أحلام وكوابيس اليقظة
مشهدان عبثيان : الأول من وحي خيال الكاتب المسرحي الإيرلندي صمويل بيكيت ، ينتظر خلاله رجلين اثنين ، ثالث يدعى جودو ، لا يعود مطلقا ورغم ذلك يستمران في انتظار عودته .
الثاني من وحي خيال السيد فرج عامررئيس نادي سموحة السكندري، زعم فيه ، ان لقاء مصر والسنغال الحاسم والمؤهل للنهائيات مونديال 2022 سيتم إعادته ، رغم اعتماد الاتحاد الدولي لكرة القدم فوز السنغال وإعلان تأهلها للنهائيات ، لكن الرجل واصل الخيال أملا في إخماد الغضب بين جماهير الكرة، وكرر ادعاءه استنادا إلى مصادر موثوقة كما ادعى.
العبث لا نهاية له في بلانا العربية.. فأصحاب الجلالة والفخامة والسمو يحلمون بتدخل “جودو” الأمريكي ، لإجبار إسرائيل على إيقاف القتل في رفح ،وينتظرون إعادة مباراة مصر والسنغال!.
لن يعود جودو أبدا ، ليس كونه خيال عربي عبثي ، إنما لانشغاله بتجهيزطلبات الجيش الصهيوني من قنابل وطائرات ومعلومات استخبارية ، لاستكمال خطة الانقضاض على رفح ، ولن تعاد مباراة مصر والسنغال ، فلا مكان للعرب في الملعب وما عليهم سوى الجلوس على مقاعد المشجعين لمشاهدة مونديال القتل الصهيوني.
صدرت أوامر محكمة العدل الدولية بوقف الحرب في رفح ، ولن تمتثل إسرائيل كعادتها لما يسمى عبثا بالشرعية الدولية ، لأنها تدرك أن السيد جودو الجالس على مقعد البيت الأبيض لن يطلق صافرة النهاية وسيمنحها وقتا إضافيا كما تريد.
الولايات المتحدة عازمة على المضي في دعم الجرائم الإسرائيلية غير عابئة بالكلفة الإنسانية الباهظة التي يتكبدها الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة والضفة ، وقرارات العدل الدولية ستتحول حبرا على ورق ، مرة بسبب الغطرسة الصهيونية ومرة بسبب الفيتو الأمريكي المؤكد إشهاره في مجلس الأمن.
الحلم العربي في الولايات المتحدة باعتبارها حامية العروش والممالك وقصور الرئاسة يتحول إلى كابوس يقظة بعد قرارات محكمة العدل الدولية .. القادة العرب الموالين لواشنطن في ورطة عظمى إذا ما وقفت أمريكا أمام تنفيذ قرارات المحكمة عند إحالتها إلى مجلس الأمن .. ماذا ستفعل ؟ .. ربما يعقدون قمة يمهروها ببيان ختامي لتل أبيب : “اللي فات مات واحنا ولاد النهاردة” .. الأحلام عندما تختلط بالعبث تتحول إلى كوابيس يقظة.
أحمد عادل هاشم