الأعمدة

جوازات كررى.. الإتقان وسط المهددات

غني عن القول ان المليشيا المتمردة تعتمد عدد من الأساليب في سعيها لتحقيق انتصار تقضي به علي الدولة السودانية ..من ضمن تلك الأساليب تهجير السكان وارغامهم علي التخلي عن دورهم وممتلكاتهم عبر التنكيل والاقتحام والتدوين وبث الشائعات وغيرها .. محلية كررى مع ما شكلته من صمود في وجه العدو ظلت ملتجأ وسكنا ومأوى لسكان المحليات الاخرى..أتوها بالالاف فزادت بهم صمودا ومنعة وثباتا في وجه كل اساليب المليشيا..ساعد في ذلك التواجد الشرطى المتمثل في انتشار القوات ونشر الخدمات المتعلقة بالسجل المدنى والجوازات والمرور والاعمال الجنائية الوقائية والمنعية ..رتب ذلك ضرورة الحرص والعناية في اختيار من يقود تلك المكاتب ومن يواكب ذلك الانتشار وتحقيق سرعة في الإيقاع وضبط للاجراءات وسط الكم الهائل من المهددات .. من بين اولئك المدراء العقيد عوض الله حمزة مدير جوازات كررى .. رجل شهادتى فيه مجروحة فقد عملت معه لسنوات طويلة في عدة مواقع وأعلم تماما قدرته علي إبتداع الوسائل وتنويع المسارات وقدرته علي تطويع الصعوبات والقفز فوق قلة الامكانيات لذا لم استغرب ومحدثي يخبرني بمدى إرتياحه للخدمات المقدمة بمكتب جوازات كررى ..مكتب كما قال لي أنه نموذج لمثالية الطرح في زمن الخوف والجزع ..جل مرتادى هذا المكتب تحكي عنهم ظروفهم وتستطيع عيونهم ان تخبرك بحالهم ولكنهم حالما يودعون ملامح وجوههم أمام كاميرا التصوير تجد أن شفاههم قد انفرجت وعيونهم ضحكت فقد قضوا إجراءاتهم بيسر وسهولة.. العمل الشرطى في أماكن الحروب والنزاعات معادلاته تبدو صعبة جدا مع ما هو مطلوب من أهداف..ولكن ان يضاف الي ذلك تقديم خدمات استصدار وثائق مهمة فذلك أمر يبدو اكثر صعوبة مع ما يقتضيه من تدقيق وتأني في الفحص وفي نفس الوقت بذل غاية المراعاة والتخفيف ناحية جمهور تغالبه ظروف مريرة ويعايش اوضاعا مأساوية ..فالعمل يجب أن خليط متزن من الخبرات الشرطية والفنية في قالب من قواعد التعامل النفسي الطبي والعلاجي..وهي معادلة أثق ان خير من يطبقها بمزيد الحنكة والدراية العقيد عوض الله .. نسأل الله له التوفيق ولكل رفقاءه ومنسوبيهم العاملين في محلية الصمود كررى والمحليات التي ستتبعها بإذن الله ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى