الأخبار

تجدد القتال وسقوط أكثر من 500 قتيل وجريح بالفاشر

الفاشر: 15 مايو 2024: راديو دبنقا

تراجعت وتيرة المعارك وتبادل القصف المدفعي في الفاشر، بعد ظهر اليوم الأربعاء، قبل أن يعاود الطيران الحربي شن غارات جوية على مواقع الدعم السريع بأطراف مدينة الفاشر، شمال، وشرق، مساء الأربعاء لليوم الثاني على التوالي. فيما تواصلت حركة نزوح المواطنين من أحياء الوحدة والسلام والجوامعة، والوفاق، والكهرباء، والتيمانات، الأمل إلى مناطق أخرى في محلية الفاشر.

وأكد شهود عيان لراديو دبنقا إن القصف المدفعي ورصاص القناصة أدى لمقتل وإصابة عدد من المدنيين في مختلف المواقع.

ويقول مواطن من الفاشر لراديو دبنقا إن الاشتباكات، التي دارت صباح اليوم بين الجيش والحركات المسلحة من جهة وقوات الدعم السريع، انحصرت في الناحية الشرقية للمدينة وأدت إلى نشوب حرائق بالمناطق السكنية، خاصة المنازل المبنية المواد المحلية ” القش “.

مئات القتلى والجرحى

كشفت وزارة الصحة بولاية شمال دارفور في تصريحات صحفية أن الإحصائية الأولية للقتلى والجرحى جراء الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع في مدينة الفاشر، بلغت 63 قتيلا و388 جريحاً.

من جهتها قالت منظمة أطباء بلا حدود في تدوينة على منصة إكس إن مستشفى الفاشر الجنوبي الذي تدعمه المنظمة استقبل 454 ضحية منذ يوم الجمعة مؤكدة مقتل 56 شخصاً، وقالت في الوقت نفسه إنه من المرجح أن عدد الجرحى والوفيات أعلى بكثير، لأن القتال لا يزال محتدمًا بحيث لا يستطيع الكثير من الناس أن يصلوا إلى المرفق الصحي.

وأوضحت المنظمة إن 40 مصابا ينتظرون إجراء عملية جراحية، لكن إمدادات المستشفى تنفد، ولا مكان آمن في المدينة. ودعت الأطراف المتحاربة على حماية المدنيين وتمكين الوصول الآمن والتصاريح لأطباء بلا حدود لجلب المزيد من الإمدادات اللازمة بشكل عاجل لعلاج الجرحى.

وقال النازح بمعسكر أبو شوك في الفاشر إسماعيل خريف لراديو دبنقا إن مستشفى الفاشر الجنوبي يعاني من نقص حاد في الشاش والمعقمات والأدوية، وأشار إلى مقتل 9 أشخاص وإصابة 45 آخرين في معسكر أبوشوك منذ يوم الجمعة الماضي جراء سقوط القذائف والذخائر طائشة، كما لفت إلى مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين إثر سقوط قذيفة في منطقة شقرة حلة أبوبكر التي تأوي آلاف النازحين القادمة من مناطق ريفي غرب الفاشر في ابريل المنصرم، وأكد إن معظم الضحايا من النساء والأطفال.

 

 

وأدت المعارك الحالية إلى خروج مستشفى بابكر نهار للأطفال عن الخدمة بعد مقتل ثلاثة أشخاص من بينهم طفلين جراء القصف الجوي في محيطه، وأعلنت وزارة الصحة بالولاية عن اختيار مركز صحي سيد الشهداء غرب كمركز بديل لمستشفى بابكر نهار، وأشار الصحفي معمر إبراهيم إلى نفير طوعي للشباب انطلق صباح اليوم لتهيئة المركز من أجل استقبال الأطفال المرضى.

