الدعم السريع يدعو الدول العربية إلى مقاطعة البرهان
دعا إبراهيم مخيّر، عضو المكتب الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، الدول العربية إلى قيادة مبادرة دولية لإدانة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وفرض مقاطعة اقتصادية ودبلوماسية.
وقال مخيّر، في حوار مع “إرم نيوز”، إن “البرهان أصبح هو وحلفاؤه من الإخوان بوضع حرج أمام المجتمع الدولي، بعد أن فقدوا ثلاثة أرباع الأراضي السودانية، في ظل الهزائم المتتالية على يد قوات الدعم السريع”.
وقال إن “البرهان يسعى إلى تدويل المعركة بإغراء دول مختلفة للدخول في ساحة الحرب في السودان في صدارتها إيران التي جاءت بالطائرات المسيّرة لتساهم في عقاب المدنيين باستهداف مناطقهم السكنية عمدا”.
وتاليا نص الحوار:
-في البداية.. كيف ترى تعامل المجتمع الدولي مع “البرهان” في ظل الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين وتتصاعد مستوياتها علنا أمام العالم؟
-يقف قائد الجيش عبد الفتاح البرهان “عاريا” أمام المجتمع الدولي، لقد “جن جنون” نظام “البرهان” ومعه “الإخوان” بعد فقدان ثلاثة أرباع مساحة السودان، عقب الهزائم العسكرية المتتالية التي تعرض لها، لينعكس ذلك بالقيام بممارسات فظيعة يعجز العقل السوي عن تخيلها، لم يعد أمامه سوى إشعال النيران في نواحي السودان كافة، وتقسيم العباد والبلاد إلي سودانيين في الجنوب، وآخرين في الشمال والشرق والغرب.
ماذا يريد البرهان وحلفاؤه من السودان حتى بعد فقدانه السيطرة على مساحة كبيرة في السودان وتلك الهزائم المتتالية؟
-البرهان يسعى إلى التهديد المستمر للشعب السوداني والتلاعب بالمجتمع الدولي عبر استغلال التناقضات الدولية في المنطقة، عسى أن يتم الاحتفاظ له بنصيب في الحكم في الفترة القادمة، فبعد مقتل أكثر من 3 ملايين سوداني وتهجير أكثر من 8 ملايين آخرين، لا نظن أن الشعب السوداني سوف يتقبلهم لذا هم يقفون ضد التغيير الديمقراطي في البلاد وتسليم السلطة للمدنيين والذي يسانده الفريق أول محمد حمدان دقلو بقوة، بل وأصبحت بعض الولايات في السودان والمناطق المحررة بالفعل في أيدي سكانها مثل ولاية الجزيرة وكذلك منطقة مليط الاستراتيجية، ورغم أن البرهان وحلفاءه يرفضون أن يغادروا السلطة في ظل الثورات المتتالية السلمية والمسلحة ضدهم، والاحتجاجات المتواصلة من السودانيين داخل البلاد وخارجها، إلا أن الشعب السوداني ما يزال صامدا في جبهات عديدة وبات البرهان شيئا فشيئا محاصراً.
-ما الأساس الذي يتعامل به البرهان وحلفاؤه من الإخوان مع الشعب السوداني في ظل ما يرتكب بحق المدنيين؟
بمبدأ عقاب الشعب السوداني يتم التعامل من جانب البرهان وحلفائه من “الإخوان”، لأن أبناء الشعب السوداني لم ينضموا له، بجانب القتل العمد والتشهير بالجثث والمشاهد البشعة التي ترتكب بحق مدنيين أبرياء كما هو موثق بالصوت والصورة، كان الاستنجاد بإيران وتحقيق حلمها في التواجد بأراضي السودان لتهديد أمن المنطقة العربية، وجاءت إيران بالمسيرات الجوية التي ساهمت في عقاب المدنيين باستهداف مناطقهم السكنية عمدا حتى سالت دماؤهم في كل بقعة، لقد سالت الدماء في كل بقعة من بلادنا.
-هل وقوف المجتمع الدولي متفرجا على تردي الأوضاع في السودان جاء بهذه الجرائم البشعة؟
-إن الدعوة المستمرة من جانب “حميدتي” ، للجان التحقيق الدولية والمراقبين بما في ذلك الإعلام الحر للدخول إلى السودان ومنحهم كامل الحصانة والحماية اللازمة في مناطق سيطرة “الدعم السريع” تنبع من قلق عميق ليس فقط للانتهاكات وجرائم الجيش بل للتفكك الذي بدأت ملامحه بارزة في القوات المسلحة، حيث تحول الجيش إلى جماعات “إرهابية” لا تأبه بالانضباط العسكري ولا المواثيق الدولية…
-بعد الوصول إلى هذا الوضع المزري المقرون بجرائم الحرب.. هل بات للمجتمع الدولي دور في هذا المشهد الصعب؟
-ندعو المجتمع الدولي إلى ضرورة الإمساك بزمام المبادرة وإعلان موقف متضامن مع “الدعم السريع” الذي يدافع عن الشعب السوداني ويتواجد باستمرار في كل المحافل الدولية، مستجيبا دون تردد للإرادة الدولية و دون شروط، وقد وافق “حميدتي” على الجلوس مع البرهان بغرض رفع المعاناة عن السودانيين على الرغم من تفوق قواتنا، إلا أن البرهان ظل يراوغ غير مهموم بما وصل اليه السودان والشعب، إن أهم شرط يجب أن يتمسك به المجتمع الدولي هو القبض علي المجرمين الهاربين من السجون من الإسلاميين والمطلوبين بعضهم دوليا من محكمة لاهاي.
-هل يستطيع المجتمع الدولي التعامل مع الخروقات وأن يكون له تأثير في حل الأزمة السودانية؟
-من المهم أن تأتي الدول العربية في طليعة المجتمع الدولي وتقود مبادرة لإدانة البرهان واتباع سياسة المقاطعة الاقتصادية والدبلوماسية، حتى يمتثل إلى إرادة الشعب السوداني الطامح للسلام، فقد تجاوز البرهان كل الخطوط الحمراء دون رجعة، كما يجب عدم الخضوع للابتزاز الذي يمارسه عليهم، إن المقاطعة الاقتصادية لحكومة البرهان وحلفاؤه من “الإخوان” ربما تكون أنجح وسيلة يمكن أن تلجأ إليها الدول العربية اليوم لإجبار البرهان على الاستسلام للإرادة الشعبية والجلوس او التوصل الى تسوية نهائية للأمر السوداني.