خبراء الاقتصاد من الآثار السلبية المحتملة بسبب استمرار تراجع قيمة العملة المحلية، الجنيه السوداني، وخاصة نتيجة زيادة القوة الشرائية للدولار الأمريكي. هذه التحذيرات جاءت بعد أن وصل سعر صرف الجنيه مقابل الدولار إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، حيث بلغ السعر في السوق الموازي 1750 جنيه لكل دولار أمريكي.
أوضح المختصون أن العمليات الاستيرادية الحالية تركز بشكل كبير على جلب المعدات العسكرية وأنواع مختلفة من الأسلحة، بالإضافة إلى تخزين الذخائر والتجهيزات الحربية.
وأشار الخبراء إلى أن الدور الحكومي يعتبر أساسيًا في ارتفاع قيمة الدولار مقابل العملة الوطنية خلال هذه الفترة، وذلك بسبب تأثير الحكومة في عدم ضبط سوق التداول للدولار من خلال القنوات غير الرسمية.
وأكد المتخصصون في الشؤون الاقتصادية أن تراجع قيمة الجنيه السوداني يعود لعدة أسباب، منها استمرار الصراعات المسلحة في مناطق مختلفة من البلاد لأكثر من عام. بالإضافة إلى قرار البنك المركزي بإصدار المزيد من العملات دون وجود احتياطي كافٍ من العملات الأجنبية. ويفاقم هذا الوضع انخفاض التحويلات المالية من السودانيين المقيمين في الخارج، خاصة مع استمرار ظاهرة الهجرة. وفي هذا السياق، خصصت الدولة نسبة كبيرة من ميزانية العام المالي 2024 لتعزيز قدراتها العسكرية وتأمين التمويل اللازم لتجهيز الجيش.
اسعار العملات في السودان في السوق الموازي اليوم الاربعاء 15\05\2024م (وقت نشر الخبر )
تنوية \ هذا الاسعار للمعلوماتية و سعر الدولار وبقية أسعار العملات يختلف من تاجر الى اخر بفارق بسيط لذا يرجى الانتباة والاسعار قابلة للتغيير
أسعار العملات | سعر الشراء (الصرف) | سعر البيع |
سعر الدولار | 1730.00 جنيها | 1750 جنيها |
الريال السعودي | 461.33 جنيها | 466.66 جنيها |
الدرهم الاماراتي | 471.38 جنيها | 476.83 جنيها |
سعر اليورو | 1860.21 جنيها | |
الجنيه الاسترليني | 2162.5 جنيها (غير متداول حاليا) | |
الجنية المصري | 36.79 جنيها (متباين يصل الى 40 ) | |
الدينار البحريني | 4552.63 جنيها | |
الريال القطري | 475.27 جنيها |