قصف مدفعي

وقال ثلاثة مواطنين من الفاشر لراديو دبنقا إن المعارك والقصف المدفعي بين الدعم السريع من جهة والجيش والحركات المسلحة من جهة أخرى تجددت صباح اليوم الأربعاء في الفاشر بوتيرة أقل من الأيام الماضية، فيما شن الطيران الحربي غارات جوية عنيفة على أهداف شرق المدينة مساء الثلاثاء. وقال مصدر عسكري لراديو دبنقا أن القصف الجوي استهدف منصات إطلاق المدفعية نحو أحياء الفاشر.

ويقول المواطن محمد صديق لراديو دبنقا إن الجيش والقوات المشتركة صدوا هجوماً من الدعم السريع على حي الوحدة مساء الثلاثاء، وتمكنوا من ابعاد قوات الدعم السريع إلى خارج المدينة.

 

 

وأشار مواطنون آخرون لراديو دبنقا إلى أن القصف استمر صباح اليوم في الناحية الجنوبية والشرقية من المدينة بوتيرة أقل،  ونبهوا  إلى ارسال القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح تعزيزات عسكرية إلى بوابة مليط.

ويشير مواطن آخر في حديث لراديو دبنقا الى أن الأيام الماضية شهدت إطلاق الأعيرة النارية والمدافع المتوسطة بالقرب من المناطق السكنية والشوارع الرئيسية حتى في حال عدم وجود أي مواجهات عسكرية الأمر الذي سبب بعض الارتباك حتى في وسط العسكريين أنفسهم. ووصف الوضع بأنه جحيم لا يطاق يعيشه سكان مدينة الفاشر.

نزوح

كشف مواطنون لراديو دبنقا عن استمرار حركة النزوح من الأحياء التي شهدت اشتباكات وسقوط للقذائف إلى الأحياء البعيدة نسبياً  عن مناطق الاشتباكات. وقال مصفوفة تتبع النزوح التابعة لمنظمة الهجرة الدولية إن 200 أسرة نزحت من أحياء السلام والوحدة والجوامعة وغيرها إلى أحياء أخرى يوم الثلاثاء.

وأوضح مواطن من الفاشر لراديو دبنقا إن حركة النزوح اتجهت صوب الأحياء الجنوبية الغربية للمدينة نحو أحياء البان جديد والثورات جنوب وقد نزح البعض نحو المناطق الريفية الجنوبية للمدينة مثل مناطق (شاوة، قوز بنية، معسكر زمزم وغيرها).

تصريحات متضاربة

وكشف عدد من شهود العيان لراديو دبنقا عن استيلاء الجيش والقوات المشتركة على عدد من المدرعات وإجبار مقاتلي الدعم السريع على الخروج من محطة الكهرباء التي سيطرت عليها يوم الثلاثاء. ونشرت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح مقاطع فيديو من داخل محطة الكهرباء تؤكد خلالها سيطرتها على المحطة، ولكن قوات الدعم السريع نشرت أيضاً مقاطع فيديو اليوم الأربعاء قالت فيها إنها مازالت تسيطر عليها من داخل محطة الكهرباء.

وقال الناطق الرسمي باسم أحد أجنحة حركة “”تحرير السودان المجلس الانتقالي بقيادة صلاح رصاص في تصريح صحفي إن الجيش و”الحركات المسلحة ” تمكنا من اخراج قوات الدعم السريع من الأحياء الشرقية لمدينة الفاشر والأحياء الشمالية وصولاً إلى الميناء البري فيما أكدت قوات الدعم السريع تقدمها في إطار الخطة الدفاعية.

تفاقم الأزمة الإنسانية

وكشف المواطن محمد صديق وثلاثة من المواطنين والمواطنات في استطلاع أجراه راديو دبنقا أن الفاشر شهدت هدوءاً نسبياً بعد توقف الاشتباكات عصر الأربعاء وأشاروا إلى عودة شبكة سوداني على الخدمة بعد توقف استمر لساعات. فيما لفت مواطنون آخرون إلى مصادرة الجيش أجهزة استارلينك في عدد من الأحياء.

وأشار محمد صديق إلى أن حركة المواصلات تعمل في معظم الخطوط، وإن جميع الأسواق تعمل كالمعتاد خاصة سوق أم دفسو والمواشي ونيفاشا مع استئناف الحركة التجارية في السوق الكبير بصورة جزئية، وأوضح إن المخابز استأنفت العمل. ولكن مواطن آخر قال لراديو دبنقا أن وسائل المواصلات توقفت بمدينة الفاشر مما اضطر المواطنين والنازحين لاستخدام عربات الكارو والسير على الأقدام لمسافات طويلة وهم في حالة من التعب الشديد والإرهاق.

 

 

وكشف النازح إسماعيل خريف لراديو دبنقا إن معسكرات السلام و أبوجا ونيفاشا و أبو شوك تشهداً نقصاً حاداً في المواد الغذائية مع ارتفاع الأسعار بصورة جنونية، حيث ارتفعت أسعار السكر والزيت والذرة بمعدلات غير مسبوقة محذراً من نذر مجاعة داخل المدينة وقال إن أزمة المياه تفاقمت في المدينة حيث يتراوح برميل الماء بين 5 إلى ستة آلاف مع شح المياه جراء خروج  آبار عن الخدمة بسبب عدم توفر الوقود مبيناً إن المدينة تأوي مئات الآلاف من النازحين جراء الحرب الحالية في  أكثر من 179 مركز إيواء.

استنفار

أعلن مني اركو مناوي حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة تحرير السودان الاستنفار العام للدفاع عن المواطنين وممتلكاتهم في الفاشر، وقال في تدوينة على منصة إكس إنه تحصل على معلومات وصفها بالمؤكدة إن قوات الدعم السريع أطلقت استنفاراً جديداً لاجتياح الفاشر ونهبها، وإنها أغرت المستنفرين باستباحة المدينة.

واتهم قوات الدعم السريع بقصف المواقع المدنية في الفاشر مع سبق الإصرار وقفل الطرق الرئيسية المؤدية إليها اليها ومنع دخول الإغاثة والمواد الضرورية بما في ذلك الدواء  ودعا لتجريمها وعزلها دولياً هي ومن يدعمها.

عقوبات

أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية اليوم الأربعاء فرض عقوبات على قائد الدعم السريع بولاية وسط دارفور علي يعقوب، والعميد عثمان محمد حامد الشهير بعثمان عمليات وهو أحد كبار القادة في قوات الدعم السريع، وأرجعت فرض العقوبات لدورهم في الحملة الحربية الحالية، ويقود علي يعقوب العمليات في شمال دارفور خاصة في مليط والفاشر برفقة القادة الآخرين بينما يعتبر عثمان عمليات أحد المشرفين على العمليات القتالية في جميع المناطق. وتنص العقوبات على حظر ممتلكات المشمولين بالعقوبات في الولايات المتحدة.

وقال المبعوث الأمريكي إلى السودان توم بيريلو في تدوينة على منصة إكس “ستواصل الولايات المتحدة رفع التكاليف والعواقب لأولئك الذين يصعدون الحرب، ويمنعون وصول المساعدات الإنسانية، ويرتكبون الفظائع ضد شعب السودان”. من جهته طالب المبعوث الأمريكي توم بيريلو جميع الأطراف بالتوجه إلى جدة والالتزام بالتحول الديمقراطي الشامل.

مواقف دولية

من جانبها حذرت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفلد، في تدوينة على منصة اكس، من مجزرة واسعة النطاق في الفاشر مهددة بعواقب فورية ومباشرة وطالبت الطرفين بضمان حماية المدنيين.

من جانبها أعربت هيئة إيغاد عن قلقها إزاء احتدام المعارك في الفاشر وتدين استهداف البنية التحتية والمرافق الصحية.

 

 

وكان المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك أجرى اتصالا بالبرهان وحميدتي يوم الثلاثاء، وأعلن الطرفان خلال الاتصال يوم الثلاثاء التزامهما بحماية المدنيين.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى